حثت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية فى عددها الصادر اليوم السبت، الإدارة الأمريكية على الاعتراف بأن تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى والفصائل الجهادية التابعة لها تشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة، وأن هناك حاجة لتقديم دعم كامل لإجراء عسكرى للقضاء عليه نهائيا.
وقالت الصحيفة - فى مقال لها على موقعها الإلكترونى - إن احتجاز الرهائن الأمريكيين من قبل المتشددين الإسلاميين الذين شنوا هجوما على حقل غاز فى شرقى الجزائر يوم الأربعاء الماضى، يؤكد على هذه الحقيقة أيضا.
ونوهت بأن تواجد هؤلاء المتشددين ليس فى الجزائر فقط، ولكن فى ليبيا، ويزعم أنهم لعبوا دورا فى الهجمات الدامية على القنصلية الأمريكية فى مدينة (بنغازى) الليبية فى سبتمبر الماضى، كما أحكموا قبضتهم على شمال مالى، وهددوا بالاستيلاء على ما تبقى من البلاد.
واستنكرت الصحيفة تباطؤ إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى تقديم الدعم إلى مهمة فرنسا العسكرية الحالية فى مالى، والذى اعتبرته محير ومثير للقلق.
ورصدت الصحيفة هذا التباطؤ فى موافقة البيت الأبيض الأسبوع الماضى، تقديم المساعدة لفرنسا فى نقل وحدة ميكانيكية ومعداتها من فرنسا إلى مالى بصعوبة، وفى ظل حاجة باريس لدفع نحو20 مليون دولار تكلفة لهذه العملية، لا يزال المسئولون الأمريكيون يتناقشون بشأن مطالب فرنسا بالمراقبة والتزود بالوقود الجوى.
ورأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أنه على الرغم من تصويت إدارة أوباما، لإجراء تدخل عسكرى فى مالى، داعمة قرار مجلس الأمن الدولى الذى منح الإذن بإجراء مهمة عسكرية من قبل قوة من بلدان غرب أفريقيا، إلا أنها أصرت على وجود مخطط غير واقعى لتأجيل التدخل قبل أواخر هذا العام. وزعمت أنه ينبغى أن يسبق التدخل إجراء انتخابات ديمقراطية، وهو ما يبدو مثير للقلق أيضا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولين أمريكيين يزعموا أن هناك مشاكل قانونية ؛ بسبب حظر إرسال المساعدات العسكرية إلى مالى بموجب قانون أمريكى يحظر تقديم أية مساعدات لحكومة أية دولة يتم الإطاحة بحكومتها المنتخبة من خلال انقلاب عسكرى أو بمرسوم.
وأضافت أن احتجاز الرهائن الأمريكيين يجعل من تنظيم القاعدة هدفا قانونيا للقوات الأمريكية وفقا لمبدأ الدفاع عن النفس.. محذرة من وجود مخاوف من أن القوات الفرنسية قد تجد نفسها لا تحارب ضد تنظيم القاعدة فقط ولكن الطوارق أيضا.
وخلصت (واشنطن بوست) إلى أنه بفضل فرنسا، ليس هناك حاجة للتواجد الأمريكى فى مالى، إلا أن الوقت قد حان بالنسبة للإدارة الأمريكية لإدراك أن تنظيم القاعدة يشكل تهديدا مباشرا للأمريكيين، وأن تقديم الدعم الكامل لإجراء عسكرى أمر لابد منه.
"واشنطن بوست" تحث إدارة أوباما الدعم العسكرى للقضاء على "القاعدة"
السبت، 19 يناير 2013 01:13 م