دخان أسود من آثار الحرائق.. يعانق لهيب القلوب المحترقة، على عشرات الضحايا.. بينما خطوات مثقلة تجتاز الشوارع متعثرة فى بقايا الزجاج المحطم، وفوارغ قنابل الغاز المسيل للدموع والحجارة المتناثرة.
بعض هذه الخطوات وتحديدًا فى مدينة بورسعيد، المدخل الشمالى لقناة السويس، تتخذ طريقها بين مدرعات الجيش وجنوده المنتشرين حول المنشآت الحيوية والميادين الرئيسية إلى حيث تنتظر جثامين الضحايا التى رغم برودة الجو باتت ليلتها فى ثلاجات المستشفيات العامة.
الحال فى مدينتى السويس والإسماعيلية لم يختلف كثيرا عن شقيقتهما الثالثة بورسعيد صباح اليوم، بحسب مراسلة الأناضول.
فقد خلت مراكز الشرطة فى السويس على عروشها بعد حرق 4 من مراكزها من أصل 5 أمس، وتولى الجيش مهمة تأمين المدينة ومازالت طائراته تحلق فى سمائها وعلى امتداد خط القناة كله.
أما الإسماعيلية ورغم خروج غالبية أهلها لعملهم ومصالحهم صباح اليوم، إلا أن غبار مواجهات أمس بدا وكأنما حجب شمس الأحد عن عيونهم التى علقت بها مشاهد المواجهات الدامية التى مازالت بصماتها مطبوعة فى مواقع الأحداث، وخاصة ميدان الممر.
فى بورسعيد سيطر الحزن على الأجواء، وخلت شوارع وسط المدينة التى طالما كانت تعج بالعمال والطلبة فى الصباح الباكر، وكذلك الحال بمنطقة الكورنيش السياحى المطلة على قناة السويس والكورنيش الجديد على البحر المتوسط بمنطقة القرى السياحية.
وبدا الجميع فى ترقب لوقوع مزيد من مظاهر العنف اليوم، عقب تشييع جثامين 32 شخصا بينهم اثنان من رجال الشرطة سقطوا فى أحداث العنف الاحتجاجى التى اجتاحت المدينة أمس عقب صدور حكم قضائى بإعدام 21 متهما فى أحداث إستاد بورسعيد فبراير.
وتواصل المقاهى والمحال التجارية إغلاقها لليوم الثانى على التوالى، كما توقف العمل تماما داخل سوق السمك الكائن أمام سجن بورسعيد، الذى شهد ذروة المواجهات أمس بين قوات الأمن المسئولة عن تأمين السجن، ومحتجين حاولوا اقتحامه.
بيد أن المخابز حرصت على الانتظام فى العمل وكذلك متاجر المواد الغذائية والتموينية التى شهدت إقبالا من الأهالى لشراء وتخزين احتياجاتهم.
جمال شحاتة – من أهالى بورسعيد – قال إن "أجواء الحرب التى عاشها آباؤنا خلال العدوان الثلاثى من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على بورسعيد عام 1956 وأجواء النكسة عام 1967 بعد احتلال إسرائيل لسيناء، نعيشها نحن الآن ولكن بشكل مختلف".
وقال إن "حالة من الخوف سيطرت على الأهالى مع قيام مئات الخارجين على القانون باستقلال درجات نارية وإطلاق أعيرة نارية فى الهواء طوال ليل أمس، وخلت الشوارع إلا من بعض المارة الذين لهم مصابون وقتلى فى المستشفيات، فراحوا يهرعون من مستشفى لأخرى بحثا عنهم، وافترش المئات منهم الأرض أمام المستشفيات بانتظار تصاريح دفن ذويهم".
وارتفعت صباح اليوم، حالات الغياب لأكثر من 70% داخل المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، وأغلقت المدارس وتوقفت أعمال التصحيح للشهادات العامة التى انتهت الامتحانات فيها الخميس الماضى، وفق مراسلة الأناضول.
ويقول شاهد عيان إن "العمال بهيئة قناة السويس ومصانع المنطقة الحرة ببورسعيد تغيبوا عن العمل اليوم".
وفى مدينة السويس سادت حالة واسعة من الانفلات الأمنى بعد تشييع جثامين 9 من ضحايا أعمال العنف الاحتجاجى أمس؛ ما أدى لتدخل الجيش للسيطرة على المدينة، فيما بدأت قوى شعبية تكون لجانا لتأمين المنشآت العامة خوفا من تجدد الهجمات عليها.
ورغم حالة الانفلات الأمنى التى تشهدها المدينة على مدار اليومين الماضيين إلا أن الحالة التجارية وأجواء الحياة العامة بدت شبه طبيعية.
أما الإسماعيلية والتى شهدت كذلك أعمال عنف احتجاجى خلال اليومين الماضيين أسفرت عن سقوط عشرات المصابين، بدت الأجواء فيها طبيعية مع صباح اليوم.
إلا أن آثار الاشتباكات التى وقعت أمس إثر محاولة محتجين اقتحام قسم شرطة بمحيط ميدان الممر، انعكست على وجوه المارة الذين راحوا يتابعون آثار الدمار فى أسى وهم فى طريقهم لأعمالهم صباح اليوم.
بالصور .. دخان المواجهات يخنق صباح مدن القناة.. أقسام شرطة السويس خاوية على عروشها بعد حرق 4 من أصل 5 .. ومقاهى ومتاجر بورسعيد مغلقة لليوم الثانى.. وآثار الدمار فى الإسماعيلية انعكست على وجوه المارة
الأحد، 27 يناير 2013 12:22 م
شوارع بورسعيد صباح اليوم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد بيكره الاخوان وصباحي
لمصر رب يحميها ....واسألو الفراعنة!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
سالم
من الذى قام بحرق مدن القناة ؟ اليس اهلها البواسل . اذن يستحقون كل مايجرى لهم
هذه هى الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
انا مصريه
اتقوا الله فى مصر ياابناء مصر