فضل: لسنا قروداً شاذة ليختبر الإسلاميون أنظمتهم علينا

السبت، 26 يناير 2013 05:05 م
فضل: لسنا قروداً شاذة ليختبر الإسلاميون أنظمتهم علينا الدكتور صلاح فضل
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجه الناقد الدكتور الكبير صلاح فضل، أستاذ النقد الأدبى بكلية الآداب، جامعة عين شمس، رسالة شديدة اللهجة لمن سماهم بـ "تجار الدين والسياسة"، قال فيها "لسنا قرود اختبار لتجربوا فينا أنظمة فاسدة أثبت التاريخ فشلها، ولن تفرضوا علينا أنفسكم".

وأضاف "فضل" خلال الندوة التى عقدت عصر اليوم السبت، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، تحت عنوان "المثقفون والصراع السياسى فى مصر"، أن ثورة الشعب المصرى بالأمس فى ميادين الجمهورية دليل على أن جذوة الثورة على مدار العامين السابقين لم تنطفئ، ما دام الشعب لم يشعر بأية نتيجة ملموسة لتحقيق أهداف ثورته التى قام بها، وأن خلاصة هذه المظاهرات على مدار العامين أن الشعب يسعى حثيثًا للانتقال إلى فجر الديمقراطية الحقيقية، وأن ما ثبت هو أننا لم نتمرس بعد على الديمقراطية، وأن ثقافتها ما زالت جديدة علينا، من حيث التعدد وقبول الآخر، وفضاء الحرية ذلك المقدس الإنسانى الذى انتهت إليه الديمقراطيات الحديثة، ولذلك فإن تياراً سياسياً يحاول أن يقفز على التحول الديمقراطى بالقفز على سقف الحريات يكون قد خرج على حقوق الشعوب، ولا يمكن أن يكتب له الاستمرار والنجاح أبدًا، مشددًا على أننا لسنا قروداً شاذة يختبر عليها الأنظمة الجديدة.

وقال "فضل" إن السؤال الآن هل نحن مقبلون كما يتوهم الكثيرون على ردة ثقافية، بينما كانت علومنا وآدابنا وفنوننا تبشر بشىء من الازدهار، موضحًا أن كافة الشعوب فى سعيها للتقدم تعتمد على معايير ثابتة ومقياس للتقدم الإنسانى الذى ينبطق علينا مثل الشعوب، وهو التمسك بالحريات بكافة أشكالها السياسية، فلا يستبد فصيل بالسلطة على الآخرين، والحرية الاقتصادية وهى محكومة بشرط جوهرى بخبرات الشعوب، وهى مشروطة بالعدالة الاجتماعية ومحاربة التوحش الرأسمالى، الذى يوسع الهوة بين الفقراء والأغنياء، وكذلك الحريات الثقافية والسياسية والاجتماعية، كل هذه المعايير هى مؤشر التقدم، إن أية محاولة لقص جناح الحرية تحت أية ذريعة هى ضرب للمكاسب الإنسانية وتقدم الشعوب.

وأكد "فضل" على أن البشر كلما ضاقت عليهم بلادهم، أصابهم بالضرورة قدر من التعصب، ورأوا شعوبا أخرى تعيش حريتها ومستقبلها، ويتسع أفقها، فيتمسكون بالنزعة الإنسانية، ليطالب بحقوقه المشروعة.

وقال "فضل": "لا أعرف لماذا أجد بعض المتأسلمين اليوم ممن يتخذون الدين للتجارة السياسية يقفون ضد المواثيق العالمية لحقوق الإنسان، أقول لهم لن يستطيع أى إنسان أن يفرض علينا لا يتوافق معنا، كما شدد على أنه لابد وأن ينبذ المجتمع دعاة الفرقة بين المسلم والمسيحى، لا أعرف كيف خرج علينا هؤلاء بدعوات تخلفية عار على تاريخ مصر ينبغى أن نبرأ منه، ليحدثنا كذباً باسم الإسلام، وليطالبنا بعد إلقاء التحية على إخواننا المسيحيين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة