صحف أمريكية: صعود الجهاديين بأفريقيا يكشف جانبا مظلما لثورات الربيع

الأحد، 20 يناير 2013 01:16 م
صحف أمريكية: صعود الجهاديين بأفريقيا يكشف جانبا مظلما لثورات الربيع الراحل - العقيد الراحل معمر القذافى
إنجى مجدى و أ.ش.أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلطت صحيفتان أمريكيتان صدرتا اليوم الأحد، الضوء على الأزمة فى مالى وحاولتا كشف مدى علاقة صعود الجهاديين فى شمال أفريقيا والجانب المظلم من ثورات الربيع العربى، إلى جانب انتقاد دور الإدارة الأمريكية فى معالجة الأزمة.

وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن النبوءة التى كان العقيد الراحل معمر القذافى يرددها، للتهديد بأنه فى حال سقوط نظامه ستنتشر الفوضى وتندلع حربا مقدسة فى شمال أفريقيا بما يذكر الناس بعصر القراصنة، قد اتخذت منحى جديدا مع انبثاق أزمتى مالى والرهائن فى الجزائر.

وأشارت الصحيفة -فى تقرير لها أوردته على موقعها الالكترونى- إلى العملية العسكرية التى تقودها فرنسا لقتال الجهاديين إلى جانب أزمة الرهائن الأجانب فى الجزائر والأجانب الذين تم احتجازهم فى إحدى المنشآت الصناعية بالجزائر على يد متشددين.

وقالت: "إنه عقب أربعة أشهر من مقتل السفير الأمريكى فى ليبيا على يد جهاديين جاءت أزمتا مالى والجزائر لتزيد من الشعور بأن منطقة شمال إفريقيا تحولت لمنطقة خطيرة وغير مستقرة تنذر باندلاع حرب أهلية دموية، تشبه ما حدث فى سوريا"، مشيرة إلى أنه برغم تعدد أسباب انتشار الفوضى فى الصحراء الإفريقية إلا أنها تعطى تذكرة قاتمة حول ثمن الإطاحة بالنظام الاستبدادى الذى عاشت فيه ليبيا وتونس طيلة أعوام.

وتعليقا على هذا الشأن، أكد روبرت مالى الباحث فى شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية -فى تصريحات أوردتها الصحيفة الأمريكية- أن الأوضاع الراهنة تكشف الجوانب المظلمة فى ثورات الربيع العربى، فعقب أن ساعدت الطبيعة السلمية لهذه الثورات فى كسر شوكة تنظيم القاعدة وحلفائهم فى المنطقة ساهمت العوامل اللوجيستية مثل كثرة التسلل عبر الحدود وانتشار الأسلحة واختلال الأنظمة الأمنية فى تقوية الجهاديين.

ورجحت (نيويورك تايمز) الأمريكية ألا تنتهى الأزمة فى مالى قريبا، مستندة إلى حقيقة تخفى المسلحين فى صفوف المدنيين من جهة واستمرارهم فى تحصين أنفسهم من جهة أخرى وقالت:"إن مثل هذه الأزمة ربما تمثل اختبارا للحكومات الجديدة فى ليبيا والدول المجاورة لها -وهى ظروف إن حاولت القوى الغربية التدخل فيها عسكريا فإنها ستعيد إحياء الذكريات الاستعمارية مما يثير حفيظة الإسلاميين".

بدورها.. ذكرت صحيفة (بوسطن هيرالد) أن أزمتى مالى والرهائن المحتجزين فى الجزائر كشفتا صعوبة معرفة إن كانت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لديها فكرة حول ما يجب أن يتم حيال هاتين الأزمتين.

وأفادت الصحيفة -فى تقرير لها أوردته على موقعها الإلكترونى- أن تداول تقارير تؤكد أن مالى، حالها أصبح كحال أفغانستان والعراق فى السابق وسوريا اليوم، خضعت لـ"مركزية إسلامية" وأصبحت مسرحا لحرب مع المقاتلين الأجانب بهدف بناء خلافة إسلامية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتعارف أن تنظيم القاعدة هى جماعة انتهازية تحسن استغلال الأوضاع التى تنتشر فيها الفوضى وانعدام القانون وتواجد حكومات ضعيفة، وذلك فى ضوء تداول تقارير تحذر من أن تصبح مالى أفغانستان جديدة.

من جانبه، أكد مايك روجرز عضو مجلس الشيوخ ورئيس لجنة الاستخبارات الأمريكية:" أنه فى حال عدم التعاول مع المجموعات المسلحة والإرهابيين بشكل سريع وفعال فإنهم سيشكلون مخاطر متنامية فى المستقبل لا سيما فى ظل تواجدهم فى بنى غازى والآن بالجزائر ومالى".

إلى جانب ذلك، تناولت الصحيفة الأمريكية تصريحات عدد من المسئولين الغربيين والأمريكيين بأن هذه المجموعات الإرهابية ربما تستخدم مالى ليس فقط لشن هجمات فى أفريقيا بل ربما تصل أيديهم إلى الولايات المتحدة وأوروبا.

ورغم كافة هذه التحذيرات، ذكرت الصحيفة الأمريكية أن إدارة أوباما لا تزال مصرة على عدم التدخل ربما على أمل أن تنحل الأزمة من تلقاء نفسها أو لشعورها بأن الولايات المتحدة لا تعد فى مرمى الميليشيات المسلحة الأفريقية، التى ترى أن أهدافها قومية وليست دولية. واختتمت (بوسطن هيرالد) تقريرها بالقول إن ثمة سبب آخر يمكن أن يقف وراء إصرار واشنطن وغيرها من العواصم الأوروبية فى عدم التدخل وهو رغبتها فى إجبار القوات الأفريقية على التعامل مع الوضع فى مالى بأنفسهم، كحال قوات الاتحاد الأفريقى فى قتالها للقاعدة وحركة "الشباب" فى الصومال.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة