قال الدكتور محمد سكران أستاذ أصول التربية بجامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة، إن التعليم يعد وبكل المعايير قضية القضايا، وأن وراء كل ما يحدث فى المجتمع من نجاحات أو إخفاقات، وهو الضمان الأساسى إن لم يكن الوحيد لنهضة الأمة وتقدمها فى كل الميادين والمجالات، مؤكدا أن التعليم فى مصر دائما يخضع للسياسات الشخصية لوزراء التعليم.
جاء ذلك خلال ندوة "مستقبل التعليم"، التى عقدت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب مساء أمس الجمعة، فى إطار فعالياته فى دورته الرابعة والأربعين.
وأضاف سكران: إن كان مستقبل التعليم فى مصر وفى ضوء تاريخه وواقعه يؤكد حقائق التاريخ ومعطياته، فإنه سوف يكون مستقبلا محفوفا بالمخاطر، فهو يعانى من تردى شديد فى أوضاعه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، والتى عملت على اهتزاز بنيانه واضطراب سياساته وفقدانه الثقة فى أهميته وجدواه.
وأكد سكران أن التعليم فى مصر يكون من خلال "شخص الوزير" الذى لابد أن يصدر قرارات باسمه، حتى وإن لم يمكث فى الوزارة بضعة أشهر أو بضعة أيام، فإن الأهم هنا أن يزيل اسم الوزير على سياسة تعرف باسمه وقرارات صادرة عنه، مما أدى إلى عدم استقرار السياسات والقرارات، حول موضوع تفرض طبيعته الاستقرار، والتأنى فى اتخاذ وتنفيذ قراراته.
وأوضح سكران أن التعليم فى مصر يعانى من مركزية صارخة، قاتلة لكل ابتكار، فتحولت إدارته إلى أداة للجمود والركود وفقدان الحماس والخوف من تحمل المسئولية، مؤكدا أن هناك العديد من الأخطار التى تهدد مستقبل التعليم فى مصر، لذا نحن بحاجة إلى "رؤية مستقبلية للتعليم المصرى" تستمد مقوماتها من فلسفة واضحة على مواجهة تحديات المستقبل، ومن حاجات المجتمع وتطلعاته للنهضة والتقدم، ومنطلقة من قيم وثقافة الدولة المدنية العصرية، ومن ثوابت الهوية والذات القومية .