هل تعلم أننا لو أجرينا اختبارا للحمل لامرأة قد أجهضت جنينا لتوها لكانت نتيجة إجراء التحليل إيجابية! أى أن الجنين لايزال موجودا والحمل قائم!
هذه النتيجة نسميها "إيجابية زائفة" وهى تحدث نتيجة لوجود اضطراب شديد فى الجسم بعد هذا الحادث الزلل بالنسبة له ويدوم هذا الاضطراب لعدة أيام وربما أسابيع حتى يستعيد الجسم اتزانه وعندها إذا قمنا بإجراء التحليل مرة أخرى تأتى النتيجة مطابقة للحقيقة، وللمنطق أيضا فالنتيجة الخاطئة المزيفة أتت لأن توقيت إجراء التحليل كان خاطئا منذ البداية وهذا أمر يدركه أهل العلم والاختصاص!
والآن لنعد إلى ثورتنا المنكوبة وما ذلك إلا لترصدها من قبل قوى الشر والانتهازية الحقيرة فى الداخل والخارج! وكيف لا وهى تمثل قضاء مبرما على كل مصالحهم ومكتسباتهم التى باعوا من أجلها ضمائرهم واشتروا بها ذهبا أحمر وأسود يوشك أن يحمى عليه لتكوى به جباههم يوم أن تكتمل!
بالمنطق العقلى وبما تواتر من أخبار الثورات الناجحة والفاشلة على حد سواء لا يصح أبدا إجراء استفتاء أو انتخاب فورا بعد ثورة فالناس لا يزالون فى حالة اضطراب بعد حدث كهذا والأرض لم تطهر بعد ليغرس فيها نبت جديد! نعم الديموقراطية مطلب أساسى وحق المواطن فى التعبير عن رأيه بمنتهى الحرية عن طريق صندوق انتخابى شفاف تحترم نتائجه أيا كانت أمر لا جدال فيه لكن هذا هدف متوسط المدى وليس هدفا عاجلا فوريا للأسباب التى ذكرناها من قبل!
والآن بعد أن سرنا فى طريق خاطئ منذ البداية واضطربت اختياراتنا رغما عنا نكمل فيه كارهين! هل نظل على تمسكنا بالصندوق ونتائجه أم نرجأ أمر الانتخابات برمته إلى وقت لاحق نكون قد انتهينا فيه من وضع أسس الطريق السليمة بدستور متقن ومؤسسات محايدة وذات كفاءة لإجراء الانتخابات ومراقبتها بمنتهى الحيدة والشفافية! هل نظل على نفس المسار المعوج الذى نتجرع مرارته كل يوم بل ونعتبر أن إتمام أربع سنوات فيه هو العدل والعقل بعينه!
كيف هذا وقد أذن لنا شرعا إذا أقسمنا يمينا على أمر ما ووجدنا بعد ذلك ما هو أفضل منه أن نتحول للأفضل ونكفر عن يميننا الخاطئ!!
ربما يخشى البعض من أن جماعات الاستديان السياسى لن تقبل بإسقاط مرشحها ودستورها وقوانينها وسياستها وكل حاجة بتاعتها بالصلاة ع النبى إلا عن طريق الصندوق ولهؤلاء أقول: تذكروا وقفتهم فى التحرير وتهديدهم بحرق البلد لو نجح أحد غير مرشحهم وتذكروا تمريرهم لدستور مشوه غصب عن عين الكل كليلة فى استفتاء غير دستورى بكل المقاييس القانونية والإنسانية بالنظر إلى توقيت وظروف إجرائه وتمريره المشينة المهينة! هكذا هم الديموقراطية بالنسبة لهم ليست إلا مطية ركبوها ليصلوا إلى كرسى الحكم ولن ينزلوا عنه إلا بثورة أخرى قد تكون أشد من سابقتها، وللأسف لا مناص عنها فهذا قدرنا فلنحتمله فى شجاعة لنكفر به عن ذنب موافقتنا على البداية الخاطئة والاستمرار فى طريق العبث عامين كاملين أسلمنا قيادتنا فيهما إلى وكلاء أمريكا الرسميين فى مصر!!
كل يوم يمر يزيد المهمة صعوبة ويزيد من خطر ركوب آخرين لا نعرفهم ولا يعرفوننا على أكتاف هذه الثورة المنكوبة!
دعونا نكون هناك جميعا جنبا إلى جنب وسدّوا الفرج وقاربوا بين الصفوف واستقيموا يرحمكم الله فإن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج وثقوا أننا بأعين الله وأن فرج الله قريـب.. ربما أقرب مما تتصورون!
حى على الميدان.. حى على الفلاح.. حى على الثورة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
sheko
مقال رائع وبسيط ومعبر جدا
شكرا لك
عدد الردود 0
بواسطة:
Magdy Darin
كلام مهم
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو آسر
أحققت الحق
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء عبدالدايم
سلمت يمينك دكتورة
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ عبدالعزيز حنفى عبدالعزيز
الله أكبر - ستنتصر الثوره
عدد الردود 0
بواسطة:
د. على الإختيار
الفرق بين عالم التنظير و عالم الواقع
عدد الردود 0
بواسطة:
abo ahmed
بتقولي ايه ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
صصصخص ما
الى الدكتور رقم 6
تصدق بالله انت برنس
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
الاجهاض الحقيقى
عدد الردود 0
بواسطة:
على رضا فهمى
الدستور نال موافقة الأغلبية يا دكتورة