من يقرأ هذا العنوان سوف يستغرب للوهلة الأولى لمجرد طرحه، فالحقيقة هى أنه لا يتصور أن يكون هناك مصرى لا يحب مصر.
أكاد أجزم أن حب مصر هو مركب أساسى ضمن الشفرة الوراثية لأبنائها. فلا توجد دولة فى العالم يحبها أبناؤها، وكلما بعدوا عنها زاد اشتياقهم ورغبتهم فى العودة إليها "مهما كانت الإغراءات "مثل مصر". قد لا يشعر بهذا الإحساس الذى لم يخرج منها ولكن سلوا المصريين المغتربين وستسمعون شعرا فى حب مصر يتجاوز حلاوة أى شعر للغزل أو الشوق والحنين. البلد الوحيد الذى يعود إليه أبناؤه المهاجرون رغم استقرارهم فى البلدان التى هاجروا إليها ووصولهم إلى أرقى المناصب العالمية فى مختلف المجالات والأمثلة كثيرة جدا وليست ظاهرة فردية، اسألوا الدكتور مجدى يعقوب، الدكتور أحمد زويل، الدكتور فاروق الباز، ومثلهم كثير.
ولكن مصر فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخها لا تحتاج إلى حب شعارات لا يقترن بالترجمة العملية والعمل الدؤوب، تحتاج إلى حب مقترن بنكران الذات وقبول الآخر للبناء على ما اتفق عليه وترك ما اختلف عليه للنقاش بود وموضوعية وليس انتصارا للرأى وعصبية. تحتاج إلى العمل الجماعى للوصول إلى أفضل النتائج للمصلحة العامة ونبذ الأنانية وحب الظهور.
إن الصراع السياسى والاستقطاب الحاد فى المجتمع المصرى الذى يجرى هذه الأيام لا يصب إلا فى زيادة معاناة الشعب، وزيادة انهيار الوطن، والمستفيد الوحيد هم أعداء الوطن، وإذا طال هذا الصراع فكل أبناء الوطن خاسرون حتى لو حسنت النوايا، فالعبرة بنتائج الأعمال وليست النوايا.
لماذا يعتبر كل فريق أنه الوحيد الذى يعمل لمصلحة مصر، لقد صرح أحد الساسة الكبار بأن الصراع فى مصر بين فريق يعمل لمصلحة مصر والآخر يعمل لأجندته الخاصة!! لماذا يا سيدى هذا التفكير بأنه من ليس معى فهو عدوى، لماذا هذا التخوين وأى سياسة امتهنتها علمتك أن المختلف معك من أبناء وطنك هم أعداء الوطن؟!!
لماذا لا نعترف أننا كلنا أبناء مصر، نحبها ونعلى مصلحتها فوق أى مصلحة أخرى، وأن فى وحدتنا فيما اتفقنا عليه لبنائها سوف يزيدنا ويزيدها قوة، ولا نجعل ما اختلفنا عليه سببا فى كراهية وفرقة تشمت الأعداء وتمزق الوطن.
لماذا يتمادى بعضنا فى خصومته للفريق الآخر، لدرجة أن يعرض الوطن كله للخطر، ويطمس جوهر حب الوطن الذى هو بداخل كل مصرى، لماذا تحولت الخصومة السياسية عند بعضنا إلى حقد ورغبة عمياء فى الانتقام والتدمير حتى لو طال هذا التدمير الوطن نفسه.
إننى أثق تماما بأن حب مصر يحتل مساحة كبيرة جداً فى وجدان كل مصرى فهلا استدعينا هذا الحب ليطغى على شعور الكراهية بيننا، هلا استدعينا هذا الحب ليدفعنا للتفانى فى البناء، هلا استدعينا هذا الحب لتعود إلينا وحدتنا وقوتنا، ونفوت على أعدائنا الشماتة والتربص بنا بعد أن تمزقنا الفرقة البغيضة، أننى أدعو الله مخلصا أن ينزع الغل والحقد من قلوبنا ويوحد صفنا لبناء وطننا الحبيب ليستعيد مكانته التى تليق بعظمته وتاريخه بين الأمم وليعود لعموم هذا الشعب الطيب كرامته ورغد العيش الذى يستحقه بعد طول معاناة، قولوا آمين.
علم مصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد نجم
عفوا هذة هي الحقيقة فلا نستطيع غد الطرف عنها
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد جوهر
اللهم امين
ياااااارب