محمد على عبد الهادى يكتب: النخبة والبحث عن نقطة إلتقاء

وحين اتحدوا.. نقلوا كل انفعالاتهم إلى مشجعيهم.. كثفوا هجماتهم لكى يسجلوا أهدافا تحسم المباراة لصالحهم.. لكنهم تخلوا عن كل ما يمت للروح الرياضية بصلة، حينما أعلنوا انسحابهم لاحتساب هدف فى شباكهم بداعى التسلل، مما تسبب فى حدوث اشتباكات بين جمهور الفريقين.. أنا لا أتحدث عن مباراة فى كرة القدم لكنى أتحدث عن الصراع الدائر الآن بين جماعة الإخوان المسلمين والنخب السياسية.. فرغم اتحاد هذه النخب فى جبهة واحدة، إلا أن أهم ما أظهرته نتيجة الاستفتاء الدستورى بمرحلتيها، هو ابتعاد النخب عن الشارع المصرى بقدر ابتعادهم عن التعامل بواقعية أمام التحديات التى واجهتهم فى الفترة الأخيرة.. فكيف يمكن لأى فصيل سياسى أن يمارس دوره فى المجتمع بهذه الطريقة من رفض مستمر وانسحابات متكررة بطريقة تنم عن ضعف القدرات للكثيرين من النخب بعد فترة من التجريف استمرت لأكثر من ثلاثين عاماً.

أقول ذلك وأنا أتعجب أيضا من تصريحات جماعة الإخوان المسلمين.. فخروج ثلث الكتلة التصويتية فقط للتصويت على حدث يتعلق بمستقبل هذه الأمة، يبين فقدان الناخب المصرى الثقة فى الجميع حكومة ومعارضة.. فكيف يمكن الزج بالشعب المصرى فى هذه الفترة الانتقالية بهذه الطريقة فى إشكاليات تسببت بها النخب السياسية من جميع الأطراف.. يكفى أن تستعرض الهزات التى تعرضت لها مصر خلال عام 2012 لتتأكد من حجم الأزمات غير المسبوقة، والتى تسببت بها سياسات النخب من جميع الأطراف فى فترة انتقالية، كانت تحتاج إلى تحكيم العقل، ولم الشمل للعبور بمصر للمستقبل.. أقول ذلك ونحن بالفعل بحاجة الآن لنقطة التقاء للوصول إلى مصالحة وطنية لتحقيق ما يصبو إليه هذا الشعب.. شعب ما زال يشعر بالقلق على ثورته، وهو الذى لم يجد نفسه حتى الآن فى منتج هذه الثورة.