عمرو وجدى يكتب: قدسية ساحات القضاء

الأربعاء، 23 يناير 2013 11:10 م
عمرو وجدى يكتب: قدسية ساحات القضاء المحكمة الدستورية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنا قد استنكرنا تجمهر واعتصام بعض التيارات الإسلامية أمام المحكمة الدستورية العليا منذ حوالى شهرين، ومنع دخول قضاتها للنظر فى قضيتى حل الجمعية التأسيسية للدستور ومجلس الشورى، فإننا نستنكر وندين وبنفس اللهجة اعتصام أنصار التيار الشعبى وأنصار بعض التيارات المدنية أمام المحكمة عشية النظر فى نفس القضيتين السالف ذكرهما.

الموقف واحد والأفراد مختلفون، أنصار الفريق الأول يحاصرون المحكمة الدستورية العليا ويمنعون قضاتها من مباشرة عملهم خوفا من حل الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى، وأنصار الفريق الثانى يحاصرون نفس المحكمة حتى يمنعوا أنصار الفريق الأول من محاصرتها مرة أخرى ومنع قضاتها من الدخول.

الفريق الأول بالطبع يريد الحكم بالسلب فى هاتين القضيتين، والفريق الثانى يريد الحكم بالإيجاب فيهما، والخاسر فى النهاية هو القضاء المصرى الذى يمارس ضده أسوأ أنواع الضغوط الشعبية حتى تأتى الأحكام على هوى كل فريق.

فساحات القضاء ليست ساحات شعبية أو مراكز شباب أو مباراة رياضية يفعل فيها الناس كما يريدون، ولكنها أماكن لها احترامها وقدسيتها ويجب أن تبقى بعيدا عن الخلافات السياسية والصراعات الحزبية التى يشهدها المجتمع المصرى كل يوم، ويجب أن تبقى بعيدا أيضا عن أى صخب أو تأثير أو ضغط عليها وعلى أعضائها حتى تأتى الأحكام صحيحة ودقيقة، ويجب أن يتقبل الجميع الأحكام الصادرة منها بصدر رحب حتى إذا لم تكن فى صالح أحد من الأطراف.
إن مسئولية حماية المحاكم وتأمينها، والمحافظة على سلامة أعضائها تقع على عاتق وزارة الداخلية فقط، وليس على عاتق الأفراد أو الجماعات، لأنه إذا تخلت وزارة الداخلية عن مسئوليتها وتركت حماية أمن المجتمع للأفراد والجماعات ستتحول الدولة المصرية إلى اللا دولة وسيتحول المجتمع المصرى إلى غابة كبيرة القوى فيها يلتهم الضعيف، والكبير فيها يلتهم الصغير.

إن على التيارات والأحزاب المختلفة أن تتحلى بالمسئولية، وألا تجعل الخلافات السياسية بينها تصل إلى مستوى العند، فكل حشد من فريق أو تيار سيقابله حشد مضاد من الفريق الآخر وسيستمر الأمر إلى ما لا نهاية له، وفى النهاية الخاسر الوحيد هو الوطن، فأرجو التفكير بموضوعية وبحكمة وعدم المكابرة والنظر أولا وأخيرا إلى مصلحة مصر وتجاوز الخلافات السياسية خاصة ونحن مقبولون خلال أيام على الاحتفال بذكرى مرور عامين على ثورة 25 يناير المجيدة والتى دعت فيها بعض التيارات والقوى المدنية وبعض الناشطين للتظاهر لإسقاط نظام الرئيس محمد مرسى وفى المقابل دعت قوى الإسلام السياسى وأنصار الرئيس مرسى للاحتفال بهذه المناسبة ولتكون فرصة لدعم الرئيس، ولا ننسى أيضا أننا مقبولون على فترة صعبة ستشهد انتخابات لمجلس النواب وما يصاحب هذه الانتخابات من شد وجذب بين الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة وبين المرشحين، ولا نريد أن تكون هذه الانتخابات فرصة لإراقة مزيد من الدماء بين أبناء الوطن الواحد، ولكننا نرجو ونأمل أن تخرج هذه الإنتخابات فى أحسن صورة لإثبات الحس الحضارى والديمقراطى لمصر والمصريين أمام العالم كله.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة