دعا موقع "دايلى بيست" الإخبارى الأمريكى الرئيس محمد مرسى إلى زيارة القدس "المحتلة" أى إسرائيل، كوسيلة لتحسين صورته الدولية التى اهتزت فى مصر عقب الاحتجاجات الأخيرة التى شهدتها البلاد.
وقال الموقع الإخبارى، شريك مجلة نيوزويك الأمريكية، إنه على الرغم من مشكلات الرئيس محمد مرسى الداخلية مع الدستور، إلا أن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت مؤخرا أن هناك تحسنا فى العلاقات بين إسرائيل وحماس من خلال الوساطة المصرية. فقد تراجع بشدة إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، وقامت الدولة العبرية بتخفيف الحصار على القطاع بالسماح بإدخال مواد البناء إليه وتوسيع منطقة الصيادين الفلسطينيين فى البحر المتوسط، ويستطيع مرسى أن يصلح صورته الدولية المتضررة بعد الاحتجاجات الأخيرة من خلال تعزيز دوره كوسيط مسئول فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى من خلال الاستفادة من وضعه الفريد من نوعه كزعيم إسلامى.
وانطلاقا من روح الرئيس المصرى الأسبق أنور السادات، فإن الطريقة الأكثر فاعلية لمرسى للقيام بهذا الدور هى زيارة القدس، على حد قول التقرير.
وتحدث الموقع فى التقرير الذى كتبه بيتر بينارت، الخبير بمؤسسة أمريكا الجديدة، عن دور مصر فى الوساطة بين حماس وإسرائيل فى الأزمة الأخيرة، وقال إنه برغم العنف فى غزة والضوط الداخلية الهائلة على مرسى لقطع العلاقات مع إسرائيل، إلا أنه رفض إلغاء معاهدة السلام. وعلى العكس من أمريكا والدول الغربية الأخرى التى تصف حماس كمنظمة إرهابية وتحظر الحوار معها، فإن الرئيس مرسى لديه علاقات قوية معها بما يسمح له بممارسة النفوذ عليها. وبرغم تشدد مرسى ضد إسرائيل، إلا أن حكومته قامت بتسهيل اتفاق وقف إطلاق النار بينها وبين حماس، وأظهرت مصر قوتها كوسيط.
غير أن الكاتب يقول إن التهدئة بين حماس وإسرائيل حل مؤقت، فقد توقفت المفاوضات بين الجانبين بعد اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين عضو مراقب فى الجمعية العامة، وقرار إسرائيل توسيع المستوطنات فى الضفة الغربية والقدس الشرقية مما أدى إلى تآكل شعور الثقة المتبادلة بين الطرفين. وهناك حاجة إلى تحريك عملية السلام المحتضرة. وكانت زيارة الرئيس السادات إلى القدس فى عام 1977 عاملا رئيسيا فى تعبئة الرأى العام الإسرائيلى خلف توقيع اتفاق سلام نهائى مع مصر يتطلب الانسحاب من سيناء. ولو سار مرسى على خطوات السادات، فإن يمكن أن يحيى بذلك عملية السلام.
وأكد التقرير أن الآن سيكون الوقت المثالى لمرسى ليسير على خطى شجاعة السادات ويزور إسرائيل. فمع اقتراب الانتخابات فى إسرائيل، تظهر المؤشرات فوزا كبيرا متوقعا لليمين بقيادة بنامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيجدور ليبرمان، وذلك بسبب مخاوف الإسرائيليين من الصواريخ التى تطلق عليهم من غزة والتى تشعرهم بعدم الأمان والعزلة عن الشرق الأوسط المتغير. وبذلك، فإن زيارة من جانب مرسى، وهو قيادى من حزب الإخوان المسلمين وأحد أكثر اللاعبين قوة فى المنطقة، قد تبدد مخاوف الإسرائيليين، وستهدم إلى حد ما الشعور المعادى للسلام فى حكومة نتنياهو. حيث إنه لن يستطيع أن يدعى بعد ذلك أن العالم كله ضد إسرائيل بشكل غير مبرر.
ويبدو أن الكاتب قد بالغ فى تخيلاته، وذهب إلى حد القول أنه لو زار مرسى إسرائيل فإنه من الضرورى أن يزور متحف ياد فاشيم الخاصة بالهولوكوست، وأن يعترف علنا بجرائم المحرقة بالعربية والإنجليزية، مشير إلى أن هذا سيكون توبيخا لاذعا لمنكرى المحرقة وعلى رأسهم الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد.
وتابع الكاتب قائلا إنه سيكون من المهم أن يتحدث مرسى أمام الكنيسيت ويظهر الاحترام لميثاق إسرائيل الديمقراطى مع توضيح دعمه لقيام دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.. فهذه الزيارة ستجبر الرأى العام الإسرائيلى على أن يأخذ فى الاعتبار بشكل حقيقى الصراع الفلسطينى خلال الانتخابات المقبلة بدلا من التركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية الداخلية. ويستطيع مرسى أن يغير حوار الانتخابات الإسرائيلية بأكمله، فى ظل تركيز حملة تسيبى ليفنى على توضيح أهمية حل الدولتين بالنسبة لمستقبل إسرائيل.
وأضاف، لو قام مرسى بزيارة إسرائيل ، فإنه لن يتخلى عن دعمه للشعب الفلسطينى، وستشمل رحلته على الأرجح الصلاة فى المسجد الأقصى، ليؤكد على أن القدس الشرقية ستكون عاصمة للفلسطينيين. ومن الضرورى أيضا أن يلتقى بالرئيس الفلسطينى محمود عباس.
وختم دايلى بيست تقريره بالقول إن الرئيس مرسى لديه قدرة فريدة للتأثير على عملية السلام بسبب خلفيته الدينية والظروف التاريخية التى جعلته يصل للسلطة. وقد قال الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان إن "مرسى يستطيع أن يقدم لإسرائيل السلام مع الشعب المصرى، وسيتبعه العالم المسلم".. والآن هو الوقت المناسب ليستخدم مرسى نفوذه الفريد من خلال زيارة القدس.
دايلى بيست: على مرسى أن يزور القدس وإسرائيل لتحسين صورته الدولية
الأربعاء، 02 يناير 2013 12:45 م