خبير فرنسى: عملية احتجاز الرهائن بالجزائر أعدت منذ فترة طويلة

قال مسئول كبير سابق بالاستخبارات الفرنسية، إن الظروف التى أحاطت بعملية احتجاز الرهائن بمنشأة الغاز بالجزائر تظهر أن "الإرهابيين" والجهاديين خططوا لها منذ فترة طويلة.

وأضاف المسئول السابق فى تصريحات نشرتها صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية اليوم الأحد - إن كل المؤشرات تدل على أن العملية نظمت بشكل جيد وفى وقت مبكر.. وأن سرعة وتيرة الأحداث فى مالى دفعت "الإرهابيين" إلى تعجيل عمليتهم فى الجزائر.

ونقلت الصحيفة عن خبراء آخرين أعضاء سابقين فى المخابرات الفرنسية تأكيدهم أنه من المستحيل الإعداد لتلك العملية التى أدت إلى مقتل عشرات الرهائن فى بضعة أيام فقط، حيث إن هذا النوع من المواقع (النفطية) يخضع لإجراءات أمنية مشددة ويحظر دخول الأشخاص الذين لا يعملون بالمنشأة "إلا إذا كان الفاعلون قد تمكنوا من التواطؤ الداخلى".

وأشار الخبراء إلى أن تلك المنطقة تخضع لمراقبة بالأقمار الصناعية الفرنسية والأمريكية، كما أنشأت نقاط تفتيش للجيش الجزائرى فى جميع أنحاء المنطقة.

وقالوا وبحسب الصحيفة الفرنسية إنه فى هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة، فإن الخدمات اللوجستية "معقدة للغاية"، معتبرين أن "الإرهابيين" استخدموا بالضرورة تكتيكات خاصة.

ورجح الخبراء أن يكون القائمون على عملية احتجاز الرهائن قد دفنوا أدواتهم اللوجيستية وكل احتياجاتهم لتنفيذ العملية من أسلحة ومواد غذائية ووقود وأجهزة الهواتف المحمولة، ومن منذ وقت فى الصحراء، وحددوا مواقعها بسهولة عن طريق خاصية (جى بى إس).

ونقلت (لوفيجارو) عن مصدر مطلع بوزارة الدفاع الفرنسية قوله "إن هذا السيناريو لا شك فيه، حيث كانت العملية معقدة للغاية من وجهة النظر اللوجستية ووقعت على الحدود الليبية على الناحية الأخرى من مالى".. متوقعا أن يكون "الإرهابيون" قد قدموا من الجزائر إذ إنهم لا يستطيعون عبور الصحراء فى 24 ساعة.

وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت تلك المعلومات كافية لجعل عملية احتجاز الرهائن جزائرية بحتة وأن يكون هدف الإرهابيين (فقط) زعزعة استقرار الحكومة بالجزائر؟. قائلة "إنه لا ينبغى تجاهل أنه فى تلك المنطقة من العالم فإن الجميع يستعد منذ فترة طويلة لإمكانية تدخل عسكرى فرنسى فى منطقة الساحل".