فى البداية اعتقدت أننى أسمع التاريخ بشكل خاطئ.. وكنت أجيب على السائلين مستنكراً سؤالهم حيث إن موقفى من ثورة 25 يناير 2011 كان واضحا وموثقا من قَبل الثورة بسنوات طويلة.
ولكن مع تكرار السؤال أدركت أن الناس تتحدث عن ثورة أخرى وعن هياج آخر خلقته الظروف والقيادات والحكومات التى تولت إدارة مصر بعد ثورة 25 يناير 2011.
والسؤال.. هل سيكون هناك ثورة بالفعل يوم 25 يناير 2013؟
للإجابة على هذا التساؤل يلزمنا الرجوع بضع سنوات للخلف لمعرفة ما هى الأسباب التى أدت إلى قيام ثورة 25 يناير 2011.. وهل المطالب التى نادى بها الشعب فى ثورة 25 يناير 2011 قد تم تنفيذها - أو حتى الشروع فى تنفيذها - أم لا؟.
لقد كان نظام حسنى مبارك نظاماً مستقراً.. يمتلك كل وسائل الإعلام وتقوم بحمايته المنابر فى المساجد والكنائس من خلال تعليمات جهاز أمن الدولة المستوحش فى كل زوايا منازلنا وشوارعنا ويراقب هواتفنا النقالة وأرقام الـ (آى - بى) الخاصة بكل جهاز كمبيوتر فى بيوتنا ويعلم التوجهات السياسية الخاصة بكل فرد منا أو جماعة وله فئة كبيرة جداً من المنتفعين والمستفيدين الذين يمتلكون المال والقوة والسلاح ويدينون له بكل الولاء.. وبرغم كل هذا تمت الإطاحة به فى زمن أقل من الزمن الذى تستغرقه بارجة بترول تخرج من الخليج لتصل إلى الولايات المتحدة.
إذن أنا لا أستبعد على الإطلاق حدوث ثورة أخرى يوم الجمعة المقبل رغم التشديد الأمنى وقضايا الازدراء التى تلاحق كل المعارضين للنظام الحالى.
وقد سمعت بعض المحللين السياسيين الذين استبعدوا قيام ثورة أخرى لأن الثورة الأولى نجحت – فقط – بعنصر المفاجأة.. أقول لحضراتهم إن ثورة 25 يناير فاجأتنا نحن ولكنها لم تفاجئ جهاز أمن الدولة ولا نظام الرئيس المخلوع والدليل على ذلك هو كمية الشباب وقيادات المعارضة التى تم القبض عليها قبيل يوم 25 يناير2011.
ولكن الأهم من كل ذلك.. لماذا ثار الناس فى 2011؟ وهل مازالت أسباب ثورتهم موجودة لتعطيهم الحافز على الثورة أم أن هناك من الأمور ما تم علاجه؟
لن أتحدث كما يتحدث المثقفون والسياسيون وأصحاب (الكرافتات الأنيقة) ولكنى سأنقل لحضراتكم كلام المقاهى و(عربيات الفول) وما تتداوله الناس عند (الأسطى محروس الميكانيكى) و(رمضان الحلاق) لأن هذا الكلام هو الأهم – من وجهة نظرى – من كلام القنوات الفضائية والمحللين السياسيين.
لقد فرح الناس بالثورة فى بدايتها.. وخرجوا جميعا يهتفون (يسقط يسقط حسنى مبارك).. لم يكن أىٌ منهم قد قابل (حسنى مبارك) وليس بينه وبين الأخير أية علاقة ولكنهم كانوا يهتفون لإسقاطه كبديل لكلمة يسقط الظلم ويسقط القهر ويسقط الفقر.
كانوا يجدون فى كلمة (يسقط حسنى مبارك) رفضهم لأسلوب ضابط الشرطة المتعجرف والمتكبر والمتجبر.. كانوا يرفضون فى كلمة (يسقط حسنى مبارك) الاعتقال بدون سبب والبطء من مجىء سيارات الإسعاف و(الطناش) من رجال شرطة النجدة.. كانوا يرفضون (البهدلة) فى طوابير العيش والغلاء فى فواتير الكهرباء والبلاعات المفتوحة والمطبات المفاجئة والطرق غير الممهدة والأسعار التى لا تجد من يحكمها ويراقبها والأجور المتدنية والمياه الملوثة والعلاج الفاسد والأطعمة الموبوءة والرشاوى الإلزامية فى كل الجهات والمصالح الحكومية والبلطجة و(الإتاوات) العلنية على أصحاب المتاجر والمبانى وحتى أصحاب السيارات فى الشوارع.
كانوا يرفضون بطء القضاء المصرى وفساد الجهاز الإدارى فى المحليات والقرى.. وكانوا يرفضون التزوير فى الانتخابات – كلها – سواء مجلس الشعب أو الشورى أو المحليات أو النقابات.. كانوا يرفضون الاحتكار وتحكم أصحاب العمل فى الموظفين بشكل قهرى لعدم وجود ضوابط تفرضها الحكومة لتُوازن بين حقوق الموظف وواجباته.. كانوا يهتفون (يسقط حسنى مبارك) لأن نظامه أهمل المصريين بالخارج وقام بتتفيههم وحرمانهم من كل حقوقهم ولم يشد على أيدى السفارات والقنصليات فى الخارج لتقوم بحماية المواطن المصرى بالخارج وتحفظ كرامته..
كل هذه الأسباب وغيرها هى التى خلقت ثورة 25 يناير 2011.. وأرجو ملاحظة أننى لم أتحدث حديث المثقفين ولا النخبة.. ولم أتعرض لكوارث نظام (حسنى مبارك) الخاصة بالحريات الفكرية والإبداعية وتهميش دور وزارة الثقافة وتولية شخوص مغيبة ومسطحة وليس لها أية علاقة بالثقافة ولا الإبداع على رأس الهرم الإدارى المكلف بإدارة الثقافة فى مصر.. ولم أتحدث أيضاً عن الاتفاقيات المشينة والجاحفة فى حق مصر التى عقدها النظام البائد مع أعداء الوطن ليمكنهم من استغلال موارد الدولة.. ولم أتحدث أيضا عن الفساد والمحسوبيات والوساطة التى حكمت تعيين المناصب ووصول القيادات إلى مستويات عالية فى الهيكل الإدارى للدولة بدون وجه حق ولا كفاءة وإنما فقط بالولاء الأعمى والطاعة المفسدة.
هذه يا سادة هى الأسباب التى فجرت ثورة 2011..
إذا كنتم ترون أن هذه الأسباب قد تم التعامل معها وإزالتها فاعلموا أن شيئا لن يحدث يوم الجمعة 25 يناير 2013.. وأن النظام الحالى سيحافظ على حكمه وسينعم بحكم مصر كيف يشاء.. أما إذا كانت أسباب الثورة ومطالبها لم تتحقق أو حتى يشعر الناس بإرهاصات أو بدايات لتحقيقها.. فاعلموا أن الشعب المصرى لن يتحلى بالصبر الذى يتمناه الحكام.
أما عن موقفى أنا شخصياً.. فأنا أنتمى لهذه الثورة ولمطالب هذه الثورة وسأكون جزءا منها إلى أن أرى هذه المطالب تتحقق أو أرى إجراءات حقيقية تؤخذ من قبل الحكومة لتحقيقها.
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ عبدالعزيز حنفى عبدالعزيز
مصرى
هذا هو (هشام الجخ) . تعريفه (مصرى) و حسب .
عدد الردود 0
بواسطة:
MoOka
دى كلامك
عدد الردود 0
بواسطة:
حسونه
المعتقلين
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد الفتاح.اوسلو
مخطيء
عدد الردود 0
بواسطة:
قدرى
إلى صاحب التعليق رقم 3
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
لييييييييييييييييييييييييييييييييييييه كدا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
فرغلى عبدالرحيم
محق فيما قال
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى و بس
الى صاحب التعليق رقم 4
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو عمر
الرجولة ليها نسها
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس إستشاري جلال عوض
أتفق تماما مع التعليق رقم 4 فلاتلعبو بالنار فلن تحرق إلا الفوضويين الذين سيفكرون في خلع ال