داود أوغلو: الإسلام والديمقراطية لا يتناقضان

الجمعة، 25 يناير 2013 09:10 ص
داود أوغلو: الإسلام والديمقراطية لا يتناقضان وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو
الأناضــــــــــــول

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو، إن "كرامة الإنسان تمثل القيمة الأساسية للقرآن الكريم، والديمقراطية معا، ومن ثم فهما أى الديمقراطية والإسلام مكملان لبعضها، ولا يتناقضان، فكرامة الإنسان فيهما جزء أصيل لا ينفصل عنهما."

جاء ذلك فى كلمة للوزير التركى ألقاها أمام الجلسة التى شارك فيها، أمس، تحت عنوان "هل تفوز الديمقراطية ؟" بالمنتدى الاقتصادى العالمى الذى انطلق أمس فى مدينة دافوس السويسرية، وشارك فى تلك الجلسة كل من عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، و"نافى بيلاى" مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والكاتب الأميركى "توماس فريدمان".

وأوضح الوزير التركى أن "التهديد الوحيد على الديمقراطية فى المجتمعات الإسلامية، ليس الإسلام، وإنما النهج الاستشراقى المتبع فى تحليل قضايا الشرق، موضحا أنه عند شروع المختصين بتحليل المجتمع المسيحى، لا يدخلون فى تصنيفات متعددة كتلك التى يضعونها عند تحليلهم للمسلمين.

وأضاف داود أوغلو، أن العقول والأذهان فى الدول الإسلامية فى طور التغير، موضحا أن الشباب الموجودين فى ميدان التحرير، ينشدون نفس المطالب التى يتطلع إليها نظراؤهم من الأوروبيين، مؤكدا أن الإسلام لا يمكن أن يشكل عائقا أمام الديمقراطية، ولا المطالب المشروعة.

وأوضح داود أوغلو، أن كرامة الإنسان من أهم عناصر الربيع العربى، مشيرا إلى أن الديمقراطية أفضل نظام يمكن به البحث عن العزة والكرامة.

وذكر أن المجتمعات العربية أصبحت لديها القدرة على الحفاظ على كرامتها، بعد أن تيسر لها تخطى الجسور والعقبات النفسية التى كانت تقبع ورائها خائفة لسنوات طوال، لافتا إلى أن بعض المجتمعات فى أوروبا مازالت تعانى فى موضوع الديمقراطية، مستشهدا بمنطقة البلقان كمثال على ذلك.

وناشد داود أوغلو الغربيين بعدم تناول موضوع الربيع العربى باتباع نهج استشراقى يقومون من خلاله بطرح عدة أسئلة لا يحق طرحها، كصيغة سؤال الجلسة التى تقول "هل يمكن للديمقراطية أن تفوز؟".

وتابع قائلا "أحب أن أطمئنكم على فوزر الديمقراطية، فالمجتمعات العربية والإسلامية، يمكن أن يكون لديها نفس القدر من الديمقراطية الذى ترونه مثاليا"، مبينا أن استمرار الديمقراطية ودوامها، يمكن له أن يتحقق بإرادة الشعوب ذاتها، لا بالدعم الدولى.

وأوضح الوزير التركى أن الحرب الباردة انتهت فى أوروبا منذ وقت كبير، وتابع قائلا "أما الحرب الباردة فى منطقتنا، ستنتهى بعد 20 عاما على أقل تقدير، وفى نهاية المطاف سيكون النصر حليف الديمقراطية".

وفى رد منه على سؤال حول ما إذا كانت الدول التى اندلع فيها الربيع العربى، ستنعم بالديمقراطية أم لا، قال داود أوغلو "لو كنا عقدنا جلسة اليوم، قبل عامين، ما كان أحد يمكنه التفكير على الإطلاق أن تتحقق ديمقراطية فى تونس أو مصر، فعلينا أن نتسم بالعدل تجاه تلك الشعوب التى فعلت الكثير خلال العامين الماضيين، ولازال أمامنا طريق طويل حتى يتسنى إرساء قواعد الديمقراطية فيها بشكل كامل"

من جانبه قال "فريدمان"كاتب عمود الشؤون الخارجية فى صحيفة نيويورك تايمز وأحد أكثر الكتاب والصحافيين الأمريكيين شهرة فى العالم العربى، أنه شهد بعينيه التحولات والتغيرات فى مصر من قلب ميدان التحرير، لافتا أن شعر حينها وكأن الشعب المصرى نمر خرج حرا طليقا من قفص ظل محبوسا فيه خمسين عاما، مضيفا أن هذا "النمر لا يمكن إعادته إلى قفصه مرة ثانية، أو الركوب عليه".

واتفق الوزير التركى مع الكاتب الأميركى فى تشبيهه للشعب المصرى بالنمر، واصفا تلك الفترة التى تشهد التغيرات الكبيرة فى مصر والعالم العربى، بالتاريخية التى ستظل راسخة على مدار أعوام بل وقرون طوال فى أذهان الجميع يتوارثونها جيلا بعد جيل.

وعرض داود أوغلو موقفا دار بينه وبين ابنته الصغرى، حينما دخلت غرفته ورأت آلة كاتبة قديمة، فى أحد اركان الغرفة، فسألته باستغراب عنها، فقال لها "هذه آلة كاتبة، استخدمتها فى كتابة رسالتى العلمية، وحينها كان مبارك فى السلطة، وجاء بعد ذلك الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعى "فيس بوك و"تويتر"، ولايزال مبارك فى السلطة، لكن تفوق عليه "تويتر"، وفشل فى مقاومته"، مؤكدا أن الأنظمة القديمة لن تعود مرة ثانية على الإطلاق.

وذكر الوزير التركى، أنه منذ اليوم الأول لاندلاع الربيع العربى، وتركيا تقوم بفعل كل ما هو ضرورى من الناحية الدبلوماسية حيال الثورات، لافتا إلى أنهم يدعمون سياسيا واقتصاديا الدول التى تعيش مرحلة تحول ديمقراطى، ومؤكدا ضرورة أن تتبادل تركيا خبرات التجارب التى مرت بها، لاسيما أنه نجحت فى غضون السنوات العشر الأخيرة بإحداث إصلاحات كبيرة فى مختلف المجالات، ومشيرا إلى أنهم يحاولون حاليا تبادل تلك الخبرات والتجارب.

وتابع الوزير التركى قائلا، إن تركيا تدعم دول الربيع العربى مثل مصر وتونس، إما بالمساعدات المالية، أو بالاتفاقيات التى تبرمها معهم لتعضيد أواصر التعاون الاقتصادى فى العديد من المجالات، لافتا إلى أنهم مستمرون فى هذا النهج، ومؤكدا على مسألة تبادل التجربة بشكل فعلى، وألا يقتصر الأمر على مجرد تصريحات وكلمات.

ولفت إلى أن أكبر مشكلة تواجه دول الربيع العربى، إنما هى العادات والموروثات التى وُرثت عن الأنظمة القديمة، والبيروقراطية المقيتة، مبينا أن تلك الدول تخطت العتبات النفسية، ولم يبق أمامها سوى تغيير العادات والمواقف القديمة التى تعيق حركة التقدم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة