توجه السفير الألمانى لدى القاهرة ميشيل بوك بالتعازى، نيابة عن بلاده، لأسر القتلى والمصابين جراء أعمال العنف التى اندلعت فى الفترة الأخيرة، ورغم أنه رفض التعليق على المشهد السياسى المصرى، إلا أنه أعرب عن قلقه من فشل القوتين الكبيرتين، المتمثلتين فى مجموعة الإسلام السياسى ومجموعة المعارضة التى توصف بالليبرالية والعلمانية، فى التقارب بطريقة كافية، مشددا على أن توصلهم إلى تفاهمات سيجعل مصر مثالا يحتذى به فى العالم.
ووجه السفير الألمانى، خلال لقاء عقده فى مقر إقامته بالقاهرة مع الصحفيين، نداء إلى أطياف المجتمع المصرى قائلاً: "كفى صراعا وكفى محاولة لتملك هذا البلد بنسبة 100%"، وأضاف أن وزير الخارجية الألمانى يتابع بقلق شديد الأوضاع فى مصر، والتى لم تصل بعد إلى نجاح، ولم ينته الجدل والصراع حتى الآن حول البحث عن الطريق لمستقبل أفضل لمصر بصورة سلمية، معربا عن ترحيبه بما أعلنه الرئيس محمد مرسى بأنه لن يكون هناك أى تقييد للمظاهرات السلمية.
وكشف "بوك" عن جدول زيارة الرئيس مرسى لألمانيا خلال يومى الأربعاء والخميس المقبلين، والذى يتضمن لقاء مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس ألمانيا، هذا فضلا عن لقاء سياسى مطول مع نواب البرلمان الألمانى، كما سيكون هناك العديد من الفعاليات الاقتصادية الهامة، مؤكدا أن أحد القضايا الهامة، التى ستطرح للمناقشة خلال الزيارة، ستكون كيفية إشراك كافة قوى الشعب فى صياغة مستقبل أفضل لهذا البلد، مشيرا إلى أن عملية المصالحة مهمة، وصعبة للغاية، وعلى المصريين أن يقرروها بأنفسهم.
وعن الوضع الاقتصادى قال "نرى جميعا أن الوضع الاقتصادى مستمر فى التفاقم، ونحن مستعدون للمساعدة، ولكن مساعدتنا تقوم على أن يساعد المصريون أنفسهم"، وأكد على أن الحكومة الألمانية خصصت مساعدات مالية لمصر أكبر مما سبق، وإحدى نتائج زيارة مرسى ستكون الإعلان عن حجم هذه المخصصات.
وعما إذا كان الوضع الأمنى فى مصر أثر على المستثمرين الألمان، قال السفير "إن المستثمرين الألمان أشجع مما تتصورون، ولم يسحب مستثمر ألمانى واحد أى استثمارات، ولكنهم فى حالة ترقب لما ستسفر عنه التطورات، ولكنى لا أستطيع أن أطلب منهم ما لا يفعله المستثمرون المصريون، فالكثير منهم سحب استثماراتهم من مصر، وينبغى أن تهيئ الحكومة المناخ الإيجابى للاستثمار".
وأوضح أنه بالرغم من أحداث الثورة إلا أن هذا لم يؤثر على السائح الألمانى الذى أصبح يقضى ليالى أكثر بعد الثورة، وفى رده على ربط المساعدات الألمانية بصندوق النقد الدولى قال إن هناك بعض المساءلات المالية التى تستلزم التوقيع على هذا الاتفاق، ولقد قرأت بعناية شديدة المسودة الأخيرة للاتفاق، وأستطيع أن أقول إنها تمثل "ألين وأخف صيغة اتفاق أبرمه الصندوق" مقارنة بالاتفاقيات السابقة.
وعن شروط قرض صندوق النقد الدولى لمصر، قال "بوك" إن "هذا لا يتعلق بسعى أى حكومة غربية لفرض هيمنتها، ولكننا نريد أن تؤتى المساعدات ثمارا إيجابية ومفيدة"، وضرب مثلا لهذا بمسألة الدعم قائلا "نعلم جميعا أن الدعم لا يمكن مواصلته على هذا النحو، ولا تستطيع الموازنة العامة أن تتحمله، حيث إن أكثر من ثلث الموازنة مخصص للدعم"، فى حين أن هذا الدعم لا يذهب لمستحقيه، ويهدر، لذلك لابد من ترشيده لإيصاله إلى المواطن وادخار جزء منه.
سفير ألمانيا بالقاهرة للمصريين: كفى صراعًا وكفى محاولة لتملك هذا البلد بنسبة 100%.. ميشيل بوك: المسئولون الألمان سيبحثون مع "مرسى" فى برلين كيفية إشراك كافة قوى الشعب فى صياغة مستقبل أفضل لمصر
الأحد، 27 يناير 2013 01:41 م