تجف الأزهار وتتناثر أوراقها هنا وهناك، فتذهب بعيداً عن العيون، ويبقى عبيرها يملأ أرجاء المكان، وانطباع جمالها فى الوجدان، فى مثل هذه الأيام من عام 2008 رحل عن عالمنا الكاتب الكبير مجدى مهنا، إعلامى تميز بأسلوبه المؤدب الفريد، فاستحق أن يتصدر قائمة فرسان الصحافة المصرية، كلما ارتفع الصوت على الفضائيات، وتنازع مقدمو البرامج مع الضيوف، يأخذنا الحنين لبرنامج "فى الممنوع"، عندما كان رحمه الله يحاور أعضاء الحزب الوطنى، فكان عندما يستشعر كذب الضيف، يبستم ابتسامة رقيقة، تحمل كل ألوان المعانى، فكانت رسالة للضيف بأنك كاذب، فيظهر عليه الضيق والارتباك، بدون كلمات صادمة أو صوت عال، والتلويح بالأيادى مثلما نشاهد اليوم.
كما كانت تلك الأبتسامة الهادئة ترجمة فورية للمشاهد، فينصت للحوار من غير شحنه بالغضب والتعصب، فالكاتب المثقف المستنير يستطيع بخطابه أن يسمو بالأرواح والعقول، فيأخذ بأيدى القارئ والمجتمع إلى أفاق التقدم والرقى، فالكلمة أمانة، بوقعها تجمع شمل أو تفرق صديق، وكانت سبباً فى خراب ودمار، رحم الله أستاذنا ومعلمنا مجدى مهنا الذى لم يغب عنا ما بقيا ما زرعه فينا، إنه سميع مجيب الدعاء.
