قال الدكتور وحيد عبد المجيد، إن الأجيال الشبابية فى مصر، التى تمثل ثلثى التعداد السكانى لن تسمح لأى تيار سياسى أن يفرض سلطته على مصر مهما كانت قوة هذه التيار، مشددًا على أن قوة هذا الجيل من الشباب الذى كان ومازال وقود ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، لن يسمح بذلك مهما كانت قوة من يدير مصر، فلم يعد هؤلاء الشباب يهابون أى سلطة، موضحًا أن اعتراض الشباب على من يريد الانفراد بحكم مصر لا ينفع من خلافات شخصية إطلاقًا، بقدر ما يؤكد أنهم يؤمنون بأن مصر لم ولن تعود للوراء مهما ظلت دماء أبنائهم تنزف، مؤكدًا فى الوقت نفسه أن الحوار الوطنى هو الحل الوحيد لما نشهده من أزمات الآن فى الساحة.
جاء ذلك خلال الندوة الفكرية التى عقدت ضمن فعاليات البرنامج الثقافى للدورة الرابعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، والتى أدارها الشاعر والإعلامى محمود شرف، وحضرها عدد من جمهور المعرض، والدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وقال "عبد المجيد" أن الأزمة التى نحن فيها الآن تفرض نفسها علينا فنحن ما زلنا فى مرحلة انتقالية تشهد الكثير من التخبط والصدام، وللأسف وصلنا لمنعطف شديد الخطر يشعر به الجميع، يختلفون فى تقدير حجمه، ولكننا لابد أن نبحث عن مخرج ليخرجنا من هذا النفق الذى دخلنا فيه سواءً برغبتنا أو لا، وأنه علينا أن نبحث عن رؤية جديدة ومراجعات لكل المواقف، التى ورثناها من تركة للأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذه الأزمة لا يستطيع حزب أو تيار أن يحملها بمفرده، وهذا هو ما كان واضحًا تمامًا منذ يوم الثانى عشر من فبراير 2011، ولو أن هذه الرؤية توفرت، وأن المرحلة الانتقالية الأولى أديريت بطريقة أفضل، لاختلف المشهد كثيرًا الآن، هذا لو كنا قد استفدنا بهذه الطاقة التى سادت المجتمع فى هذه الفترة، ولكن سوء الإدارة أدى إلى تبديد الطاقة الهائلة التى كان من الممكن أن تقيم بناءً شاملاً، لكنها أبديت فى صراعات بعضها افتعل حول مشاكل لا حاجة لها، كان الهدف واضحًا منها وهو تبديد هذه الطاقة النادرة التى اتسمت بها الثورة المصرية، ولكن المجلس العسكرى الذى كان يدير هذه الفترة بطريقة عشوائية وبلا خبرة، تمكن من احتواء الثورة وعقد الصفقات هنا وهناك، وثبت أن الإفراط فى إدارة شئون البلاد يؤدى إلى فشل كبير، ولكن أيضا من جاء بعد المجلس العسكرى لم يتعظ من هذه الاخطاء التى ارتكبها من كان يدير المرحلة قبله، ولم يدرك أن قيامه بإقصاء من كانوا شركاءً له أنه سيفشل بالضرورة، وإذا أصرَّ هذا التيار على أن يحمل هذه التركة منفردًا سوف تتفاقم هذه الأزمة أكثر بكثير حتى يرى الأفق ينسد أمامه، وسوف تنفلت الأمور من بين يديه.
وأكد "عبد المجيد" أنه لم يحدث أن قومًا فى هذا العالم تصرفوا على هذا النحو، فلم نر أبدًا أناسًا يسارعون لإصدار دستور يعترفون بوجود أخطاء به، ثم يتحدثون عن تصحيحها فيما بعد، كما لم نر دولاً أو حكومات تعتمد على نفس السياسيات التى ثار الشعب عليها من أجل حل المشكلات، إننا نشهد اختراعات للإخوان لم نر لها مثيلاً منذ بدء البشرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة