تصدرت صحيفة "اليوم السابع" الصحف الخاصة المؤيدة للمظاهرات الفئوية بنسبة بلغت 36.8% ثم الوفد 20.3% بينما تراجعت الشروق لـ4.4% والأهرام 1.1%، وهذه النتيجة نظراً لأنها صحيفة قومية كانت موالية للنظام.
ورصدت دراسة اتجاهات الصحف المصرية فى تناول التظاهرات الفئوية تصدرت "اليوم السابع" مقدمة الصحف استخداما لقالب التقرير الصحفى فى تغطيتها للمظاهرات الفئوية بنسبة بلغت 27.7% على باقى الصحف محل العينة فى تناولها للمظاهرات الفئوية عبر قالب "التقرير الصحفى" ثم الشروق 23.5% ثم الوفد 16.9% بينما تراجعت فى الأهالى 12.8% والأهرام 11.7% والأخبار 8.9%.
وكانت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان قد أصدرت اليوم الأحد بالتعاون مع مركز الحق للديمقراطية وحقوق الإنسان وجمعية مواطن للتنمية وحقوق الإنسان دراسة حديثة حول اتجاهات الصحافة المصرية نحو المطالب الفئوية بعد ثورة 25 يناير حتى انتخاب الرئيس مرسى .
واعتمدت الدراسة على تحليل مضمون الصحف المصرية باختلاف أشكال ملكيتها ودورية صدورها، وشملت العينة محل الدراسة صحيفتى الأهرام والأخبار ممثلتين للصحف القومية، والصحف الحزبية مثلها صحيفتا الوفد والأهالى والصحف الخاصة مثلتها صحيفتا "اليوم السابع" و"الشروق"، وقامت الدراسة على تغطية الفترة من يوم (12- 2 - 2011 إلى 24 – 6 - 2012).
وكانت الدراسة قد توصلت لجملة نتائج من أهمها: الصحف القومية فى أعقاب تنحى مبارك، رصدت المظاهرات الفئوية بشكل سلبى متهمة المتظاهرين بالفوضى وتعطيل الإنتاج، والصحف الخاصة والحزبية رصدت المظاهرات الفئوية بشكل إيجابى وتبنت مطالبها المشروعة.
وكشفت الدراسة أن الصحافة القومية اتسمت بنقل المطالب الفئوية ونشرها عبر صفحاتها بشكل حيادى، وإن جنحت فى الأيام الأولى لتنحى مبارك، وما بعدها إلى رفض هذه المطالب ورفض التظاهرات والاعتصامات واعتبارها من الوسائل المعطلة لحركة الإنتاج فى المجتمع، وترسيخ عامل الفوضى داخل البلاد، بينما الصحف الخاصة والحزبية كانت مؤيدة تماما للمطالب الفئوية ومحايدة فى الوقت نفسه فى نشرها للمطالب الفئوية دون معارضة لهذه المطالب بأى حال من الأحوال.
وقالت الدراسة إن 68% من الصحف المصرية تعاملت بحيادية مع المظاهرات الفئوية فى أعقاب تنحى مبارك، كما كشفت فى نتائجها عن غلبة الاتجاه المحايد للصحافة المصرية تجاه المطالب الفئوية المنشورة فيها خلال فترة الدراسة، فقد جاءت نسبتها 68.2% من إجمالى الاتجاهات الصحفية نحو المطالب الفئوية، وهذا ما يتسق مع الدور الذى ينبغى أن تقوم به الصحف حيال قرائها وحيال رسالتها التى ينبغى أن تقوم بها فى المجتمع من واقع مسئوليتها الاجتماعية تجاه الأفراد.
وجاء الاتجاه المؤيد للمطالب الفئوية بنسبة 30.9% وفى المرتبة الأخيرة جاء الاتجاة المعارض للمطالب الفئوية بنسبة 0.8%، وتركزت هذه الاتجاهات السلبية فى الصحف القومية فقط وهى الأخبار والأهرام، وكانت جريدة الأهرام أكثر الصحف القومية حيادية فى نقلها للمظاهرات الفئوية، والوفد فى مقدمة الحزبية والشروق على قمة الصحف المستقلة.
جاءت الأهرام فى مقدمة الصحف التى اتسمت بالحيادية فى نشر المطالب الفئوية على صفحاتها 97.5% وإن كانت الأهرام قد جنحت قليلا نحو المعارضة للمطالب الفئوية، وجاءت الشروق ثانيا بنسبة 95.6% ثم الوفد بنسبة 79.7%، فى حين جاءت جريدة الأهالى أكثر الصحف الحزبية تأييدا للمظاهرات الفئوية ومطالبها.
جاءت جريدة الأهالى الناطقة بلسان حال حزب التجمع من أكثر الصحف تأييدا للمطالب الفئوية والداعية لها وكانت نسبتها 65.1% وهو ما يتوافق والاتجاهات السياسية للجريدة التى تنتمى للحزب اليسارى الأقدم فى مصر.
وجاءت العمالة المؤقتة وزيادة الأجور واستكمال مطالب الثورة فى مقدمة الموضوعات التى غطتها الصحافة المصرية، فيما يخص المظاهرات الفئوية، والمطالبة بتثبيت العمالة المؤقتة وزيادة الأجور والحوافر 26.5% وفى المرتبة الثانية، ومطلب "استكمال أهداف ثورة 25 يناير" بنسبة 20% من إجمالى المطالب الفئوية المنشورة فى صحف الدراسة، وفى المرتبة الثالثة جاءت فئة مطالب أخرى "مجمعة"، مثل توفير البنزين والسولار وعزل فلول الحزب الوطنى عن الحياة السياسية، وإعدام مبارك وتقنين أوضاع المزارعين واحترام حقوق الأقباط بنسبة 18.2 % من إجمالى المطالب الفئوية.
أما الوزارات الحكومية والمجلس العسكرى فكانت أكثر الهيئات التى تظاهر ضدها المواطنون فى المرحلة الانتقالية، وجاءت نتائج الدراسة تؤكد أن جهة "الوزارات والمصالح الحكومية" تعتبر من أكثر الجهات التى وجهت إليها المطالب الفئوية خلال فترة الدراسة، وكانت نسبتها 52.3% ومن إجمالى الجهات الموجه إليها المطالب الفئوية المنشورة فى الصحافة المصرية، وجاء "المجلس العسكرى" فى المرتبة الثانية من بين الجهات الموجه إليها المطالب الفئوية بنسبة 37.1%.
وجاء الموظفون والعمال الأكثر ثورية وتظاهرا بقيامهم بأكثر من 48% من المظاهرات التى رصدتها الصحف محل العينة، وجاءت الأحزاب والحركات السياسية فى الترتيب الثانى بنسبة لم تتجاوز 35%..
كما أشارت نتائج الدراسة إلى مدى تنوع الفئات أصحاب المطالب الفئوية فى المجتمع، فقد أشارت النتائج إلى تقدم فئة "موظفون وعمال" كإحدى أبرز الفئات إقداما على عرض مطالبهم الفئوية بنسبة 48.7% من إجمالى الفئات، وهو ما يشير إلى ضعف مستواهم المادى والمعيشى، وفى المرتبة الثانية جاءت هوية " أحزاب سياسية وحركات وائتلافات وجماعات بنسبة 35%، وفى المرتبة الثالثة جاءت فئة هويات أخرى من الفئات أصحاب المطالب مثل "الصيادين وأصحاب الحرف المختلفة والبسيطة والمواطنين العاديين وأنصار حازم أبو إسماعيل والألتراس وطلاب الجامعات والخطباء والدعاء بالمساجد ومشجعى النادى المصرى والمعاقين وأهالى الدويقة"، بنسبة 15.7%، واستحوذت محافظة القاهرة على أكثر من 53% من المظاهرات الفئوية تليها الدقهلية.
وأضافت نتائج الدراسة أن أغلبية المظاهرات الفئوية التى تناولتها فى الصحافة المصرية قد تركزت فى مظاهرات اندلعت فى محافظة القاهرة، فقد بلغت 53.2%، وفى المرتبة الثانية جاءت فئة "محافظات أخرى" أى غير الموجودة فى استمارة التحليل مثل الدقهلية وأسوان والمنوفية وشرم الشيخ بنسبة 18.5% من إجمالى المحافظات، وفى المرتبة الثالثة جاءت محافظة الإسكندرية بنسبة 8.7%.
جاءت نسبة أكثر من 78% من التغطية الصحفية للمظاهرات الفئوية مقتصرة على قالب الخبر الصحفى، كما توصلت الدراسة فى نتائجها إلى مدى تفوق قالب "الخبر الصحفى" على جميع فنون التحرير الأخرى، حيث بلغت نسبته 75.6%، حيث إن الخبر من أكثر فنون التحرير الصحفى قراءة وجاذبية وتشويقا، وفى المرتبة الثانية جاء "التقرير الصحفى" بنسبة 16.5%، واقتصر قالب التحقيق الصحفى على نسبة 4.1% من إجمالى ما غطته الصحف للمظاهرات الفئوية، وفى المرتبة الرابعة جاء "المقال الصحفى" بنسبة 1.9% ، وفى المرتبة الخامسة جاء الحديث الصحفى بنسبة 82.% وفى المرتبة السادسة والسابعة جاءت كل من البريد 63.% والكاريكاتير 29.%.
وجاءت جريدة الأخبار أكثر الصحف استخداما للقالب الخبرى فى تغطيتها للمظاهرات الفئوية، حيث جاء التفوق فى جريدة الأخبار 88.6% تلتها الأهرام 82.5%، وهو ما يتسق مع دورية صدورهما اليومى، ثم جاءت بعدها الوفد 76% وتراجعت الشروق قليلا إلى 74.5% والأهالى 67.6% و"اليوم السابع" 53.3% .
وعن أهم الملاحظات التى رصدها التقرير ضعف الاهتمام الصحفى فى متابعة ونشر المطالب الفئوية المجتمعية، والتركيز على المطالب الفئوية بالعاصمة وبعض المحافظات القليلة والاهتمام النسبى بإبراز المواد الصحفية المنشورة وقلة استخدام الصور والأرضيات والشبكات.
وأوصت الدراسة بأنه لا بد من تفعيل دور مواثيق الشرف الصحفية فى العمل الصحفى المهنى، وينبغى تدريب الصحفيين على كيفية التغطية المثلى للتظاهرات والمطالب الفئوية والتعامل معها ولا بد من إنشاء جهاز لرصد كل ما ينشر عن المطالب الفئوية ومتابعة تنفيذه على أرض الواقع، كما ينبغى أن تدرك الصحف أنها رسالة عليها مسئولية اجتماعية تجاه القراء والجمهور المتلقى لها خاصة الصحافة القومية الممولة من مال الشعب، ولا بد من تخصيص مساحات بالصحف من أجل زيادة رقعة مساحة النشر لقضايا المطالب الفئوية، ولا بد من عدم تقييد حركة الأفراد فى التظاهرات السلمية، وترك الساحات لهم للتعبير عن أنفسهم بحرية تامة دون تقييد لهم، واحترام آدميتهم وحقوقهم المشروعة التى جاءت فى مواثيق حقوق الإنسان الدولية.
دراسة حقوقية حول اتجاهات الصحافة المصرية: "اليوم السابع" تصدرت الصحافة المتابعة للمظاهرات الفئوية بنسبة 36.8% مقابل 1.1% للأهرام.. وتؤكد على رسالة الصحف مسئوليتها الاجتماعية تجاه القراء
الإثنين، 21 يناير 2013 07:15 ص