قال الناشط اليسارى كمال خليل، إن الدعوات للخروج والاحتشاد فى الميادين فى الذكرى الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، لن تهدف إلى حشد الجماهير من النزول إلى الإصلاح وإنما سيخرج الشعب لـ"إسقاط النظام"، مؤكدًا أنه علينا ألا نكرر أخطاء 1977، وأن نستكمل الثورة ونحقق أهدافها الواضحة حماية لمصر من مصير ينتظرها به المزيد من التبعية السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية وقطر والرأسمالية العالمية.
جاء ذلك خلال الحفل الذى عقد مساء أمس بأتيليه القاهرة والذى بدا وكأنه عائلياً بدأ بتبادل المزاح عن ذكريات عمرها أكثر من 30 عاماً وأغلبها تدور فى أروقة السجن وداخل الزنزانة، بدأ المناضل "كمال خليل" ندوته فى حفل إطلاق وتوقيع كتابه "حكايات من زمن فات" والتى أقيمت فى أتيليه القاهرة مساء أمس، السبت، وسط إقبال كبير من الحضور، وكان من بين الحضور عدد كبير من مناضلى السبعينات والمذكورين بالاسم فى صفحات الكتاب خلال حكايات يرويها المناضل كمال خليل عن ذكريات النضال فى تلك الفترة، حيث تبادل معهم اجترار ذكرياتهم فى سجن القلعة وقاعة المحاكمة والعديد من الأحداث التى شهدت مواقف طريفة بينهم.
وقد قدم الندوة الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد صاحب دار "بيت الياسمين" للنشر والذى قام بنشر الكتاب وجمعه بعد أن كانت نصوصه منشورة على مدونة كمال خليل منذ سنوات عديدة.
وبدأ إبراهيم عبد المجيد كلمته بوصف المناضل كمال خليل بـ"الشخص الذى لا يتغير" والذى يرفض الظهور طالما هناك من هم أحق به من وجهة نظره.
كما صرح أنه لم يكن يعلم أن كمال خليل يكتب حتى ديسمبر 2011 عندما قابله على المقهى وأخبره أنه له مدونة ويكتب عليها حكايات وقصص النضال ونوادرهم فى السجون والمحاكم والتنظيمات السرية وكل القصص المتعلقة بسنوات النضال، فأخبره إبراهيم أنه يريد أن ينشر له هذه التدوينات فى كتاب مجمع واتفقا على ذلك ولكنهم نسوا الفكرة بقيام الثورة وانتقال الصراع على الأرض.
وأضاف بأنه فوجئ فى بداية الأمر بمستوى اللغة لدى كمال خليل، لافتاً إلى أنه كان من يؤلف لهم الشعارات والهتافات وحتى يومنا هذا يقوم بذلك الدور، ولكن اللغة الراقية التى جاء بها الكتاب كانت مفاجئة بالنسبة له وأنه كروائى مبهور جداً بقدرة الكاتب على تصوير المواقف الصعبة بهذا الشكل، وكأنه يراها أمامه وتعيشها وكيف نقل مواقفهم الطريفة بشكل خفيف الظل جداً وكأنها تحدث أمامه.
وبدأ كمال خليل كلمته بمقولة جيفارا "الماضى قد خسرناه، والحاضر هو النضال، والمستقبل لنا". وقال إن هذه المقولة كانت فى ذهنه عند كتابة تلك الحكايات وتدوينها.
وقد روى الكاتب خلال كلمته أن مجموعة من الشباب الاشتراكى قد طلب منه قبل الثورة أن يكتب معهم فى مجلة "اللى بنى مصر" باب ثابت عن الرؤية المستقبلية لمصر وكان قد كتب فى مدونته "حكايات من زمن فات" فقرر أن يكون بابه الثابت فى المجلة بعنوان "حكايات من زمن جاى"، وكانت كتاباته فى هذا الباب مستمدة من الماضى الذى دونه من قبل وروى من خلاله مجموعة من القصص التى توقع حدوثها فى المستقبل على لسان عاملين فقيرين وكان الفصل الأول بعنوان "الانتفاضة" والتى توقع حدوثها فى مصر عام 2014.
وأضاف مازحاً أنها "فرقت معاه 3 سنين"، وجاء الفصل الثانى بعنوان "الخديعة" والذى تضمن تحالف السلطة العسكرية مع التيارات الدينية لخداع تلك الانتفاضة واحتوائها من الداخل. كما جاءت باقى الفصول فى سياق تعامل الشعب المصرى مع تلك الخديعة وانتصاره عليها.
كما تحدث الكاتب عن أوجه الشبه والاختلاف بين انتفاضة الخبر عام 1977 وثورة يناير 2011 قائلاً: "أن الماضى دائماً على صلة بالحاضر" وأن فى يناير 1977 كان إنجازهم فى خروج المصريين بالآلاف من الإسكندرية إلى أسوان منتفضين ضد الغلاء وضعف المعيشة ولكن فى ثورة يناير نجح الشباب فى إخراج الملايين من بيوتهم إلى الشارع تحت شعارات أقوى وأعمق وأكثر طموحاً وهى "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" وأضاف أن ثورة يناير هى استمرار لانتفاضة الخبز التى فشلت وتم قمعها وتشويهها .
وحينما سُئل عن النزول فى 25 يناير القادم أجاب المناضل كمال خليل أننا لن ننزل بروح الإصلاح ولن نكرر أخطاء 1977، بل أن الشعب سيخرج بروح "إسقاط النظام" واستكمال الثورة وتحقيق أهدافها الواضحة حماية لمصر من مصير ينتظرها به المزيد من التبعية السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية وقطر والرأسمالية العالمية.
ثم عاد بالحديث عن الماضى فى 1977 مضيفاً أن اليسار المصرى هم أول من حوكموا عسكرياً فى السبعينات وليس جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا موجودين ولم يحركوا ساكناً، ولم يتضامنوا مع انتفاضة الخبز 1977 بل استخدمهم السادات فيما بعد لتفتيت وتدمير اليسار المصرى.
وعن ما يأمل فى حدوثه خلال "الموجة الثورية القادمة" التى توقعها فقد قال إنه يجب أن يسيطر الثوار على المؤسسات الحكومية لأن العصر هو عصرهم وأنهم الأولى بإدارتها، وأنه يجب محاصرة السفارة الأمريكية وطرد "سفيرة جهنم" على حد تعبيره وأضاف "لأننا لن نكون ولاية لدى الولايات المتحدة الأمريكية".
كما قال إن الفئة الحاكمة لا يمكن أن يطالبها الشعب بالإصلاح، لأنهم الأبعد عنه على الإطلاق معبراً عن ذلك بجملة "المستقبل نصنعه بالدم".
واختتم الكاتب والمناضل "كمال خليل" كلامه بإرسال 3 رسائل، الأولى إلى أهل منطقة ميلاده وحياته "داير الناحية" وأهل حارته التى تربى فيها وتغنى فيها مع جيرانه بأغانِ ألفوها ولحنوها سوياً. والثانية إلى القاضى الراحل "حكيم منير صليب" والذى كان قاضى محاكمة 1977 عندما تم القبض عليهم ومحاكمتهم بتهم إثارة الشغب والتخريب والتآمر ضد البلاد والذى أصدر حكم البراءة ضدهم وقرأ قبله نصاً كتبه عن حرية التظاهر والمطالبة بتحقيق أحلام وطموحات الشعب، كما عقد مقارنة بينه وبين النائب العام الحالى قائلاً "السماء والأرض لا يجتمعان". والرسالة الثالثة والتى اختتم بها كلامه كانت إلى ثوار يناير وقد جاءت فى كلمة واحدة "هنخلعه"
.
عدد الردود 0
بواسطة:
طة ابوزارع
انسى يا خليل.والدنيا برد وعم خليل بيسقى الورد.
عدد الردود 0
بواسطة:
أسامة عبد النبي
طلبا للهدم أو تريد البناء