مترجمون: مصر تحتاج لمحمد على آخر ليحدث طفرة فى عالم الترجمة

السبت، 26 يناير 2013 04:33 م
مترجمون: مصر تحتاج لمحمد على آخر ليحدث طفرة فى عالم الترجمة الروائية سهير المصادفة
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت الدكتورة والروائية سهير المصادفة إن حركة الترجمة فى مصر تحتاج إلى شخص مثل محمد على، يعرف قيمة الترجمة ويقدرها، مشيرة إلى أنها بح صوتها، وتطالب بتوفير قاعدة منظمة لمؤسسات الترجمة بمصر، مجددة مطالبها بضرورة وجود قاعدة بيانات تنظم حركة الترجمة بمصر والعالم العربى.

وأضافت المصادفة خلال المائدة المستديرة التى عقدت ظهر اليوم السبت، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين، أن حركة الترجمة بمصر تشهد حالة من العشوائية والتدنى منقطع النظير، مذكرة المسئولين أن حركة الترجمة كانت السبب فى نهضة أوروبا وخروجها من عصور الظلام، أو ما يعرف بـ"العصور الوسطى"، مشيرة إلى أن الحضارة العربية الإسلامية كانت سببا رئيسيا فى نهضتهم، عندما ترجموا خبرات وعلوم ابن الهيثم وابن سينا وجميع العلوم والنظريات التى توصل لها العرب آنذاك.

وأيدتها فى الرأى المترجمة والشاعرة فاطمة ناعوت، مؤكدة أن أعظم حركات الترجمة جاءت فى عصر محمد على، عندما أرسل البعثات إلى أوروبا، لافتة إلى الشرح الذى قدمه رائد حركة الترجمة فى مصر رفاعة الطهطاوى للدستور الفرنسى، وغيرها من الترجمات.

وأوضحت أن الحضارة الفرعونية المصرية بها الكثير من العلوم والمعارف التى لم نتوصل لها حتى الآن، ولكنها تحظى باحتفاء كبير فى بلاد أوروبا، بل ربما سبقونا فى الاحتفاء بها واكتشافها، مشيرة إلى أن هناك ثمة تعتيماً مقصوداً من قبل مؤسسات الدولة على بعض الحقب الفرعونية و6 قرون قبطية لم يعرف عنها الطالب المصرى أى شىء، داعية إلى المزيد من الترجمة، واصفة إياها بالمفتاح الذى يفك الأسر عن السجين، مشيرة إلى ما كان يفعله نيلسون مانديلا فى سجنه عندما كان يقرأ الكتب المترجمة للروائيين الغرب.

وأضافت "ناعوت" أن مصر مصرية وليست عربية، لأنها تحظى بحضارة أعظم من جميع الحضارات العربية، مؤكدة أن اللغة العربية لغة أدبية، وليست علمية، فلا يمكن لها تعريب العلوم، كما يطالب الرئيس مرسى بتعريب العلوم، مشيرة إلى أننا يمكنا معرفة تاريخ الشعوب وعلومهم من الروائيين والأدباء، لأن الساسة _على حد قولها_ يكتبون التاريخ بشكل انتقائى، حسبما يتوافق مع أهوائهم الفكرية وتوجهاتهم السياسية، أما الروائى عادة ما يكتبه بروح وطنية، لافتة إلى أنها شاعرة، ولكنها مولعة بترجمة الرواية، رغم صعوبة الوصول إلى المعانى الجمالية التى تتناسب مع الأسلوب الغربى الأدبى، نظراً لأن المعانى الجمالية العربية، ربما تتناقض كثيرا مع الجماليات الغربية، موضحة على سبيل المثال أن كلمة "قمر" عند العرب تمثل مدحا، ولكنها عند الغرب ذما لأنهم يرون أنه جسم مظلم يسرق ضوءه.

وأشادت ناعوت بالدور التى تبذله الدكتورة سهير المصادفة فى إثراء حركة الترجمة، واصفة إياها بالمقاتلة، نظراً للمجهود الجبار الذى تبذله فى اختيار الأعمال والوصول إلى المترجم المناسب لترجمة كل عمل بما يتناسب مع فكره وفلسفته، مشيرة إلى المراجعة الدقيقة التى تقوم بها فى كل كلمة يقدمها لها المترجم.

فيما قال الشاعر والمترجم رفعت سلام إن الماضى كان يشهد تفاعلا بين الدول من خلال التجارة، ولكن مع تطور الحقب التاريخية كان يتم التفاعل من خلال الترجمة، والتى بدأها فى العصر الحديث رفاعة الطهطاوى بالنظر والقراءة فى الدستور الفرنسى، وتقديم ما يفيدنا منه، مؤكداً أن الترجمة هى رغبة فى اكتشاف الآخر، ولا يمكن لنا التواصل مع العالم إلا بالترجمة، وما ننتجه من أعمال الترجمة أقل بكثير مما ينتجه الغرب، مشيراً إلى أن إسرائيل فى أعمال الترجمة تنتج أضعاف ما ينتجه العرب جميعهم، ونفس الحال بالنسبة لليابان وفرنسا، رغم أنها لا تمتلك ما يملكه العرب من مقدرات، قائلا: "أمامنا شوط كبير حتى يمكن لنا إنتاج ما يمكن أن نضاهى به العالم الآخر"، مؤكداً أن الترجمة إضافة فى جميع الحالات حتى لو كانت هناك أفكار صادمة، لأن مثل هذه الأفكار توقظ العقل والفكر.

وأضاف "سلام" أن من لا يتفهم حركة التاريخ وتطورها سيكون مصيره مزبلة التاريخ، مبدياً عدم تخوفه على حركة الثقافة ومستقبلها، لأن هذا البلد عميق وكبير بدرجة كبيرة، بدليل أن أهم جناح فى متحف اللوفر هو جناح الحضارة المصرية القديمة، مشيراً إلى ما شاهده من طوابير صينية ويابانية كبيرة يكون متجهها الأول فى زيارة المتحف هو الجناح المصرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة