محمد الجازوى

تنابلة السلطان

السبت، 26 يناير 2013 03:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثير منا يسمع عن اسم " تنابلة السلطان " هذا الاسم القديم هو مصطلح شائع كان فى عصر السلاطين
الأتراك، و"التنابلة" هى كلمة تستخدم فى لهجتنا الدارجة كمرادف للكسل والخمول أو اللامبالاة والاعتماد على الآخرين، وما شابهها من معانى تصب جميعها فى عادات مكتسبة تسهم فى تردى الإنسان وعدم قيامه بواجبــاته، ومهامه وانتقاء حرصه على الاستفادة من جوارحه وقدراته وإمكانياته، ومن ثم اتكاله علــى الغير فـــى إنجاز أعماله وتسيير حياته.

وكنت اتخيل أن ثورة 25 يناير سوف تمحو هذا المصطلح، ولكن من الواضح أن الســــــلاطين الأتــــراك
أورثونا هذا المرض العضوى الذى يستقر فى تصرفـــات الإنســـــــان، ويعيش معه سنــــــوات طويـــــلة
ولا أتخيل أن الثورات تكون مجرد فعل صوتى لا عقــــلى ولا عضلى، وهذا ما شـاهدته فى ثـــورة مــصر
ولا أقصد هنا الصراع العضلى تجاه الاشتباكات أو العراك أمـــام المؤسسات والسفــارات بــل الصــراع
تجاه العمل وتنمية الفكر الأخلاقى والأهداف نحو خلق إنتاج يســـاعد فى تطوير بلدنــا الحـــبيب مصر.

وعليه سأحكى لكم القصة الشهيرة لأحد السلاطين الأتــراك، إذ يقال إن أحــد الســـلاطين العثمــانيين أمر بإنشاء دار للعجزة والمسنين، وخصص مبــلغا للصــرف على تــلك الدار، لكن الدار خـــرجت عـــن مسارها وأهدافها وغدت ملجأ لكل كسلان يجد فيها المأكل والمشرب والمأوى، فغضب السلطان حينــما تكشف له أحوال الدار وأمر بمعاقبة مدعى العجز بإغراقهم فى النهر وفى الطريق إلى النهر، وأراد رجلا من أهل الخير أن ينقذ هؤلاء الكسالى من الموت، فأخبر الجنود أن لديه مزرعة كــبيرة لتربية الأبــقار، و تتوفر فيها الكثير من المياه ويجلب إليها يوميا الكثير من الخبز اليابس من فضــلات البيوت، ويمــكن لهؤلاء أن يعيشوا فى المزرعة ويعتمدوا فى طعامهم على تنـــاول العيش اليابس بــعد نقعه فى المــاء.

وسمع التنابلة الحوار الذى يجرى بين فاعل الخير والجنود، فسألوا فاعل الخير عمن سيتولى أمر نقع
الخبز فى الماء، فقال ( أنتم)، حينها صاح كــبير التنابلة يستحـــث الجند بالإسراع إلى النهر لإغــراقهم
تنفيذا لأوامر السلطان.

وأنا أعتقد أننا توارثنـا مصطلــح التنبلة، وأصبـــح هو المنهج الأســـاسى فى الحياة، التنبلة فى الأخــلاق
التنبلة فى الفكر، والتنبلة فى الحب والتنبلة فى الخــير وفى الضمير وفى الثقـــافة، والتنبلة فى البحث
عن الذات، والتنبلة تجاه الآخر.

أقول عزيزى المسئول أنت لست الرجل القوى ذو الشخصية الخارقة، وأحب أن أقولك أنت مـازلت
من مجموعة تنابلة السلطان، لأنك فضلت الإغراق فى النهر خوفا من مواجهة شعب لأنك لم تكـن أنـت
القائد، القائد بمفهوم معنى كلمة قائد.
وسأل رجل شهبندر التجار فى إحدى البلاد عن سر نجاحه فى إدارة مشروعاته، وكيف أصبح قائدا ناجحا
قال "إننى اجتمع بالعاملين كل فترة، وأسأل كل واحد ماذا تفعل لو كنت صاحب المشروع أو المدير؟، ثم
أستمع لرأى كل واحد، فأحصل على ثروة من الأفكار، وأحصل على حماستهم لمشاركتهم فى صنع القرار.

وعليك إذا أحببت أن تخرج من مصطلح " التنبلة " أخرج من الصندوق المغلق وأخرج من جمود
الأفكار، أبدأ بنفسك وتخيل أنك دائما القائد صاحب القرار فى كل تصرفاتك بس تكون فاهم يعنى إيه معنى شخصية قائد يحكم.






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

sico

وفين العيش يا حسره

عدد الردود 0

بواسطة:

Migo

Tanabla

احنا التنابلة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة