مستشارة كلينتون للشؤون الدولية للشباب: بعض الدول تستغل رعايتنا للشباب وتمويلهم فى تشويه سمعتهم.. زينات رحمان: لدينا «مجالس» فى السفارات الأمريكية تساعد الشباب على فتح قنوات حوار رسمية مع صناع السياسة

الإثنين، 21 يناير 2013 02:30 م
مستشارة كلينتون للشؤون الدولية للشباب: بعض الدول تستغل رعايتنا للشباب وتمويلهم فى تشويه سمعتهم.. زينات رحمان: لدينا «مجالس» فى السفارات الأمريكية تساعد الشباب على فتح قنوات حوار رسمية مع صناع السياسة زينات رحمان
حوار - رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن اليومى

مع هبوب رياح الربيع العربى على دول الشرق الأوسط محدثة تغييرات جذرية لم يكن أحد، سواء المحللون والمراقبون وحتى أعتى أجهزة المخابرات تتوقعها، لم تجد الخارجية الأمريكية بدا سوى أن تنشئ مكتبا جديدا فى 2011 للتعامل مع أبطال الواقع الجديد وهم الشباب.

زينات رحمان، مستشارة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الدولية للشباب، تولت منصبها فى الخارجية الأمريكية فى 26 يناير 2012، وكان لـ«اليوم السابع» هذا الحوار معها عبر البريد الإلكترونى.

> ما أهم السبل التى تنتهجها الخارجية الأمريكية لإشراك الشباب من مختلف أنحاء العالم لتعزيز الديمقراطية فى بلدانهم؟
- مع الواقع الديموجرافى الذى يقول إن الشباب يشكلون أكثر من نصف سكان العالم، نحن بحاجة لأن نتبنى مناهج أكثر إستراتيجية للاستفادة من إمكانياتهم ولأن نبنى على برامج التبادل والتعليم الممتازة التى تطبقها الخارجية الأمريكية بالفعل، وهذا معناه النظر إلى الشباب باعتبارهم شركاء فى سعينا للعمل معا فيما يتعلق بالقضايا التى تخص الديمقراطية والتنمية، ولتحقيق هذا، نحن نركز على خلق الآلية التى تمنح الشباب قنوات حوار رسمية مع صناع السياسة.

ولدينا مجالس للشباب فى جميع السفارات الأمريكية فى العالم بأكمله تعمل كمكان للتواصل من أجل إجراء الحوارات المتعلقة بإنشاء هذه الآلية، ومن خلال هذه الآلية تواصلنا مع الشباب، نستمع للقضايا التى يواجهونها ونحاول العمل معهم على إيجاد الحلول المناسبة، سواء كان ذلك عن طريق مشاركتهم فى العمليات السياسية المحلية أو عن طريق التأكد من أنهم يستطيعون الحصول على الخدمات المدنية الأساسية.

> كيف تستخدم الوزارة السفارات الأمريكية فى مختلف الدول لإشراك الشباب، ولماذا؟
- نركز عملنا على الساحة العالمية، وموظفو الخدمات الأجنبية الذين يعملون فى السفارات والقنصليات الأمريكية فى الدول المختلفة هم أدوات التفعيل الرئيسية لعمل الوزارة مع الشباب فى دول معينة، فمكتبنا، مكتب قضايا الشباب العالمى على سبيل المثال، يعمل مع سفاراتنا وقنصلياتنا لتشكيل مجالس شباب حول العالم، ومنها 50 مجلسا تم تشكيلها بالفعل حتى وقتنا هذا، وهذه المجالس تجمع مجموعة متنوعة من الشباب ليتحدثوا بصراحة عن السياسات الأمريكية ولتحديد التحديات التى يواجهها الشباب فى محاولة لإيجاد الطرق التى نستطيع العمل من خلالها للتوصل إلى الحلول المناسبة، وأنه لشىء رائع أن ترى الحماس والعاطفة التى يضفيها الشباب على طاولة النقاش برغم كل العوائق الحقيقية التى يتعاملون معها فى مجتمعاتهم، ومجالس الشباب هى أحد الأمثلة على كيفية عمل بعثاتنا فى الخارج على إضفاء الطابع المؤسسى على إشراك الشباب.

وتفعل سفاراتنا وقنصلياتنا فى منطقة الشرق الأوسط برامج حيوية لتمكين الشباب وتسليحهم بالمهارات والأدوات التى تساعدهم على تحقيق كل إمكانياتهم وطموحاتهم، وتتراوح هذه البرامج من التدريب على القيادة واكتساب المهارات إلى تعلم اللغة الإنجليزية من خلال برامج تبادل تركز على المشاريع الاجتماعية والنشاط المجتمعى.

> هل هناك أى مبادرات تقودها الخارجية الأمريكية لمساعدة الشباب المصرى والعربى بوجه عام بعد الربيع العربى؟
- هناك الكثير من تلك المبادرات، منها فى صورة برامج موجودة بالفعل وأخرى تم تطويرها بعد الربيع العربى، وساعدت الانتقالات الديمقراطية والتغيرات الأساسية التى اجتاحت الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على خلق مناخ يتيح الفرصة للولايات المتحدة للانخراط مع مجموعة أوسع من المجتمع، لاسيما مع شباب المنطقة.

وكمثال على ذلك، حالفنى الحظ فى الخريف الماضى لأن ألتقى بمجموعة من القادة الشباب تتراوح أعمارهم بين 18-35 عاما، كثير منهم من أبناء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكانوا جزءا من أول قمة للمواطنين النشطاء، وهؤلاء الشباب شاركوا فى ورش العمل الخاصة بتنمية القيادات فى سان فرانسيسكو تلاها فترة تدريب لمدة خمسة أيام مكثفة على الحملات الدعائية وتغطية المنظمات الصحفية لانتخابات الولايات المتحدة فى 2012، وانتهى البرنامج بعد جلسة استغرقت يومين فى العاصمة واشنطن، تضمنها مناقشات سياسية مع مسؤولين فى الحكومة الأمريكية، وسمح البرنامج لهؤلاء القادة الشباب بالتواصل مع أبناء المنطقة والتعلم من خبرات بعضهم البعض، فى الوقت الذى تفاعلوا فيه مع نظرائهم الأمريكيين، وهذه ليست سوى واحدة من مبادرات وزارة الخارجية الأمريكية العديدة التى قدمتها مؤخراً.

> ما أبرز العقبات التى تواجهها الوزارة عند إشراك الشباب العربى فى المبادرات الدولية؟
- هناك عائقان كبيران نواجهما، الأول يتمثل فى إيجاد تحديات واهتمامات متشابهة بين القادة الشباب فى منطقة الشرق الأوسط وبين الشباب فى الولايات المتحدة، ونحن نعمل جاهدين على تفعيل هذا التواصل من خلال تحديد الاهتمامات المتغيرة لكل منهما ثم عمل البرامج والمبادرات المناسبة التى من شأنها أن تشملهما، ونحن ندرك أن رعاية الحكومة الأمريكية أو تمويلها يستخدم فى بعض الدول لتشويه سمعة بعض الشباب، ولكن لدينا اعتقاد راسخ بأن هناك العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك التى ينبغى أن نعززها ونمضى قدما بها.

وذكرت مسبقا قمة المواطنين النشطاء، وهى مثال على سعينا لإيجاد السبل التى يستطيع من خلالها الشباب المشاركة فى الحياة المدنية فى بلدانهم، كما أن توفير الفرص الاقتصادية للشباب منطقة اهتمام مشترك تحمل أهمية كبيرة، وأطلقنا مبادرة شراكة للقطاعين العام والخاص تسمى «تحالف الشباب لسبل العيش» لمواجهة تحديات بطالة الشباب، وهذه أزمة عالمية، فضلا عن أن مائة شاب من منطقة الشرق الأوسط شاركوا الصيف الماضى فى برنامج منح ترعاه شركة كوكاكولا فى جامعة إنديانا لمدة شهر، وأخذوا دورة تدريبية ركزت على المشاريع الاجتماعية، كما رعينا فى ديسمبر الماضى 17 وفدا من الشباب لحضور قمة ريادة الأعمال فى دبى وذلك لتعلم جميع مناحى هذا المجال.

أما التحدى الثانى، فتواجهه معظم الحكومات والمنظمات ويتمثل فى محدودية المصادر، فالحكومة الأمريكية قادرة فقط على تقديم العديد من الفرص لبرامج التبادل، لذا فمن الأهمية القصوى تحديد وإشراك القادة الشباب القادرين على الإلهام وتحفيز أقرانهم فى مجتمعاتهم، وهذا ما نسميه الأثر المضاعف، وهناك طريقة أخرى ضرورية لزيادة تأثير برامج الشباب وذلك عن طريق الشراكة مع المؤسسات والحكومات والمجتمع المدنى والقطاع الخاص الذى يتبنى نفس النهج فى تطوير الشباب.

> إلى أى مدى تتسم مبادرة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لإشراك الشباب حول العالم بالنجاح؟ ولماذا تهتم الولايات المتحدة إلى هذا الحد بإشراك الشباب؟
- عندما ننظر إلى وضع العالم نجد أكثر من ثلاثة مليارات شخص تحت سن الـ30، وهؤلاء الشباب يتسمون بالنشاط والحماسة، فهم معتادون على استخدام وسائل التكنولوجيا بصورة لم يسبق أن عاصرها أى جيل، فضلا عن أنهم من يقودون الأحداث العالمية، وتدرك كلينتون جيدا الإمكانيات التى يحظى بها الشباب، وأكدت أن احتياجات الشباب تم تهميشها لفترة طويلة، وأن الوقت حان لتحتل مخاوفهم أولويات الأجندة الدولية، ولهذا أنشأت فى 2011 منصبى ومكتب الشؤون الدولية للشباب، وطلبت منى ضمان عمل الخارجية الأمريكية على تمكين الشباب كممثلين اقتصاديين ومدنيين والاستماع إلى مخاوفهم ومشاكلهم.

وعندما أسافر أرى العمل الملهم والمبتكر الذى تقوم به بعثاتنا فى الخارج، ومن الواضح أن دبلوماسيينا يدركون جيدا أن إشراك الشباب ليس خيارا وإنما أولوية، ومن خلال تكثيف تدريب الدبلوماسيين الأمريكيين فى السفارات والقنصليات حول العالم، وتبادل أفضل الخبرات والممارسات، واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، ننمى قدرة قواتنا الدبلوماسية لدمج الشباب فى عمل بصورة أكبر.

وأعتقد أننا نجحنا، بل أشعر بالتفاؤل حيال التغيرات التى نقوم بها، وأعتقد أن تأكيدنا على الشراكة سواء مع القطاع الخاص أو الحكومات الأخرى، أو المجتمع المدنى وبالطبع الشباب أنفسهم، سيؤدى إلى مزيد من النجاح، ويتحدث كثيرون عن «تضخم الشباب»، خاصة فى المناطق المضطربة فى العالم، ونحن ملتزمون مع شركائنا لجعل ذلك يصب فى مصلحة الشباب، ونحتاج لتغيير العقلية التى تقول إن الشباب يمثلون تهديدا، وأن نعمل معهم لمساعدتهم على بلوغ قدراتهم كعملاء للتغيير الإيجابى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة