نظم معهد العالم العربى بباريس معرضا تشكيليا لمؤازرة الثورة السورية، وستعود نسبة 40% من عائدات اللوحات التى ستباع فى مزاد علنى تحت إشراف دار "بيار بارجيه"، إلى الجمعية الدولية لحقوق الإنسان، و60% إلى ثلاث جمعيات سورية مناهضة للنظام السورى.
وينظم المعرض بمبادرة من الصحفية السابقة فى جريدة "ليبراسيون" جوزيه غارسو المتخصصة فى العالم العربى، والتى أسست جمعية "سيريا آر"، بالتعاون مع الباحثة والمستشارة المستعربة فى قضايا الشرق الأوسط أنياس لوفالوا، والمديرة السابقة لحركة مناهضة الجوع ناتالى دوهامال.
وحسبما ورد بالجزيرة نت قالت غارسو "لقد وجهت الدعوة لعدد كبير من الفنانين العرب، ولست مسئولة على غياب فنانين من جنسيات عربية أخرى، وإلى جانب المغاربة الذين يمثلون الثلث هناك فنانين من سوريا والكويت والسعودية واليمن والجزائر وتونس".
وأشارت غارسو إلى أن الأمر الأهم هو مساعدة الشعب السورى الذى يعانى من وضعية غير إنسانية لا يمكن السكوت عنها.
من جهتها قالت أنياس لوفالوا التى تعلمت اللغة العربية خلال إقامتها فى سوريا للجزيرة نت: "لقد سعدت بمبادرة غارسو، ولم أتردد فى مد يد المساعدة إليها، ليس فقط بحكم علاقتى بسوريا التى عشت فيها عامين، ولكن من منطلق مبدأ التضامن مع أصحاب قضية عادلة راحوا ضحية نظام قمعى".
وفى المعرض عكست لوحات 61 فنانا وفنانة حساسيات وتوجهات فنية غارقة فى الحداثة، ومعظمها غير معنى بما كان ينتظره الزوار، باعتبار عنوان المعرض الموحى بالتزام فنى يعكس الجحيم السورى كما قال أحدهم.
ومن أهم اللوحات التى عبرت عن إبداع لافت لعب أصحابه على أساليب واقعية تشخيصية وأخرى تجريدية، نذكر "نساء من المغرب" للالة السعيدى و"شهداء" لمحمد عمران، وهى اللوحة التى عبرت عن عنوان المعرض، و"دون عنوان" لياسر صافى التى تعبر بشكل واضح عن ضحايا تعذيب واضح، و"مغاربة بربر" لليلى علوى و"المرأة الشبح" لمريم بودربالة و"دون عنوان" لأمل بنيس التى جمعت فيها بين التشكيل على الخشب والرصاص والمطاط بأسلوب تركيبى مذهل.
كما تميزت فى المعرض لوحة "جراح" للسورى جابر العظمة "ودون عنوان" لماحى بنبين، فضلا عن لوحات أخرى كشفت عن اجتهاد كبير فى المزج بين تقنيات ومواد عديدة تتوجه أكثر إلى العقل، لكنها مرفقة فى الوقت ذاته بتقنية تسحر البصر لما تعكسه من سيطرة على الأدوات المستعملة التى توزعت بين التشكيل والتصوير والرسم على الورق والرصاص والخشب والقماش.
وركز فنانون آخرون كثيرا من خلال أعمالهم المعروضة على تقنية الخلط على مادة واحدة أو عدة مواد، ومن بينهم محمد الباز فى "لوحة مجنون" ويونس خرسانى "جماجم حديدية" وناصر الأسودى "خط عربى على القماش".
وطغى الحضور النسائى على المعرض بحكم الهوية الأنثوية لمنظماته الثلاث غارسو ولوفالوا ودوهامال، فضلا عن مساهمة الفنانة المغربية نجية المهاجى والتونسية أمل بنيس، الأمر الذى يفسر إقبال جمهور نسائى زادت من وهجه حضور مطربة عربية غنت إحدى قصائد الشاعر الفلسطينى الكبير الراحل محمود درويش، بمشاركة النساء الزائرات والفنانات التشكيليات والمنظمات، ومن بينهن الباحثة أنياس لوفالوا عاشقة الشام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة