أكد الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، أن الكتاب هو السفير الأول لمصر فى العالم والمنطقة العربية منذ أكثر من قرن ونصف، وأن المؤلفات المصرية أسهمت فى تشكيل الوعى العربى، كما شدد على أن الكتاب المطبوع سيظل الأكثر جاذبية وشيوعا، على الرغم من المنافسة من جانب النشر الإلكترونى، جاء ذلك فى كلمته خلال لقاء الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بالناشرين المصريين والعرب، بحضور وزير الثقافة الليبى الحبيب لامين، حيث تحل ليبيا ضيف الشرف على هذه الدورة من معرض الكتاب.
وقال "عرب" إن هذا الحضور يعد رسالة قوية تؤكد الحرص على دعم صناعة النشر التى عرفتها مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر، مضيفا أن العالم يتطلع إلى الثورة المصرية، وإلى أن يحتل الإبداع والفكر والثقافة مقدمة اهتمامات الدولة الجديدة، بحيث يصبح لمصر مزيد من الرعاية للكتاب والمثقفين خلال الأعوام المقبلة، مشيرا فى هذا الصدد إلى شيوع ثقافة القراءة بين الشباب بعد الثورة، مضيفا: "ما أحوجنا الآن لأن نعتنى بالثقافة باعتبارها الوسيلة الأمثل لتشكيل وجدان الشعوب".
وأوضح أن وزارة الثقافة بذلت جهداً كبيراً، عندما أتاحت ثقافة النشر لكبار المبدعين الذين كانوا بمثابة سفراء للثقافة المصرية التى حظيت باحترام العالم أجمع.
وطالب "عرب" اتحاد الناشرين العرب بتوسيع التعاون فى مجالات الترجمة والنشر، وكفالة حقوق الملكية الفكرية لحماية حقوق المؤلف، كما دعا لتأسيس شركات عربية لتوزيع الكتاب لتحقيق حلم الوصول لكل قرية عربية.
وفى ختام اللقاء، دار حوار بين الرئيس مرسى والناشرين حول المشاكل والمعوقات التى تواجه صناعة النشر والكتاب فى مصر والعالم العربى، حيث طالب المهندس عاصم شلبى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، الحكومة، بأن تخصص أراض للناشرين خارج القاهرة بأسعار مناسبة لإقامة مدينة صناعية للنشر تضم مطابع ومؤسسات للتوزيع، كما طالب بتطوير أرض المعارض وتوسعتها لكى تستوعب الكثافة السكانية المتزايدة بالعاصمة، وعقب مرسى قائلا "إنه ليس هناك أية مشكلة لتنفيذ الاقتراح"، داعيا اتحاد الناشرين لتقديم دراسة وافية متكاملة حول مدينة النشر المقترحة، وبالنسبة لأرض المعارض وعد الرئيس بتطويرها للتواكب مع العصر وتطورات صناعة النشر.
كما طالب الناشرون بأن يكون لقاء الرئيس بهم فى كافة الدورات القادمة للمعرض ثابتاً، ووعدهم بتلبية هذا الطلب، قائلا: "أنا حريص على ذلك، كما أننى حريص على لقاء الجناح الآخر لطائر المعرفة وهو المؤلف"، مشيراً إلى أنه سبق أن التقى المؤلفين والمبدعين والكتاب سبع مرات خلال ستة أشهر، كما سيلتقى بهم لاحقا، موضحا أن هذه اللقاءات تتناول أسلوب دعم الدولة لصناعة المعرفة، ولفت الرئيس مرسى إلى أهمية التوسع فى قطاع الترجمة فى كافة مجالات العلوم، خاصة التطبيقية، وليس الإنسانية فقط، وإتاحة الدوريات العلمية باللغة العربية للطلاب وراغبى العلم.
كما طالب الناشرون بمعاملة الناشرين العرب المشاركين فى معرض الكتاب، معاملة الناشرين المصريين، ووعد الرئيس بدراسة الاقتراح.