فقدت الكوميديا فى يوم واحد اثنين من أبرز نجومها هما وحيد سيف ونبيل الهجرسى، الذين رحلوا عن عالمنا أول أمس السبت، بعد مشوار فنى طويل يتشابه فى بعض تفاصيله حيث نجحا الاثنان فى رسم البسمة على وجوه محبى السينما والمسرح والتليفزيون، كما أنهما من مواليد الإسكندرية، وقدما إلى القاهرة لإشباع طاقتهما الفنية، ورحلا وهما فى العقد السابع من عمرهما.
ويتشابه الاثنان إلى حد كبير فى طبيعة الأدوار التى قدماها فى السينما والتليفزيون حيث لم يقفزا إلى مرتبة البطولة المطلقة رغم موهبتهما الفنية، ونجح وحيد سيف فقط فى تقديم مسرحيات قليلة من بطولته المطلقة.
ولد وحيد سيف فى الإسكندرية عام 1939، واسمه الحقيقى مصطفى سيد أحمد سيف، وكان التمثيل هوايته الأولى التى يعشقها لذا انضم إلى الفرقة التمثيلية وأثناء دراسته بكلية الآداب قسم التاريخ بجامعة الإسكندرية، ولم تكن بدايته فى الأدوار الكوميدية التى أجادها بعد ذلك، ولكن كانت من خلال التراجيديا ومسرحيات ويليام شكسبير، ليأتى بعد تخرجه فى الجامعة إلى القاهرة، ليلتحق بمسرح الريحانى ويقدم عدة مسرحيات منها "إنهم يدخلون الجنة".
وتميز وحيد سيف بحضور خاص على المسرح الذى شهد تألقه الفنى ووقف على خشبة المسرح وساهم فى نجاح العديد من المسرحيات ومنها "شارع محمد على" مع فريد شوقى وشريهان،
و"دول عصابة يا بابا" مع محمد نجم و"القشاش" مع سيد زيان وأحمد آدم و"زوج على نار هادئة" مع سيد زيان أيضا، ووصل رصيد أعماله الفنية إلى أكثر من 250 عملا فنيا متنوعا، حيث قدم فى السينما أيضا أفلام بدءا من عام 1971 بفيلم "زوجتى والكلب" ليقدم أعمالا منها "على باب الوزير" و"سواق الأتوبيس" والشاويش حسن" ومحامى خلع" ليقدم آخر أعماله فى السينما عام 2006 من خلال فيلمى "الفرقة 16 إجرام" و"عبده مواسم".
ورغم تقديم وحيد سيف للعديد من المسلسلات إلا أن دوره فى مسلسل "المال والبنون" هو الأبرز فى تاريخ مشواره مع الدراما التليفزيونية حيث جسد دور "على لوز" الذى كان يقنع أهل الحارة بأنه يعمل "ضابطا" حتى يتضح بعد ذلك أنه "ضابط إيقاع" أى "طبال"، ليكون سيف صاحب نكهة خاصة لا تتكرر كان يؤمن بأن الخروج عن النص هى موهبة لا يقدر عليها أى فنان، ورغم تاريخه مع الكوميديا إلا أنه كان يتمنى ألا يحصره المنتجون فى تلك الأعمال فقط، ليبرز طاقته الفنية من خلالها.
ويتشابه نبيل الهجرسى مع سيف فى أنه أيضا لمع فى الأعمال المسرحية التى شهدت تألقه لكنه لم يقدم أعمالا من بطولته الخاصة، حيث ولد فى الإسكندرية عام 1937، وحصل على بكالوريوس الفنون التطبيقية ليأتى أيضا إلى القاهرة بحثا عن إشباع موهبته الفنية خصوصا أنه كان يتميز بخفة الظل، وقدم فى المسرح أعمالا منها "أصل وصورة" و"أنا ومراتى وجوزها" و"الصعلوكة"، كما أنه أخرج 3 أعمال مسرحية هى " الزنقة " و"موعد مع الوزير" و"قانون الحب".
وشارك الهجرسى فى أكثر من 120 عملا فنيا، ما بين مسرح ودراما تليفزيونية وسينما، منها أفلام "أجازة بالعافية" و"هو والنساء" و"الست الناظرة" و"أزمة سكن" ومسلسلات" البحث عن فرصة" و"الأزواج الطيبين"، وتميز الهجرسى بأنه كان يستطيع بث روح جميلة فى كواليس الأعمال التى يشارك بها نظرا لخفة ظله.
وكان الهجرسى يمتلك موهبة أخرى بخلاف التمثيل وهى تأليف الأشعار، وتميز فى شعر الزجل فلم يكن يترك مناسبة تجمعه بأصدقائه من داخل الوسط الفنى إلا ويلقى عليهم أشعاره التى كانت تجد استحسانا وقبولا لما كانت تتميز به أيضا من خفة ظل.
ويبدو أن القدر الذى اختار أن يرحل النجمان فى يوم واحد شاء أيضا أن يقام عزاؤهما فى يوم واحد وهو الخميس المقبل فى مكان واحد وهو مسجد الحامدية الشاذلية".