المناخ السـائد فى مصـر يسمح بإنشـاء أحـزاب جديدة أو الانضمام إلى أحد الأحزاب القائمة؛ وتظل معايير الانضمام لحزب بعينه غامضة؛ فالبعض يراعى عند الانضمام للحزب؛ شخصية رئيس الحزب نفسه، والبعض يعول على المصلحة المادية التى يمكن أن يجنيها بغض النظر عن الأهداف والمبادئ التى يتبناها الحزب؛ والبعض ينضم إلى الحزب فقط لمجرد أنه يعارض أحزابا أخرى، وقد يملأ المواطن استمارة العضوية لأحد الأحزاب مجاملة فقط لصديقه، ! والأحزاب فى مصر أغلبها تعمل بأسلوب موسمى، حيث تنشط فى فترة الانتخابات فقط وتجتذب الأعضاء وتحفزهم على الترشح فى الانتخابات فى قائمة الحزب.
والأحزاب القوية لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة والجرائد الحزبية لا تكاد تقوى على تغطية مصروفاتها، وفى إنجلترا أحد معاقل الديمقراطية شهدت جريدة النيوز كرونيكل لسان حزب الأحرار المنافس لحزب المحافظين واقعة بيع الجريدة لجريدة الديلى ميل لسان حال حزب المحافظين لتتحول أهداف الجريدة عن مبادئ الحزب التى ظلت تحمل لواء الدفاع عنه لأكثر من مائة عام بانضمامها للحزب المنافس وهذه الواقعة تشكك فى قيمة الانتماء الحزبى.
إن البناء الديمقراطى يستلزم بناء الأحزاب القوية ولذلك بدأت عملية الاندماجات الحزبية والتكتلات السياسية تظهر بوضوح فى المشهد السياسى. وسيظل الثالوث المرعب (البطالة / الجـهل / الأمية) كالسوس الذى ينخر فى جسد الأحزاب الجديدة. والأمل فى منارة الإعلام المصرى التى يجب أن تسلط الضوء على هذه الآفات وتلفت النظر إلى مدى خطورتها على إنشاء الأحزاب القوية وتناقش بموضوعية أهداف ومبادئ الأحزاب القائمة ومدى توافقها مع المصلحة الوطنية والأفكار الحزبية القابلة للتنفيذ فى المجالات المختلفة. وعلى الحكومة أن تتبنى الأفكار الهادفة وتأخذ بها وتنسب الفضل فيها للحزب الذى قدمها وأن يتبنى الرأى العام فى مصر تأييد الأحزاب التى تعمل بأسلوب واقعى وتحمل أفكارا محددة تجد لدى الشارع المصرى الدعم والمساندة؛ فالحزب الذى نسانده هو الحزب الذى يعد لبنة قوية فى صرح البناء الديمقراطى وليس مجرد أداه للانتقاد وإلقاء اللوم على الحكومة دون أن يقدم حلولا قابلة للتنفيذ فى ضـوء الإمكانات المتاحة).
أشــرف مصطفى الزهوى يكتب: الانتماء الحزبى الذى نريده
الأحد، 20 يناير 2013 07:08 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة