يوضح دكتور أحمد السواح أخصائى أمراض القلب بالمعهد القومى للقلب، أنواع تضخم القلب قائلا، عن طريق الموجات فوق الصوتية يمكن تحديد ثلاثة أنواع من تضخم البطين الأيسر. النوع الأول ينتج من زيادة سمك جدران البطين دون حدوث اتساع فى البطين من الداخل، ويعد ارتفاع ضغط الدم والتضخم الأولى لعضلة القلب وضيق الصمام الأورطى من الأسباب الهامة لحدوث هذا النوع. النوع الثانى يحدث نتيجة اتساع البطين بدون زيادة فى سمك الجدران ويحدث هذا فى حالات ارتجاع الصمامين الأورطى والميترالى، وفى حالات مرض القلب الناتج عن ضيق الشرايين التاجية أو عن الإصابات الفيروسية أو أمراض النسيج الضام وفى بعض الأحيان لا يوجد سبب واضح لاتساع البطين الأيسر. النوع الثالث هو خليط من زيادة سمك الجدران مع اتساع البطين الأيسر وله نفس أسباب النوع الثانى.
يمثل تضخم القلب فى معظم الحالات وضعاً مرضياً لإصابة القلب بمرض عضوى هام، ويتطلب مزيداً من الفحوصات والمتابعة والعلاج، وعلى الرغم من أن تضخم القلب يمثل حالة مرضية فى أغلب الأحوال ذات عواقب ومضاعفات خطيرة، إلا أنه يوجد نوع حميد من تضخم القلب عند الرياضيين يعرف بالقلب الرياضى.
أولا تضخم القلب عند الرياضيين (القلب الرياضى): ممارسة الرياضة البدنية بانتظام ولفترة طويلة، خاصة عند الرياضيين المحترفين تؤدى إلى تضخم القلب، فيزداد سمك جدرانه وتتسع غرفة من الداخل، حيث يؤدى المجهود الجسمانى العنيف والزائد إلى زيادة الصادر القلبى وازدياد نشاط الجهاز العصبى السمبثاوى، فيرتفع الصادر القلبى (الصادر القلبى هو كمية الدم التى يضخها القلب فى الدقيقة وهى حوالى خمسة لترات عند الأصحاء)، أثناء التدريبات الرياضية العنيفة إلى معدلات كبيرة تصل إلى أكثر من خمسة أمثال الكمية التى يضخها القلب فى الأحوال العادية أثناء الراحة.
هذا النوع من تضخم القلب لا يمثل حالة مرضية ولا تصحبه مضاعفات، ولكن أهميته ترجع إلى الحاجة لتفرقته من تضخم القلب المرضى، نظراً لمصاحبة هذا التضخم الحميد علامات غير طبيعية فى رسم القلب الكهربى، مما قد يثير القلب عند غير المختصين والشك فى وجود مرض عضوى بالقلب، ويمكن عن طريق الموجات فوق الصوتية للقلب التفرقة بين هذا التضخم الحميد للقلب عند الرياضيين وبين التضخم المرضى لعضلة القلب، فبعكس الحالات المرضية لا يصاحب التضخم الحميد أى خلل فى وظائف القلب الانبساطية وينكمش تضخم القلب تدريجياً عند التوقف عن ممارسة الرياضة البدنية، ولا يعوق هذا التضخم الرياضيين عن ممارسة الرياضة، بينما يؤدى اكتشاف التضخم المرضى لعضلة القلب إلى الامتناع عن الرياضة البدنية العنيفة.
ثانيا تضخم القلب نتيجة مرض أولى بالعضلة: عند بعض المرضى تتضخم عضلة القلب دون سبب واضح، ويأخذ هذا التضخم فى جدران البطين الأيسر درجات مختلفة، ويزداد سمك الجدران خاصة الحاجز البطينى إلى درجة كبيرة قد تزيد عن عشرين مليمتراً، مما يعد من العلامات المميزة لهذا المرض بينما يظل أتساع البطين الأيسر فى الحدود الطبيعية أو أقل. يؤدى هذا التضخم الكبير فى الحاجز البطينى إلى ضيق فى مخرج البطين الأيسر كذلك يصاحبه تغير فى وضع الصمام الميترالى وقد يحدث ضيق شديد تحت الصمام الأورطى يعوق تدفق الدم خارج القلب.
يصاحب هذا التضخم بالبطين الأيسر خلل شديد فى وظائف القلب الانبساطية وفى بعض الأحيان ارتجاع بالصمام الميترالى. وعلى الرغم من عدم وجود سبب واضح لهذا المرض، إلا أنه تبين حديثاً أن الوراثة تلعب دوراً هاماً وقد تم اكتشاف نوعية ومكان الخلل فى المورثات (الجينات) المسئولة عن حدوث المرض والذى يؤدى إلى تغيير فى نوعية النسيج العضلى للقلب.
لا يوجد سن محدد للإصابة بهذا المرض فقد تم تشخيصه فى مرحلة الأطفال ومرحلة الشباب وعند المسنين، وقد لا تصاحبه أى أعراض أو شكوى، ويتم اكتشافه صدفة أثناء فحص دورى وقد يتردد المريض على الطبيب بسبب الشكوى من ضيق فى التنفس (نهجان) أو الشعور بضربات القلب أو آلام فى الصدر أو بسبب حالات من الإغماء المتكرر، وتحدث هذه الأعراض عادة مع المجهود الجسمانى ويشير الفحص السريرى للقلب إلى وجود تضخم واضح بعضلة القلب وعند الاستماع إلى القلب يكتشف الطبيب وجود صوت إضافى (ركض أذينى) معه لغط انقباضـى. وفى معظم الحالات توجد تغيرات مرضية فى رسم القلب الكهربى.
يعتمد التشخيص بالدرجة الأولى على الفحص بالموجات فوق الصوتية للقلب التى تبين شدة المرض ومقدار التضخم فى جدران القلب المختلفة ودرجة الضيق فى مخرج البطين الأيسر والارتجاع الميترالى ومدى الخلل فى وظائف القلب الانبساطية ومن طرق الفحص الأخرى التى يوصى بها فى هذه الحالات عمل فحص رسم القلب الكهربى المحمول على مدى 24 ساعـة (هولتر) لتشخيص وجود ونوع شدة الاضطراب فى نظم القلب والذى قد يتطلب علاجاً خاصاً.
ومن طرق التشخيص الحديثة فحص خلايا المريض لتحديد نوع الخلل فى المورثات (الجينات) والذى يرتبط بمضاعفات وخطورة المرض والتعرض إلى الوفاة المفاجئة.
الخطوة التالية بعد التأكد من تشخيص تضخم عضلة القلب الأولى هى تحديد درجة خطورة المرض، ومعرفة هؤلاء المرضى الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات فى المستقبل وعلى وجه التحديد الموت المفاجئ. تعد الفئات التالية من المرضى الأكثر عرضة لحدوث هذه المضاعفات الخطيرة: المرضى أصحاب التاريخ الوراثى القوى خاصة عند حدوث الموت المفاجئ بين الأشقاء أو أفراد الأسرة المقربين أو عند اكتشاف اضطرابات خطيرة فى نظم القلب عند تسجيل رسم القلب الكهربى على مدى 24 ساعة (هولتر)، أو عند وجود تاريخ إغماء متكرر أو عند اكتشاف نوع خاص من الخلل فى الجينات.
وعندما يشكو المريض من صعوبة التنفس (نهجان) أو التعب الزائد أو الدوخة واضطرابات الرؤية أو آلم الصدر، خاصة مع المجهود الجسمانى ينصح باستخدام مضادات المستقبلات البائية وفى حالة عدم التحسن الواضح تضاعف الجرعة، ويمكن إضافة مجموعة خاصة من مضـادات الكالسيـوم وإذا اكتشف خلل فى ضربات القلب يضاف عقار (مجموعة أخرى) الكوردارون. عند عدم الاستجابة للعلاج الدوائى خاصة فى حالات التضخم التى يصحبها ضيق شديد فى مخرج البطين الأيسر تعد الجراحة فى المراكز المتخصصة الحل الأمثل، وذلك باستئصال جزء من الحاجز البطينى ومن طرق العلاج الحديثة التى مازالت فى طور التجربة استخدام القسطرة القلبية لحقن الشريان التاجى المغـذى للحاجـز البطينى بمـادة (كحول) تؤدى إلى ضمور العضلة المتضخمة.
عدد الردود 0
بواسطة:
sousoi
mimi
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed khaled
الاسكندريه
طب لو بنت عندها20 سنه وعندها تضخم ينفع تتجوز وتخلف