عملية السلام تتراجع أمام الهموم الاقتصادية للناخب الإسرائيلى

باتت تكاليف المعيشة المرتفعة تشغل بال الإسرائيليين أكثر من سعيهم نحو السلام مع الفلسطينيين، فيما يتوجه الناخبون الإسرائيليون يوم غد الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لاختيار برلمان جديد.

ويزيد سعر الحليب ومواد غذائية أساسية أخرى فى إسرائيل مرتين أو ثلاث مرات عن مثيله فى دول مثل ألمانيا أو هولندا، علاوة على الارتفاع المبالغ فيه فى أسعار المساكن، ويعيش ربع سكان إسرائيل تحت خط الفقر فيما تثقل تكاليف المعيشة المرتفعة كاهل الطبقة الوسطى بالأعباء.

وكشف استطلاع للرأى أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تحظى باهتمام 60% من المشاركين فيما قال 16% فقط، إن همهم الرئيسى عملية السلام مع الفلسطينيين.

وقال سائق سيارة أجرة فى المنطقة التجارية بتل أبيب: "مع الراتب الذى أحمله معى إلى المنزل، كنت ذات يوم أعد من شريحة الطبقة الوسطى العليا، أما اليوم فأنا لا أصل حتى إلى شريحة الطبقة الوسطى الدنيا".

ويبلغ متوسط دخل الفرد فى إسرائيل قبل الضرائب، حوالى 1760 يورو (2350 دولار) شهريا، وفى تل أبيب لا يقل الإيجار الشهرى لشقة مكونة من غرفتى نوم فى حى متوسط عن 1000 يورو، فيما يتراوح سعر علبة الحليب من يورو إلى يورو ونصف.

وتسبب ارتفاع تكاليف المعيشة فى اندلاع حركة احتجاج شعبية فى يوليو 2011، بعد عامين من الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وقال يواف كورين (27 عاما) مدير موقع على شبكة الإنترنت "يذهب ثلث راتبى إلى الإيجار"، وأضاف أن هذا يرجع إلى أن صديقته تدفع نصف الإيجار.

وتساور المحامى أمنون أجاسى (56 عاما)، الذى يعيش فى بلدة رامات هشارون بشمال شرق تل أبيب، مخاوف بشأن أبنائه فيما يتعلق بالمسكن، رغم أنه يمتلك منزلا اشتراه قبل فترة طويلة من ارتفاع الأسعار.

وقال أجاسى عن أبنائه "ليس لديهم القدرة على الادخار، ويقولون لى بسخرية، لماذا؟ حتى لو قمنا بالادخار لن نستطيع شراء شقة على أى حال".

ويرغب أجاسى فى خفض الضرائب على الطبقة المتوسطة، لكنه أدرج الأمن أيضا على صدارة الاهتمامات، وقال إن هذا سبب آخر للتصويت لصالح يمين الوسط أو اليمين.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو فى انتخابات يوم غد الثلاثاء، وتشير استطلاعات الرأى إلى حصول تحالف "ليكود وإسرائيل بيتنا" على 35 مقعدا من إجمالى مقاعد "الكنيست" البالغ عددها 120 مقعدا، فيما يحل "حزب العمل" (يسار الوسط) فى المرتبة الثانية بنحو 16 مقعدا.