وجه العديد من شيوخ وخطباء المساجد فى الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، مبادرات ورسائل منها تحذيرية ومنها تطمينية، ومنها مناشدات وحرص على السلمية، كما اشترك الجميع فى أن الثورة لم يتحقق لها فى الذكرى الثانية أغلب مطالبها وأهدافها، وأولها الشعارات الأربعة التى رفعها المتظاهرون (عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية).
ومن جانبه، قال الشيخ محمد حسان لجموع المصريين، خلال خطبته بمسجد عمرو بن العاص "أناشد العقلاء وأناشد العلماء وأناشد الشباب أن يسعوا إلى المصالحة، وأن يسعوا إلى صوت الحكمة"، وقال "مصر ليست ملكا لجماعة الإخوان المسلمين، وليست ملكا للسلفيين، وليست ملكا لليبراليين، بل مصر ملك للجميع".
وأطلق "حسان" فى خطبة جمعة اليوم المتزامنة مع الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، مبادرة "المصالحة العامة"، مضيفا أن المصرى يحتاج إلى المصالحة فى هذا الوقت، مؤكدا أن الله سبحانه وتعالى يأمر بالصلح، مستدلا بقول الله تعالى "الصلح خير"، كما استدل بقول الله تعالى "يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم"، مشيرا إلى أن صالح ذات البين يكون عن طريق نزع الخلاف.
كما استدل "حسان" بقول الله تعالى "{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ اِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تفئ إلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا"، مضيفا: "إما المصالحة أو التدمير والخراب".
وقال "حسان" لا ينبغى أن يكون العلماء فى وادٍ والآخرون فى وادٍ آخر، مشيرا إلى أنه فى حال غرق السفينة فسيغرق الجميع.
وخلال خطبته من الجامع الأزهر، قال الدكتور يوسف القرضاوى: نحتفل فى مصر بذكرى ثورة 25 يناير، ومرور سنتين على ثورة مصر التى كانت نعما من أفضل نعم الله، بعد أن كنا ضائعين فى العهد السابق، ولم يكن لأحد حرية أو كرامة.
وأضاف "القرضاوى" أن الله هيأ لنا هذه الثورة، وهى ثورة المصريين وليست ثورة الإخوان أو السلفيين أو 6 إبريل، ولابد أن نقف جميعا كيد واحدة ونتكاتف، فنحن ركاب سفينة واحدة وأبناء شعب واحد، داعيا المصريين أن يضعوا أيديهم فى أيدى بعضهم.
وأشار "القرضاوى" إلى أنه إذا لم يتم الحفاظ على هذه الثورة فإن الله سيعاقبنا، ولابد أن نعمل على أن تستقر هذه البلد، مؤكدا أن مصر بها خير كثيرا، وهناك العرب ممن يريدون أن يستثمروا بعشرات المليارات إذا استقرت البلاد.
كما أرسل خطيب مسجد مصطفى محمود عدة رسائل فى نهاية خطبته، التى تحدث فيها عن الأمانة، إلى كل من الرئيس محمد مرسى، ومؤيديه ومعارضيه.
وطالب خطيب المسجد أولا الرئيس بأن يستمع إلى معارضيه أكثر من الاستماع إلى مؤيديه، وأن يحكم بالعدل، وأن يؤدى الأمانة التى أؤتمن عليها ثم إرساء العدل فى البلاد.
ووجه الخطيب رسالة إلى مؤيدى الرئيس بألا يخلعوا صفات الخيانة والعمالة على المعارضة التى كان النظام السابق يصفها بذات الألفاظ والصفات، داعيا المؤيدين للرئيس بأن يعلموا أن المعارضة القوية هى دليل على حكم ونظام قوى، وأن يعلموا أنهم لن يحكموا وحدهم وسيظل دائما هناك مؤيدون ومعارضون.
كما دعا الخطيب المعارضة إلى أن تخلص النية، وأن تحرص على السلمية فى كل المراحل، وأن تتأكد من أن السلمية هى التى أدت إلى نجاح ثورة 25 يناير، وأن تلتزم الهدوء، مشددا على أن الأصل فى المعارضة هى إصلاح الأوضاع وليس إسقاط النظام، والأصل أن يكون البناء والتغيير للأفضل هو الهدف، وليس الهدم أو إزاحة نظام أو أشخاص، وإقامة نظام بديل بأشخاص آخرين يحكمون بذات الطريقة والأسلوب.
وذكر الخطيب، أن أغلب شعارات الثورة وهى "عيش حرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية"، لم يتحقق، ولم ير الشعب ثمار التضحيات التى قدمها أبناؤه، مما يتطلب، حسب تأكيده، من الحاكم والمسئولين المراجعة والاعتراف بالأخطاء وتصحيح المسار.
وتناول الدكتور محمد الصغير خطيب الجمعة بمسجد القدس بالتجمع الخامس، فى حضور الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، خلقى "رد الجميل والصفح وعدم الانتقام"، تزامنا مع ذكرى المولد النبوى الكريم قائلا "هذا الشهر المبارك يزيد أهل الإيمان تذكرا لسيد الأنام صلى الله عليه وسلم".
وأوضح الخطيب، "لا يخلو نفس ولا زمن من ذكر رسول الله، وهذا أمر تكلف به خالقه ومولاه حيث قال "ورفعنا لك ذكرك"، ومن رفعه الله لا يضع، ومن وفقه الله لا يضل، ومن عدله الله لا يزيغ، وما أحوج الأمة لعودة حقيقية إلى سيرة النبى وأخلاقه".
وأضاف الخطيب "أن السياسة مارسها المصريون خلال العامين الماضيين بكل صورها، ولا أظن أن هناك دولة فى العالم قامت بتلك الانتخابات والوقوف فى تصويت لتتعلم سبل الديمقراطية، ولكن السياسة فقط لا تملأ بطونا خاوية ولا تحقق أمنا مفتقدا، ويجب النظر للمعادلة من جميع جوانبها، فالمجتمع لا ينهض بالسياسة فقط، فليظهر رجال الاقتصاد والبيئة، وقبلهم ومعهم، لابد من ثورة حقيقية ثورة أخلاق وسلوك".
وقال الشيخ محمد عبد الله نصر منسق جبهة أزهريون مع الجبهة المدنية، الذى يؤم المصلين بميدان التحرير، إن جماعة الإخوان المسلمين هم الطرف الثالث بجميع الأحداث التى شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير، وهم المسئولون عن قتل العشرات من الأبرياء فى موقعة قصر الاتحادية.
وأضاف "نصر" أن الرئيس محمد مرسى يسعى لبيع قناة السويس لقطر، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان تستخدم الدين لخدمة أغراضها السياسية ومصالح أعضائها، فقد كانوا يحرمون الربا قبل سقوط النظام والآن كل تعاملاتهم مع البنوك الدولية بالربا.
وتابع "نصر": أن الرئيس دعا للاستفتاء على الدستور سريعا خشية أن يتم إسقاط النظام أثناء أحداث محمد محمود الثانية، والتى استخدمت فيها الشرطة وسائل القمع ضد المحتجين، قائلا "جماعة الإخوان هى صناعة صهيونية صنعها الصهاينة بالوطن العربى لتفتيته وهدم الوحدة العربية".
بينما قال الدكتور مجدى عبد الغفار خطيب مسجد الاستقامة بميدان الجيزة اليوم، خلال خطبة الجمعة، إن على المصريين رجالا ونساء وشبابا من مختلف الديانات، أن يدركوا أن اليوم هو يوم "ثورة الفرحين"، وأن الأجيال القادمة ستدرك أهمية ما فعلته الأجيال الحالية فى ثورة 25 يناير، وعليهم أن يقوموا بإحياء ثورتهم وأن يحموها ولا يقوموا بإزهاق أرواحهم فى سبيلها.
وقال الخطيب، إن الإسلام يريد أبطالا ورجالا وعدة وعتادا، كما يريد من المسلم أن يحافظ على حياته ولا يدفعها للهلاك، وأن من ينادون اليوم بإزهاق الأرواح فى سبيل الدعوة لثورة ثانية عليهم، إن يعلموا أن مصر ستخرج من عباءة الجماعة وعباءة الأحزاب إلى عباءة مصر التى ستكون مظلة يفتخر بها الأجيال القادمة.
وأكد الشيخ كمال الفيومى القيادى العمالى بشركة غزل المحلة أثناء خطبة الجمعة فى ميدان الشون، أن على الرئيس مرسى أن يعيد حساباته تجاه الشعب المصرى، لأنه لم يعدل، وبالتالى لن يهنأ فى نومه طالما لم يعدل، منتقدا اتباع الرئيس لسياسة أخونة الدولة، والسيطرة على مفاصل الوطن.









