قال وزير الخارجية الإيطالى جوليو تيرسى، إن بلاده لا يمكنها الانسحاب من المشاركة فى الجهود التى يبذلها المجتمع الدولى فى مالى والتى تقود فرنسا العمليات العسكرية بها.
وأكد الوزير - فى جلسة إحاطة أمام لجنتى الشئون الخارجية والدفاع فى البرلمان اليوم الثلاثاء، وفقا لوكالات الأنباء الإيطالية - أن إيطاليا لا يمكنها عدم المشاركة ضمن عمليات الاتحاد الأوروبى فى مالى، موضحا أن مالى تعيش بالفعل أزمة ذات أبعاد خطيرة تتطلب دعما قويا من المجتمع الدولى لكى لا تغرق فى وضع لا رجعة فيه، فى ظل دولة فاشلة على غرار الصومال أو أفغانستان بل أن وضع مالى أسوأ إلى حد ما، لأن الدول التى تحيط بها يمكن تورطها بكل سهولة، بسبب "هشاشة" الحدود، والتجمعات العرقية" أيضا.
وأضاف "أن قرار الحكومة إرسال 15 إلى 24 مدربا من حوالى 450 يمثلون بعثة الاتحاد الأوروبى فى مالى، بغرض تأهيل القوات المحلية، وهو المرسوم الذى يناقشه مجلس النواب اليوم".
وكان تيرسى قد نوه - فى تصريح سابق - بأنه لن يكون هناك نشر لقوات إيطالية على الأرض فى مالى، وأن بلاده ستكتفى بتقديم الدعم اللوجستى للعمليات العسكرية هناك.
وقال "إن إيطاليا تعتزم تقديم دعم لوجستى ملموس للعملية وخاصة فى البلدان الأفريقية التى تواجه صعوبة فى نقل قوات إلى مسرح العمليات، ودعم قوة التدخل الأفريقية"، مؤكدا الدعم السياسى للعملية التى يمكن أن نصفها بالفعل أنها متعددة الأطراف، والتى تشمل العديد من البلدان الأفريقية وعددا من الدول الأوروبية والغربية.
وأوضح تيرسى أن الأزمة الراهنة فى مالى لن تكن "خاطفة" أو سريعة لكنها طويلة، فبالرغم من القدرات العسكرية المتزايدة للجيش المالى، إلا أنها (القدرات) لا تزال بعيدة عن القدرة الكافية لمواجهة فعالة ضد التهديد الإرهابى الواقع الآن فى البلد الأفريقى.
وأعرب الوزير عن القلق من أن تثير الأزمة فى مالى خطر تداعيات على مسيرة التحول فى بلدان ثورات الربيع العربى.
ومن جانبه، أكد وزير الدفاع الإيطالى جامباولو دى باولا أن الدعم اللوجستى الذى ستقدمه بلاده للقوات العسكرية فى مالى، سيقتصر على المساهمة بطائرتى نقل عملاقة سى 130 وطائرة 767 لخدمة التزود بالوقود فى الجو.
وقال الوزير - فى إحاطة أمام لجنتى الشئون الخارجية والدفاع فى البرلمان اليوم وفقا للموقع الإلكترونى للبرلمان الإيطالى - "إن الحكومة، تحتاج لاتخاذ قرار فى هذا الشأن بدعم من البرلمان بموافقة القوى السياسية".
وأضاف أن هذه المساهمة اللوجستية لن تتجاوز مدتها شهرين أو ثلاثة، وسوف تقتصر على المرحلة الحرجة فى مالى، مشيرا إلى أننا فى مالى نقف أمام حالة تهدد الأمن وتتجاوز المعايير التقليدية، وليست بعيدة عن حدودنا ومصالح أمننا القومى.
وأوضح أن الاتجار بالبشر وعمليات اختطاف المواطنين تسهم فى توفير الموارد لتمويل الإرهاب والأصولية، لافتا إلى أن هذا النوع من التهديد لا يرتبط بمنطقة جغرافية محددة، بل على العكس من ذلك يمر من خلال مناطق وبلدان، دون إيلاء اهتمام بالحدود الجغرافية السياسية.
يذكر أن وزير الدفاع الإيطالى كان قد أكد أن بلاده تدرس تقديم دعم لوجستى ممكن للعمليات الفرنسية فى مالى، موضحا أنه "لن يكون دعما على الأرض بل يتعلق بمنح القواعد الجوية"، مثل الدعم الذى تقدمه بريطانيا وألمانيا والدنمارك وبلجيكا"، ووصف الوزير العملية الفرنسية بأنها "صحيحة ولا مفر منها".
إيطاليا تعلن مشاركتها اللوجستية فى مالى فى إطار مكافحة الإرهاب
الثلاثاء، 22 يناير 2013 03:44 م
وزير الخارجية الإيطالى جوليو تيرسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة