د. كمال تمام يكتب: سلمية.. سلمية

السبت، 26 يناير 2013 05:15 م
د. كمال تمام يكتب:  سلمية.. سلمية مظاهرات سلمية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يلتحم الشعب المصرى فى ملحمة عبر تاريخه مثلما حدث فى ثورة 25 يناير، إذ أنها جمعت كل أطياف الشعب المصرى رغم تباينهم الثقافى والاقتصادى والاجتماعى فتجمع العامل والفلاح والطالب والأستاذ والمتعلم والأمى وأصحاب الحرف والصناعات وأساتذة الجامعات والصحفيون والكتاب، وغيرهم من أبناء مصر المخلصين الغيورين على الوطن.

وخرجت جموع الشعب يومها تلتمس الحرية وتنادى بالعدالة الاجتماعية، وتطالب بمعيشة آدمية تتوافر فيها احتياجاتهم وتنعم بهدوء البال ورغد العيش، خرجوا وقد جمعتهم إرادة واحدة وهدف واحد.

جمعتهم إرادة التغيير وقمع الظلم الذى جثم على صدورهم حقبة من الزمان، وتجفيف منابع الفساد الذى نهب خيرات البلاد، واستأثر بها وحده فى الوقت الذى أعوز فيه جموع الشعب وقتر عليهم معيشتهم وضيق عليهم فى أرزاقهم.

وسلط عليهم جلادين يرصدون حركاتهم ويراقبون أفعالهم ويكتمون أفواههم ويقصوون الأكفاء منهم وينكلون بالشباب الطاهر النقى بلا ذنب، إلا أنه تحلى بالفضيلة وتخلق بمحاسن الأخلاق وتخلى عن كل قبيح مشين.
وحداهم هدف النهوض بمصر من جديد وتبوئها مكانتها الطبيعة بين الأمم ووضعها فى مصاف القيادة والريادة بين الشعوب.
وحداهم هدف تحقيق العدالة الاجتماعية بين شعبها الذى طحنهم صعوبة المعيشة وهموم الدنيا وأذلهم العوز وطلب الحاجة.
وحداهم تنسم هواء الحرية النقى بلا قيود ولا جبروت ولا تسلط أو تصنت ولا ظلم أو طغيان ولا تكتيم الأفواه أو كبت للحريات.

وتجمعت الملايين فى أشهر الميادين ـ ميدان التحريرــ يعبرون عن وجهة نظرهم ويسعون لتحقيق أهدافهم وبلوغ مرامهم وكان شعارهم الأبرز "سلمية.. سلمية"، ومع ذلك لم يرحمهم الطغيان بل أراق منهم الدماء وحصدت رصاصات غدره أرواح الشباب، وقتلت العديد من الأبناء ليكتب تاريخ مصر من جديد، وتصنع الثورة بجيل منشود من أبناء الوطن.

لقد كان شعار "سلمية سلمية " هو السبب الرئيسى فى عبور ثورة 25 يناير إلى شاطئ النجاح والأمان، بل جعل العتاة الطغاة فى حرج بالغ إذ ليس هناك ما يسوغ استخدام الإبادة للثوار طالما رفعوا هذا الشعار.

لقد كان هذا الشعار قوة دفع لأطياف الشعب المختلفة لمشاركة الثوار ثورتهم والانضمام إلى لواء "سلمية سلمية"، والتضحية بأوقاتهم وأموالهم والدفع بذويهم إلى الميدان طالما أن الثوار رفعوا هذا الشعار.
ولم يكن شعار "سلمية سلمية" دليل ضعف أو علامة جبن للثوار بل كان هو الحل الوحيد أمام المصريين والأنسب لمواجهة الخصم العنيد الذى جبل على العنف ودرب عليه بل ويمتلك أدواته التى تبيد الألوف فى لحظة واحدة.

إننى أربأ بهذا الجيل المنشود من أبناء مصر ألا يستفيدوا من التجارب السابقة التى ورثت بلدنا الحقد والدماء والاستبداد.

أربأ بالجيل المنشود من الثوار أن يمحوا ما أبهر العالم أجمع طوال ثورة 25 يناير، وأن يطمس ما رصده العالم عن المصريين أيام الثورة المباركة.

"يا ثوار مصر تحلوا بالصبر! وارفعوا شعار "سلمية سلمية" رغم أنوف المفسدين الذين يريدون خراب مصر وضياع أبناء مصر".

يا ثوار مصر لا تنطلى عليكم خديعة الماكرين الذين يفسدون ولا يصلحون ويبذلون أموالهم لنشر الفوضى فى المجتمع المصرى، لقد ترك الطغاة مصر بيتا خربا يحتاج إلى جهد جهيد وسعى غير مسبوق لإعماره من جديد.

فلم لا نضع أيدينا فى بعضها لنتناسى الصراعات السياسية وننظر إلى مصر كيف ننهض بها؟ كيف نرتقى بها؟ كيف نمسح الآلام عن أهلها؟ كيف ندخل بسمة فرح على شعبها الكادح؟.

يا ثوار مصر كما بدأتم ثورتكم بشعار "سلمية سلمية" اجعلوا أعيادها كلها سلمية.

حفظ الله مصر وأرضها وشعبها من كل ماكر خبيث.









مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عمر

اهل الحق

ربنا يكرمك ويكثر من امثاللك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة