إسلام محمد طه يكتب: ما بين يوليو ويناير

الجمعة، 25 يناير 2013 07:09 ص
إسلام محمد طه يكتب: ما بين يوليو ويناير 25 يناير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ قرابة الستين عاماً قامت ثورة يوليو التى أطاحت بالنظام الملكى، وبدأت حقبة جديدة فى تاريخ مصر حينها، خلال بداية تلك الحقبة وتحديداً زمن عبد الناصر، كنا نسمع دائماً عن فساد الملك وأعوانه وانهم يقودون ما يمكن أن نسميه اليوم بالثورة المضادة، ولربما كان هنالك محاولة لإحداث ثورة مضادة فعلاً، لكن ذلك تحول لعذر للإطاحة بكافة الأطياف السياسية، مستغلين بذلك تحصنهم بالبسطاء من الشعب والذين انحاز عبد الناصر ونظامه لإرضائهم بلقمة العيش ليكونوا درعه فى مواجهة المعارضة.

وقد مرت السنون واتضح للكثيرين منا أن ما كان يقال عن النظام الملكى والملك فاروق تحديداً إن لم يكن فيه الكثير من المغالطات وتزييف التاريخ، فهو بلا شك لا يخلو من المبالغات، قد قيل إنها كانت حقبة فاسدة، واليوم نحن فى شك من ذلك، وكأننا عشنا ستين عاماً مخدوعين وموهومين، ربما فاروق لم يكن سياسياً محنكاً أو الرجل المناسب لحكم مصر وقتها، ولربما ضعف إمكانياته كحاكم ساهمت فى تخبط مصر وقتها سياسياً، لكن ذلك لا يعنى أبدأ أنه خان وطنه أو كان فاسداً، ولربما يأتى اليوم الذى ننظر فيه للوراء لمبارك بنفس النظرة، فما أسهل لقاء اللوم اليوم على نظام قائم، وما أسهل أن نترحم على نظام مضت عليه العقود ولا نعيش اليوم بين جناباته ولا نلمس أى معاناة معه، وما أسهل الكلام.

ولربما يكون لغضبنا اليوم من النظام السابق دور كبير فى حكمنا عليه بالعاطفة لا بالعقل، ولست أوجد له المبررات، لكنى أرفض المبالغات وإلقاء حتى أخطائنا كشعوب على حكامنا جزافاً لدرجة أن كل منا على استعداد لنشر أى مقولة أو مقالة أو خبر يدين ذلك النظام دون اكتراث كون ما كتب ملفقاً أم لا، لدينا استعداد تام لنصدق الأكاذيب التى تتوافق ومواقفنا ودحض ما دونها وأن كان ذلك الدحض قد بنى على أكاذيب أيضاً، وهذا لا يشملنا كشعب وإنما كأنظمة متعاقبة يشوه كل منها سابقه، فحتى عبد الناصر لم يسلم من السادات.

ونظام الإخوان اليوم بكل معضلة يفشل فى حلها أو معارضة يفشل فى قمعها فإنه ينسبها للنظام السابق، وإنى لا أنكر وجود الفساد فى النظام السابق، ولكنى أنكر اتخاذه كشماعة لفشل النظام الحالى، أنا لا أؤمن بمبارك رجلاً فاسداً أو قاتلاً ولكنى أؤمن أنه أدار البلاد بشكل خاطئ وقصر فى مهامه بما سمح للفاسدين بأن ينشروا فسادهم فى البلاد، ونصل لما وصلنا له اليوم، وبذلك كرئيس للجمهورية هو مسئول سياسياً عن كل ما حصل، وكما كان نظامه يلقى باللوم على الإخوان فهم اليوم يلقون اللوم على نظامه، ويلومونه على أنه استغل البسطاء من الشعب وأثر عليهم بإعلامه ليكونوا حصنه أمام كل معارض، وهم اليوم باسم الدين يخدعون بسطاء الشعب.

هذا الشعب الذى حرمه عبد الناصر من الحرية فوقفوا بجانبه لأنه وفر لهم لقمة العيش، وانتفضوا على السادات رجل حرب أكتوبر والذى أتاح تعددية الأحزاب فى مصر، فقط من أجل غلاء الأسعار، وأما مبارك فلم يضمن لهم الحرية أو لقمة العيش، فلم يجد منهم مفر، واليوم يأتى الإخوان باسم الدين يسلبون الناس حريتهم، فوقف المخدوعون بشعارات الإخوان الدينية كدرع لهم يحميهم من معارضيهم.

ولربما لا يقوم الإخوان بذلك إلا لضعف حيلة أو المام بشئون الحكم فى فترة يحتاج الوطن فيها لمن يمتلك الخبرة والأدوات والمشورة الصالحة، وربما لخوف من أن تفوتهم الفرصة التى انتظروها قرابة القرن من الزمان.

ولكن فى الوقت الذى هم فيه يتخبطون، لكنهم يعرفون كيف يصلون لمرادهم أمام معارضة متحدة فى ظاهرها مفككة فى باطنها، معارضة تفشل حتى الآن فى إحداث فارق، حالها كحال معارضى عبد الناصر ومعارضى مبارك، والضحية وطن بأكمله يعانى ضعف كافة الأطياف السياسية سواء من هم فى السلطة أو خارجها، وكأنما لم تقم ثورة وإنما تغيرت الأسماء، بين حزب فى السلطة يفعل ما يشاء ومعارضة اتفقت على أن تختلف وكل يسعى لتحقيق مكاسب سياسية، ولا عزاء للوطن.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى

الاخوان يدعو للسلام

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed hassab

شكللك فاهم يانصه

اسلام محمد طه !!! انت فاجئتني

عدد الردود 0

بواسطة:

امراة صعيدية

ربنا ينحى مصر من الاخوان وادعاءاتهم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة