فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا يتحدث عن أن العديد من عناصر نظام الرئيس السابق حسنى مبارك يعيشون حياة مريحة. وتحدثت الصحيفة عن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، وقالت إنه يعيش حياة هادئة هذه الأيام، يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية ويرسم ويتابع السياسة عن كثب، لكن لا يجرؤ على الانخراط فيها.
ويقول الكثير من المصريين إنه ليس لديه الحق فى ذلك، فقد عمل زيرا للثقافة على مدار 23 عاما من سنوات حكم مبارك الثلاثين. وتوقع الكثيرون بعد الثورة أن يقبع كثيرون مثل حسنى خلف الأسوار.
وما يؤرق البعض الآن ليس فقط أن الكثير من الفلول قد فروا من عقوبة السجن لكنهم لا يزالون يعيشون حياة رغيدة للغاية.
يعيش هؤلاء فى فيلات فاخرة ويترددون على النوادى الراقية، يتجولون فى أحياء القاهرة بسيارة لها سائق، بعضهم تم تجميد أمواله وفرض عليه منع السفر، إلا أن هذا على ما يبدو لم يكن له تأثير كبير على حياتهم اليومية.
وتمضى الصحيفة قائلة إن مبارك ونجليه هم من بين ما لا يقل عن 15 شخصية بارزة فى النظام القديم هم فى السجن الآن، ولكن البعض ومن بينهم مبارك ونجليه ووزير داخليته يواجهون إعادة محاكمة واحتمال أن يحصلوا على البراءة. ومن بين 170 ضابط شرطة تمت محاكمتهم بتهمة قتل المتظاهرين أثناء الثورة ولم يتم إدانة سوى اثنين فقط.
وتمضى الصحيفة قائلة بالنسبة لأغلب عناصر النظام السابق، مثل فاروق حسنى الذى تم تبرئته من اتهامات فساد فى الشهر الجارى، فإن الحياة تستمر. ويقول حسنى إنه بطريقة ما يشعر أن حياته لم تتغير، لقد كنت دائما مفكرا. ومثل الكثير من النخبة السابقة، غير أن حسنى يشعر بالمرارة إزاء مصطلح فلول الذى يستخدم من قبل القوى السياسية الناشئة لتهميش الحرس القديم. ويقول "هل بقايا النظام مجموعة من الناس يشار إليها أن أنهم بالملايين.. بالطبع هناك ملايين عملوا داخل النظام".
وتابعت واشنطن بوست قائلة إنه بالنسبة للرأى العام الذى يؤمن بالمؤامرة، فلأن مصر الجديدة تبدو بشكل متزايد أشبه بضحية لمزحة جماعية قاسية، فالإسلاميون فى السلطة وهو ما يثير استياء الكثيرين، والاقتصاد فى حالة فوضى. ومثلما كان الوضع سابقا لا يوجد شفافية فى السياسة أو القضاء. لكن النخب التى سقطت والتى يحملها الإسلاميون والليبراليون على حد السواء مسئولية العنف فى بعض الأيام ويعتبرونهم عقبة أمام التقدم الاقتصادى والسياسى يقولون إنهم ضحايا وكبش فداء قدموا للحركة الشعبية، وكانوا الهدف البرئ للجماهير المخدوعة والجاهلة.
زاهى حواس، وزير الآثار السابق، يقول إن كل الناس الذين عاقبهم قبل الثورة كانوا ضده بعدها. وأضاف أن وسائل الإعلام هاجمته لكونه مشهور واتهم خصومه بدفع ملايين الدولارات للمتظاهرين للهتاف ضده فى ميدان التحرير.
وتحدثت الصحيفة عن اتهامات الفساد التى وجهت إلى حواس وتبرئته منها، ثم قالت إنه الآن يتجنب الأعين العامة، يمارس الرياضة فى صالة أحد الفنادق ومنغلق عن الآخرين. وهو يعمل الآن على عدة كتب، ويحضر مناسبات مع دائرة من أصدقائه، ويقول: لست رجلا ثريا ، فأنا استقل سيارة أجرة لأن سائقى ينتهى عمله فى الثالثة.
لكن برغم ذلك فإن كثير من المصريين غير مقتنعين أن حواس وغيره من المسئولين السابقين أبرياء.
من جانبها تقول، هبة مورايف مدير منظمة هيومان رايتس ووتش بمصر إنها تعتقد أن الفلول تطوروا قليلا، فقد تعايشوا الآن مع محمد مرسى،. فبعض أعضاء الطبقة المتوسطة والعليا من المصريين يرون أن مبارك وحاشيته شرا أهون. وعلى نفس المنوال، عندما خاض عمرو موسى الانتخابات الرئاسية الصيف الماضى، رفض الكثيرون التصويت له بسبب صلته بالنظام القديم. والآن ينظر إليه كثيرون باعتباره شخصية معارضة ذات مصداقية.
واشنطن بوست: عناصر النظام السابق لا يزالون يعيشون حياة مريحة.. فاروق حسنى يشعر بالمرارة من كلمة "فلول" ويقول الملايين عملوا داخل النظام.. وزاهى حواس: لست رجلا ثريا.. وباحثة: حكم مرسى طور من الفلول
الجمعة، 25 يناير 2013 02:04 م
زاهى حواس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة