دعت صحف سعودية فى افتتاحياتها اليوم السبت بعد مرور عامين على اندلاع ثورة 25 يناير، كافة التيارات والقوى السياسية فى مصر: الحكومة والمعارضة إلى مراجعة صادقة مع النفس للوقوف على الأخطاء التى ارتكبت وعقد مصالحة شاملة يشارك فيها الجميع بخبراته من أجل الخروج بالبلاد من عنق الزجاجة فى وقت تتفاقم فيه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التى يدفع ثمنها الغالبية الصامتة من الفقراء والمعدومين.
وعلقت صحيفة "اليوم" تحت عنوان (ذكرى ثورة مصر.. احتقان وفوضى) أنه فى ذكرى الثورة المصرية الجديدة يبقى الضباب مخيما على سماء مصر فى ظاهرة قد لا تكون جديدة فى ثورات الشعوب التى عانت عقودا طويلة من الاستبداد والديكتاتورية.
وأضافت الصحيفة "لن تهدأ الأمور حتى يجد القائمون على الحكم طريقا لاحتواء المعارضة وطمأنتها من خلال ضمانات حقيقية ومشاركتها فى اتخاذ القرارات خصوصا فى هذه المرحلة الدقيقة من عمر الثورة وبالتأكيد هناك فى مصر من الطاقات البشرية المخلصة القادرة على أن تضع مصلحة بلدها فوق أى اعتبار حزبى سياسى ضيق والمشاركة فى وضع الصيغة الملائمة لرسم خارطة مصر الجديدة لن تعوز جميع المخلصين من الإخوان والقوى الحزبية المعارضة التى تشعر بالإقصاء والمرارة".
وفى الشأن ذاته.. ذكرت صحيفة "الوطن" تحت عنوان (مراجعة الأوراق بعد عامين من الثورة): عامان بالتمام والكمال على اندلاع ثورته وما زال الشعب المصرى يطالب بتحقيق أهدافها التى من أجلها خرج إلى ميدان التحرير وغيره حتى أسقط النظام السابق، غير أن ما حدث هو أن الشعب بعد أن هدأ قليلا شعر أن شيئا لم يتغير، وأن الثورة لم تنجز أحلامه، مما دعاه للخروج كثيرا فى محاولات لتصحيح المسار، ولعل الحشود الكبيرة التى توافدت الأيام الماضية للتجمع فى ميدان التحرير لإقامة فعاليات للمطالبة بإنجاز أهداف ثورة 25 يناير، تشير إلى حجم الضغوطات الداخلية على كل من الحكومة والشعب.
ورأت الصحيفة أن المطالبات الشعبية يفترض أن تطرح بطرق حضارية واعية من غير عنف أو تخريب، فأى ضرر يحدث هو ضرر لمصر ولشعبها.
ونصحت: لتكن المرحلة المقبلة، بعد عامين على بدء الثورة، مرحلة مراجعة أوراق وإعادة حسابات، بدل أن تكون مرحلة عنف واضطراب، بهذا وحده يمكن رسم ملامح الغد فى مصر.
فى الوقت نفسه.. أسهبت صحيفة "الرياض" تحت عنوان (أزمات متلاحقة فى دول الربيع العربي): تقلص دور الخط العلمانى والليبرالى فكريا، وإن بقى صوتا حاضرا على مساحات الوطن العربى، وبرز التيار الإسلامى كقوة كبيرة،غير أن الضغط الاقتصادى صار التحدى الأكبر، وهو الورقة التى باتت تجعل الأولويات لها، وتختلف الرؤى حول هذا الواقع المستجد بين أصحاب الأفكار والطروحات.
فمن آلت إليهم السلطة يعتبرون الأضرار القائمة مخلفات النظم السابقة التى جذرت الفساد ونهبت العائلات وأدارت الدولة بعناصر نفعية ولاؤها قام على المحسوبيات مما أضاع على كل بلد فرص احتواء الأزمات عندما تضاعفت البطالة ووقفت حركة الإنتاج واستقطاب الاستثمارات، وأن زوال هذه التركة بات معقدا وصعبا ولابد من هيكلة جديدة تبنى عليها أسس نظام جديد.
الطرف المعارض علق القضية على حالة الاضطراب السائد الذى فجرته أفكار الإسلاميين، وأن الأنظمة السابقة، على فسادها تركت اقتصادا جيدا، وأن المشكل أمنيا بالدرجة الأولى، إذ لم تنشأ خطة للحكم تتجاوز الخلافات الداخلية.
وتساءلت الصحيفة: ما الذى تغير إيجابا وسلبا فى هذه الدول، وكيف تتجه أمنيا وماليا، وهل من طريق جديد لإيقاف النزيف المادى، ومصالحات وطنية بحيث تلتقى وتتفاهم العناصر المتناحرة فى خلق بنية تعود معها الحالة الطبيعية إلى سابق عهدها؟.. السائد فى هذه الدول، كما ترى الصحيفة، أن التيارات والأحزاب تركض لامتلاك السلطة واحتكار القرار، ولذلك دخل الإعلام لا ليكون سببا فى تغيير إيجابى بحيث يتم تقويم المراحل السابقة، وتأكيد مطالب المرحلة الجديدة، وآفاق المستقبل، إلى أصوات غارقة فى إدانة بعضها لبعض ولصالح تيار، أو شخص أو نظام، وأصبحت ميدانا لحرب نفسية وإدانات وخلق تهم، حتى أن رجال الفكر المعتدلين، وأصحاب التجارب الهامة، اختفوا فى ظل الإعلام المسيس، ووسط هذه الفوضى، ارتهنت تلك البلدان لما يشبه الفوضى مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
صحف سعودية تدعو القوى السياسية فى مصر لمراجعة صادقة فى ذكرى الثورة
السبت، 26 يناير 2013 12:14 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة