الهلاك والموت بعقارات مصر القديمة.. مصرع 3 أشخاص وإصابة العشرات من بينهم أربع عرائس فى انهيار عقار بعزبة أبو قرن. . والناجون يؤكدون أن المصرى ثمنه 5 آلاف جنيه

شهدت عزبة أبو قرن التابعة لحى مصر القديمة، فى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، انهيار عقار قديم مكون من طابقين نتيجة انفجار أنبوبة غاز مما أسفر عن وفاة 3 أشخاص وإصابة العشرات من السكان.

بطاطين للتدفئة ومستلزمات العرائس هى كل ما تبقى من ضحايا العقار المنكوب والتى كان أهالى العزبة يلتقطونها من بين الأنقاض بعد انتشال الجثث والمصابين، مشاهد مختلفة منذ الساعات الأولى لحادث انهيار العقار تتكرر، تبدأ بصراخ شاب فى العشرينات على والدته التى راحت ضحيت انهيار العقار والتى استمرت الشرطة فى استخراج جثتها حتى أذان الفجر منذ انهيار العقار وصراخ والد أربع عرائس على وشك الزواج لنقلهن للمستشفى.

"اليوم السابع" رصدت تفاصيل الواقعة وانتشال الضحايا من تحت الأنفال، حيث بدأت تفاصيل الواقعة بانفجار أنبوبة غاز بالطابق الأرضى للعقار والمكون من 12 غرفة والذى يؤوى عشرات العائلات وهو ما أدى إلى انهيار الطابقين وإصابة العشرات، الأمر الذى أثار الذعر والفزع بالمنطقة.

وقام أهالى العزبة بإخطار رئيس غرفة النجدة بالقاهرة بالواقعة، وعلى الفور انتقلت 8 سيارات إطفاء بقيادة اللواء جمال حلاوة نائب مدير الإدارة العامة للحماية المدنية وقوات الشرطة التابعة لقسم مصر القديمة بصحبة عدد من رجالها، حيث قام رجال الإطفاء بالسيطرة على الحريق فى حين قامت قوات الشرطة بتشكيل دروع بشرية حول العقار وبدأت فى استخراج الجثث.

وتمكنت قوات الشرطة بمساعدة أهالى العزبة فى انتشال جثتين فور وصولهم وهم جمال محمد إبراهيم فى العقد الرابع من العمر، ونجله أحمد جمال، 12 عاما، واستخراج عدد من المصابين من تحت الأنقاض وتم نقلهم بواسطة سيارات الإسعاف إلى مستشفى قصر العينى لتلقى الإسعافات الأولية.

وقام الأهالى بنقل متعلقات السكان والمصابين خارج العقار، فى حين استمرت قوات الشرطة ورجال الإنقاذ فى البحث عن سيدة عجوز تحت الأنقاض بعد وصول نجلها وإخبارهم بوجود والدته تحت الأنقاض، حيث استمرت محاولات الشرطة حتى أذان الفجر لحين تمكنت من الوصول لجثة السيدة سيدة عجوز تدعى "أم على" وتم نقلها إلى مشرحة زينهم.

وأثناء تجولنا أثناء انتشال جثث الضحايا والمصابين، تحدث العديد من الأهالى عن حالات إنسانية من ضحايا العقار المنهار تدمى لها القلوب قبل العيون ومنها 4 عرائس على وشك الزواج قمن بتجميع مستلزمات الفرح بداخل العقار المنكوب لحين أن انهار العقار بهن وإصابتهن ونقلهن إلى مستشفى المنيرة لتلقى الإسعافات الأولية.

وأكد الأهالى على أن أغلبية العقارات والمنازل المتواجدة بالعزبة قابلة للانهيار لأنها عقارات قديمة مضيفين أن المسئولين يتجاهلونهم لانتشار عدد من تجار المخدرات بالعزبة وأنهم قاموا برصف الشوارع على حسابهم.

و من جانبه قالت فاطمة بدر زوجة أحمد صبرى على أحد المصابين، إن شباب العزبة هم من قاموا بإنقاذ زوجها من تحت الأنقاض لتأخر رجال الإنقاذ مضيفة أنها كانت بمنزل والدها وقت انهيار العقار.

أضافت فاطمة أن مستشفى قصر العينى رفض استقبال المصابين نظرا لإضراب الأطباء عن العمل وقمنا بالتوجه لمستشفى المنيرة العام مؤكدة على أنهم سيعتصمون أمام حى مصر القديمة لحين توفير مساكن لهم.

وأكد صابرعلى أحد أهالى العزبة على أن أكثر المشاكل بالقرية بالإضافة إلى العقارات القديمة والقابلة للسقوط هو انتشار عدد كبير من تجار المخدرات بالعزبة الأمر الذى أدى إلى تجاهل المسئولين للعزبة خوفا من هؤلاء مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأهالى غادروا القرية خوفا على أبنائهم من الانهيارات الكثيرة للعقارات ولكثرة تجار المخدرات بالعزبة.

وأشار صابر إلى أن سكان العقار المنهار حالتهم تحت الصفر مضيفا أن من بين هؤلاء شخصا قام بتجهيز 4 بنات على وشك الزواج وفى النهاية تحطمت كل الأجهزة.
وأعلن صابر على أنهم سيقومون بالاعتصام أمام حى مصر القديمة لحين توفير مساكن للمصابين مؤكدا على أنهم قاموا بالاتصال برئيس الحى يطالبونه بتوفير مساكن لضحايا العقار إلا أنه رفض قائلا "كلمنا رئيس الحى من أجل المصابين وقال لنا أنتوا مش تبعنا أنتم تبع إسرائيل".

وتابع قائلا "القصر العينى ما قبلوش المصابين وبيعالجوا ناس غير المصريين، المصرى ثمنه 5 آلاف جنيه وبره مصر مالوش قيمة".

ومن جانبه أكد مصدر أمنى أن سبب انهيار العقار هو انفجار أنبوبة غاز وأن أغلبية العقارات بالعزبة متهالكة وقابلة للسقوط، مؤكدا على أن اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة قد أمر بإخطار مسئولى محافظة القاهرة لإرسال لجنة هندسية لبيان حالة العقارات المجاورة للمنزل المنهار خشية وقوع كارثة أخرى.