فى الأربعين يعيش الإنسان مأساته الخاصة، فهو فى برزخ بين الشيخوخة والشباب، طعم الشباب ما زال فى فمه، ولكن وَهَنًا خفيا يتسرب إلى كل حركاته وسكناته.
حين يختلط الخاص بالعام تزداد الآلام، وتصبح طموحات الإنسان فى الحياة العامة مصدر ألم وشقاء مهما حقق من الطموحات الخاصة، أو يمسى ويصبح حاملا همين...هم الوطن، وهم نفسه وأبنائه وأحبابه.
نحن جيل قليل الحظ فقد سقط من نظرنا كثير ممن كنا نعتبرهم أساتذتنا، ونخشى أن يأتى يوم قريب يلعننا فيه كثير ممن نعتبرهم تلاميذنا!
نحن الجيل الذى بشر بالتغيير السلمى، ويرى الحلم اليوم مهددا، ويرى الأحداث على الأرض توشك أن تتحول إلى عنف لا يبقى ولا يذر.
كان حلما جميلا، ظننا أنه قد تحقق، وظننا أن الأيام قد أنصفتنا، وأنها حين أنصفتنا فقد أنصفت آباءنا وأجدادنا الذين عاشوا وماتوا دون أن يروا هذا الشعب العظيم بهذه الحيوية.
هل أخطأنا حين آمنا بالتغيير السلمى؟
هل كان واجبا علينا أن نستنسخ عشرات التجارب الفاشلة للأجيال السابقة التى حاولت التغيير بالعنف فلم تجن إلا الشوك؟ ولم يجن الوطن إلا مزيدا من الشحذ لآلة الاستبداد ومزيدا من التمكين للأنظمة العسكرية؟
نحن فى مفترق طرق، ولا بد لهذا البلد من نذير عريان، يصرخ بأعلى صوته فى عجائز هذا الوطن أن أفيقوا، واحترموا أنفسكم، وغلوا أيديكم عن الجيل الجديد، وأرخوا قبضتكم عن رقبة الحلم المختنقة بأصابعكم المجرمة.
المشكلة أن قتل الحلم سيسجل باسم جيلنا نحن، فبعد عدة سنوات سيرحل هؤلاء العجزة، ويتركون لنا أحقادهم فى تلاميذنا وأبنائنا، ويصبح المطلوب منا -مرة أخرى- أن نقنع جيلا كاملا بجدوى العمل السلمى، وبترك العنف.
إنها دائرة جهنمية واحدة، ما زال الجميع فيها لقرن كامل، سؤال وحيد لا إجابة عليه كيف يمكن أن نصنع التغيير؟
إجابتى... بالعمل السلمى، ولا إجابة أخرى، ولعن الله كل من أقنع شباب مصر أو دفعهم بشكل خفى إلى فخ العنف، سواء كان هذا الملعون لابسا عمامة أو برنيطة أو بيريه!
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين...
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
سلمية الشباب مرتبطه بمدى تجاوب السلطه وعواجيز المصالح مع حقوفهم ومطالبهم
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بعد الثوره على الرئيس ان يدرك لا استقرار ولا امن ولا نهضه الا بالشباب المصرى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
توزيع الاراضى على شباب مصر هو المفتاح الحقيقى للاستقرار والنهضه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
تمليك شباب مصر حل للفقر والبطاله والعنوسه وازدحام المدن والتخلص من العشوائيات
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الشباب يمثلون 60% من الشعب المصرى بينما هم زيرو % فى اهتمامات الرئيس والدستور
لا تتعجب - هذه هى الحقيقه المطلقه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
60 عاما والشباب المطحون المقهور يعبر بالسلميه وطلب الرحمه - قل لى ماذا اخذ غير التجاهل
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
أرجو أن تدافع عن الإمام الأكبر الدكتور \ يوسف القرضاوى .. فى مقال خاص
عدد الردود 0
بواسطة:
رئيس مصر القادم
طريقة الإخوان فى البناء
عدد الردود 0
بواسطة:
الدكتور مصطفى عبد الدايم بالأمم المتحدة
كارثة تحكم مصر : رئيس يكدب ولا يتجمل ولا يتعلم !
عدد الردود 0
بواسطة:
مريم
لا تخف أستاذي