ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية فى عددها الصادر اليوم، الأحد، أنه من غير المحتمل أن تكون رمال الصحراء فى مالى والجزائر ساحة تشكل تحديا أمام وجود واستمرار نظام التحالف العالمى الذى أدارته الولايات المتحدة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقالت الصحيفة- فى سياق تحليل إخبارى أوردته على موقعها الإلكترونى- إن تردد وتواضع ردود فعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى حيال الأزمة التى اندلعت فى شمال أفريقيا، إثر العملية العسكرية التى تشنها فرنسا فى مالى وأزمة الرهائن المحتجزين فى الجزائر، جاءت بمثابة سكب حامض فوق صخرة التحالف العالمى المتماسك. وأضافت: "إن رغبة إدارة الرئيس باراك أوباما فى قيادة الصراعات الفوضوية فى العالم الإسلامى من خلف الكواليس نالت رضا وتقدير الشعب الأمريكى الذى سئم من الحروب القتالية وعانى ماليا من خوضها، مضيفة أنه ينبغى إعطاء مزيد من الاهتمام لهذا المنهج، لتجنب دفع القيادة الأمريكية نحو استراتيجية غير حاسمة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد أيام من تردد واشنطن وبروكسل فى تقديم المساعدات غير القتالية إلى القوات الفرنسية فى مالى، مثل توفير الطائرات التى تزود بالوقود فى الجو، التزمت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى ال-27 بتقديم أربع طائرات نقل فقط لهذا هذا الغرض.
ورأت الصحيفة أن هذا الأمر سوف يعزز من الشكوك التى تدور بالخارج حول جدية نوايا الإدارة الأمريكية وفعاليتها فى دفع الآخرين للإقدام على مثل هذه الخطوات مرة أخرى.
وأشارت إلى أن هذه الشكوك جاءت نتيجة التدخل الدولى فى ليبيا فى عام 2011؛ حيث قررت واشنطن عقب المساعدة فى الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافى تقليص حجم مشاركتها بشكل كبير فى وقف صراعات المنطقة.
وأضافت (واشنطن بوست) أن أفضل طريقة لمواجهة أوجه القصور فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة تبدأ فى وضع إطار للقيادة الأمريكية ينص على نهج هدف واضح ووطنى يوحد الإجراءات الأمريكية بشأن الأمور الخارجية. مشيرة إلى قيام واشنطن بالوقوف بعيدا والمراوغة بعد تحرير ليبيا، فى وقت كانت فيه دول تابعة لحلف شمال الأطلسى (الناتو) مثل فرنسا وتركيا مستهدفة من خلال تهديدها بشن أعمال عدائية ضدها يلحق ضررا جسيما بقوة التحالف الدولى.
"واشنطن بوست": صحراء مالى والجزائر لا تهدد استمرار التحالف الدولى
الأحد، 20 يناير 2013 02:13 م
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة