بدر الهوارى يكتب من ماليزيا: مِصر لن تحتمل جرحاً آخر

عندما جئت إلى دولة ماليزيا شاهدت بعينى ما كنت أسمعه وأقرؤه عنها من قبل فهنا يتفق الجميع على احترام القانون، ويعمل كل فرد بها دون استعلاء، أو تراخ لأنه يعى أنه فى النهاية سيعود عصارة جهده بالخير على وطنه، وعليه دون النظر إلى أى شىء آخر كما أن لا مساس بحقوق الآخرين أو استغلالاً لسلطة أو العبث بمقدرات الدولة، لا شىء نراه هنا إلا ويسبقه نظام وهذا ما جعلنى أشعر بالأسى والألم مما يحدث الآن فى وطنى والفرق بيننا وبين الدول الأخرى التى تعثرت ولكنها قاومت ووضعت أهدافاً وسعت إليها، وتقدمت بمراحل عنا مما جعل العالم ينظر إلينا بنظرة الدولة المتخلفة التى لا تريد لها مكاناً مرموقاً رغم الفرص التى سـُنحت لنا فى فترات كثيرة ولكننا لم نع ذلك ولم نتعلم من أخطاء الماضى العصيب ولا نفكر متى وأين نجلس ونضع أهدافاً من أجل أن نرتقى بهذا الوطن العظيم الذى لا يستحق منا كل هذا.. مــِصر أمانة فى رقابنا وكلنا أخطأنا فى حقها وعلينا جميعاً إصلاح ما أفسدناه لأن عودة مِصر إلى الحياة هى عودة الروح للجسد ليس لكل مصرى وإنما لكل عربى.. يا أبناء وطنى عودوا إلى تاريخكم وأقرأوه جيداً لعلكم تشعرون بالذنب تجاه وطنكم الذى احتضنكم وقدم لكم الكثير وكان ينتظر منكم الخير وليس ما تفعلون به الآن ومن يشعر منكم بأن يده مرتعشة فعليه الابتعاد عمن يقومون بالبناء لأن مصر لن تحتمل جرحاً آخر.