الحداد والوزير المنسى

الإثنين، 21 يناير 2013 11:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عجيب أمر الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، فللآن لا يعترف الرجل بوزارة الخارجية ولا بوزيرها، ولا يريد أن يساعد هذه المؤسسة الاستراتيجية للخروج من كبوتها التى تمر بها حاليا، لذلك عين رجله القوى، الدكتور عصام الحداد، مساعدا له للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، ووضع فى جعبته كل كروت سياسة مصر الخارجية، وتحولت الخارجية مع الحداد تدريجيا من سكرتير تنفيذى له، إلى وزارة بلا وظيفة، اللهم سوى الوظيفة البروتوكولية التى يؤديها وزيرها فى استقبال عدد من الزيارات الخارجية، أو مشاركة الرئيس فى بعض هذه اللقاءات، أو أن يسافر للخارج مندوبا عن مرسى لأداء مهمة معينة، فى الغالب مهمة ليست ذات قيمة، لانها إذا كانت كذلك لقام بها الحداد.

المتطلع لأحوال وزارة الخارجية يبدو له أن دورها تقهقر بشكل خطير طيلة الشهور الماضية، وللإنصاف فإن هذا التراجع لم يبدأ بتولى الدكتور محمد مرسى رئاسة الجمهورية، وإنما كان سابقا له، وأتذكر هنا أزمة قضية اتهام عدد من منظمات المجتمع المدنى وبينها مراكز أمريكية فى قضية التمويلات، وقتها وقفت فايزة أبوالنجا، وزيرة التخطيط والتعاون الدولى السابقة فى وجه الإدارة الأمريكية، وتوارى وزير الخارجية خلف الستار خوفا من مواجهة الغضب الأمريكى، وطيلة هذه الأزمة تعاملت واشنطن مع أبوالنجا على أنها وزيرة للخارجية، وكان لها الحق فى ذلك، فالوزير المطلوب منه التعامل مع نظرائه فى دول العالم، يخشى الظهور على المسرح، بعد مجىء مرسى وجد الحداد المتطلع لدور مؤثر فى سياسة مصر الخارجية أن الوزير الحالى من النوعية دمثة الخلق، فضلا عن ذلك فإنه لا يريد أن يترك منصبه فى الوزارة أيا كان الثمن، لذلك استعرض الحداد قوته على الخارجية، وللمرة الأولى يغير دبلوماسيين مصريين قناعاتهم، فهم كانوا رافضين بشكل تام أن يأتى لهم بوزير من خارج السلك الدبلوماسى، لكن بعد معاناتهم مع الوزير الحالى ولجوئهم الدائم للحداد ليلبى رغباتهم بوساطة السفير محمد رفاعه الطهطاوى، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، تمنوا لو أتى الحداد وزيرا للخارجية.

وزير الخارجية أكد منذ أيام أن هناك تنسيقا تاما بين الوزارة ورئاسة الجمهورية، محاولا الرد على واقع التهميش الذى تعانيه الوزارة فى عهده، لكن ما إن أنهى مؤتمره الصحفى حتى تسرب خبر ترشيح رئاسة الجمهورية للمستشار محمود مكى سفيرا لمصر لدى الفاتيكان، لتفاجأ الخارجية بهذا الترشيح، الذى يبدو أن الوزير علم به من وسائل الإعلام، ليثبت حقا مستوى التنسيق بينه وبين الرئاسة. وقبل ذلك تجاهل الحداد الوزارة فى ملفات عدة من بينها الترتيب لزيارة الدكتور مرسى لواشنطن، واضطلاع الحداد بنفسه بهذا الملف بعيدا عن الخارجية ودبلوماسييها، فضلا عن ملف المحتجزين المصريين فى الإمارات، بعد كل هذا من حق الدكتور مرسى أن يبقى على الوزير الحالى، لأنه من خلاله يستطيع تمهيد الطريق أمام الحداد ليكون المسؤول الأول والأخير عن ملفات مصر الخارجية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة