البذل والعطاء فى سبيل الأخرين هو مفتاح السعادة فى الدنيا والآخرة، فقد أجمع أساتذة علم النفس والاجتماع على أن العطاء الذى يقدمه المريض النفسى للآخرين جزء من العلاج، وتواترت الأحاديث النبوية على بيان فائدة التصدق وبذل الخير والعون للآخرين للمسلم، فالصدقة هى دواء المرضى فما بالنا بالأصحاء الذين يبذلون التضحية فى الخير من أجل الآخرين؟، والمرحلة التى تمر بها مصر فى حاجة إلى تعميق هذه الحقيقة وتحفيز الهمم للعطاء دون انتظار الشكر من أحد،
إن المؤسسات الخيرية فى مصر لاقت نجاحا باهرا لأنها تعاملت مع الجانب المضئ فى النفس البشرية، ولذلك كان لزاما علينا أن ندعم هذه المؤسسات ونتوسع فيها، فلا يضر أن يسهم أطباء المدينة الواحدة فى تخصيص جانب من أوقاتهم للكشوف المجانية ولاعيب فى أن يقدم المدرسون دروس التقوية المجانية وغضاضة فى أن يتولى شباب الجامعات فى كل قرية مهمة محو الأمية داخل قريتهم، وأتذكر فى عهد الرئيس السادات واقعة طريفة عندما توقف بسيارته ليقل مسافر تصادف وجوده على الطريق ليعطى القدوة والمثل لباقى أفراد الشعب، واستغل بعض المجرمين هذه الفكرة ليستوقفوا أصحاب السيارات ويخطفوا سياراتهم،
إن أعمال الخير كثيرة ومتنوعة والشعب المصرى يملك من الشهامة وحب العطاء الكثير، مما يؤكد على نجاح المؤسسات الخيرية ولعل مستشفى السرطان الذى تم إنشائه بالجهود الذاتية والتبرعات خير دليل على ذلك، ولكن المطلوب الآن وضع برامج محددة لتعميق مفاهيم البذل والعطاء، وإن المجتمع الآن تتجاذبه المشاحنات والخلافات وتهدد أركانه الأكاذيب والشائعات وتسعى بعض القوى لتأجيج نار الفتنة بين أبنائه، لذلك كانت الدعوة لتفعيل التعاون والتراحم والعطاء بين أفراده سبيلا لسد الطريق أمام هؤلاء الذين أرادوا ببلادنا السوء والنكبات والخراب، وكلنا فى مصر نتفق على رغبة جامحة للخروج من الأزمات التى نعيشها ونبغى جميعا الاستقرار والأوضاع الأمنية والاقتصادية تنبئ عن أخطار داهمة، والكل يسعى للنجاة بماله وعياله دون النظر للآخرين، ويدفعه فى ذلك الخوف وعدم الاستقرار وانتشار الشائعات، ولذلك فإن للأزهر الشريف فى هذه المرحلة دور مهم فى الحث على بذل العطاء وبث الثقة فى نفوس المواطنين وتحفيزهم على استثمار مالهم وجهدهم وأولادهم فى عمل الخير ونبذ الخلاف وعدم الالتفات إلى المغرضين والوصوليين وأصحاب المصالح الشخصية.
أشــرف مصطفى الزهوى يكتب: العطاء لأبناء مصر الأوفياء
السبت، 26 يناير 2013 08:52 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة