مأساة جديدة.. وقطار جديد.. وضحايا آخرون منهم قتيل وجريح .. وأمهات آخريات يعلو صوتهن بالنحيب.. وآباء يكسو قلوبهم حزن فراق الأبناء.. وأطفال لم يكتب لهم القدر أن يروا آبائهم سوى على صفحات الجرائد وأشلاؤهم متطايرة بين أنقاض قطار لا تعلم بدايته من نهايته.
مسلسل حصرى تعودنا عليه فى مصر.. فى نفس هذه الصفحات ومنذ شهرين تقريبا كتبنا نفس الكلمات "ماساة قطار" يبدو أن القدر أراد أن يعيد علينا إعادة عرض المسلسل، ولكنه فقط غير المكان من أسيوط إلى البدرشين، ولكن مع هذا التغير يبقى الهدف واحد وهو إراقة دماء مصرية.. حلقة جديدة مما تعانيه بلادنا من أزمات حقيقية.. فشلنا على مدى فترات طويلة فى التخلص منه ويبقى السبب قدرى والفاعل مجهول ولاعزاء للضحايا الأبرياء.. بالأمس القريب خمسين طفلا واليوم تسعة عشر قتيلا ومئات المصابين وغدا إنّا لمنتظرون.. لا أعرف متى يمكن لنا أن نتخذ خطوه للأمام؟.. لما لا نتعظ من مأساة واحدة.. لما نحتاج إلى إراقة دماء حتى نفكر فى إيجاد وعود حقيقية وجذرية؟.. حقا لا أجد كلمات أعبر بها عن الحزن الذى ينتابنى نتيجة كل ما حدث ففضلت الصمت إلا أن ما رايته على وسائل إعلام من المتاجرة بدماء هؤلاء الضحايا جعلنى أخرج من صمتى، لقد استغل البعض هذه المأساه لينال من الحكومة والرئيس والبعض الآخر دافعوا عن الرئيس وألقوا بالمسئولية على النظام البائد، وبين هنا وهناك تحولت مأساة قطار إلى أزمة سياسية رخيصة حقيرة بين طرفين أراد كل منهما أن يجعل منها مكسبا لنفسه فى جولات الصراع السياسى الذى تشهده مصر حاليا.. وتناسى البعض أن المسئولية الوطنية تقتضى أن نحترم حرمة الدماء التى نزفت وأن نسعى من جديد لإيجاد حلول لمثل هذه المأساة.. لا أجد كلمات أكمل بها مقالى سوى أن أهمس فى أذن الرئيس قائلا: مصر شهدت فى شهرين حادثين خطيرين ابحث عن الفاعل.. وأعد هيكلة منظومة النقل.. وأوقف كل القطارات التى تجدها غير صالحة للاستخدام.. حتى لو أوقفت قطارات مصر كلها وإن لله وإنا إليه راجعون.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
ان لله وانا اليه راجعون
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمان محمد البستانى
تحياتى استاذ ايمن
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن جمال مشيمش
ان لله وان اليه راجعون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
مصر أولا