كثيرا ما نسمع مصطلح تضخم القلب ويمثل للكثيرين رعبا ونحن لا ننكر أهمية مثل هذا العرض، والذى يكون عادة نتيجة وليس سببا ولذلك، رأيت أن نتحدث بالمقال الحالى والذى يليه عن هذا العرض الهام، بداية يتكون جدار القلب من أنسجة عضلية تختلط بها أنسجة ليفية، والعديد من الخلايا المتخصصة بالإضافة إلى الأوعية الدموية التى تقوم بتغذيتها بالدم والأوكسجين وناتج عمليات التمثيل الغذائى بالجسم والنسيج العضلى مسئول عن وظائف القلب الانقباضية والانبساطية التى تؤدى إلى ضخ الدم بينما يشكل النسيج الليفى الهيكل اللازم لاحتواء النسيج العضلى ودعمه . ينتج تضخم القلب من زيادة النسيج العضلى والليفى أو من اتساع غرف القلب، إلى وقت ليس بعيدا كان قياس سمك جدران القلب وأبعاده الداخلية غير متاح إلا بعد وفاة المريض عند إجراء التشريح المرضى للقلب، لذلك يشكل استخدام الموجات فوق الصوتية تطوراً هاماً فى طرق التشخيص إذ يمكن عن طريقها قياس سمك جدران القلب واتساع غرفه بدقة متناهية حيث يتراوح سمك جدار البطين الأيسر عند البالغين من٨ إلى ١١ مليمتراً والبطين الأيمن من ٣-٤ مليمترات وسمك الحاجز الذى يفصل بين البطينين من ٨ إلى ١١مليمتراً ويبلغ قطر البطين الأيسر من الداخل أثناء انبساطه من ٤٠ إلى ٥٥ مليمتراً ويقل بمقدار الثلث أثناء الانقباض. باستخدام المعادلات الرياضية وبقياس سمك جدران البطين الأيسر وقطره الداخلى يمكن حساب كتلة البطين الأيسر وهى تختلف فى الرجال عنها فى النساء إذا تبلغ حوالى ١٤٠ جراماً للمتر المربع من سطح الجسم بالنسبة للرجال و١١٠جرامات للمتر المربع بالنسبة للسيدات.
ويزداد سمك جدران القلب مع تقدم السن كما تزداد نسبة النسيج الليفى فى المسنين كل هذا يضخ كمية من الدم تقترب من الخمسة لترات بالدقيقة وتزداد أثناء النشاط العضلى ولكى يتم تشخيص تضخم عضلة القلب لابد أن يخضع المريض أولا للفحص السريرى عن طريق تحسس جدار الصدر الملامس لعضلة القلب خاصة عند موضع قمة نبضة القلب تحت الثدى الأيسر يمكن للطبيب باستخدام يده وأصابعه تشخيص تضخم القلب حيث تزداد قوة نبضة القلب عند القمة وتبعد عن موضعها الطبيعى فتزاح إلى الناحية اليسرى والسفلى وتزداد المساحة التى تشغلها ويضاف إليها ثانيا رسم القلب الكهربى والذى يعد رسم القلب امتداداً إلى الفحص السريرى ومن أهم استخداماته تشخيص تضخم واتساع غرف القلب المختلفة فازدياد النشاط الكهربى الصادر من البطين الأيسر المتضخم يمكن تسجيله فى رسم القلب ولكن هذا الرسم الكهربى تنقصه الحساسية الكافية لتشخيص تضخم القلب ونستطيع أن نلجأ للأشعة العادية للصدر حيث يمكن قياس مدى اتساع ظل القلب خلال الفحص بالأشعة وحساب نسبة قطر القلب إلى قطر الصدر فى الفحوصات الأمامية لإشاعة الصدر وزيادة هذه النسبة عن خمسين فى المائة تعتبر مؤشراً على تضخم القلب، وتعتبر الأشعة السينية مثل رسم القلب الكهربى تنقصها الدقة والحساسية لتشخيص تضخم القلب وهى ذات قدرة محدودة إلا فى حالات الاتساع الكبير لغرف القلب وأخيرا الموجات فوق الصوتية للقلب هى الطريقة المثلى لتشخيص تضخم القلب فهى أكثر الطرق دقة وحساسية فازدياد سمك جدار البطين الأيسر أو الحاجز البطين عن١١ مليمترا يعد تضخماً فى جدار القلب.
وازدياد القطر الداخلى للبطين الأيسر عند انبساطه عن٥٥ مليمترا تمثل حالة مرضية واتساعاً غير عادى فى البطين الأيسر ويستخدم حساب كتلة البطين الأيسر فى الدراسات الميدانية وفى البحوث المعملية الخاصة بدراسة تضخم القلب وتتمثل خطورة تضخم القلب بازدياد حجم وكتلة عضلة القلب تزداد احتياجاتها من الدم والأكسجين عن طريق الشرايين التاجية ولكن نظراً لأن تضخم القلب لا تصاحبه زيادة مطردة ومناسبة فى التغذية بالدورة التاجية تقل كمية الدم عن احتياجات العضلة المتضخمة وينتج عن هذا قصور مزمن فى الدورة التاجية مما يؤدى إلى خلل فى النشاط الكهربى والانقباض العضلى للقلب فيصبح المرضى المصابون بتضخم القلب أكثر عرضة من غيرهم بحدوث الأزمات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب وحدوث الموت المفاجئ .
وإذا كان تضخم عضلة القلب نتيجة زيادة كبيرة فى النسيج الليفى على حساب النسيج العضلى فتفقد العضلة مرونتها ومقدرتها على الانبساط بسهولة ويعد تضخم عضلة القلب أحد الأسباب الرئيسية لفشل وظائف القلب الانبساطية أى مقدرة القلب على الاسترخاء والامتلاء ويحدث نوع خاص من هبوط القلب الانبساطى حيث يشكو المريض من أعراض احتقان الرئتين مثل صعوبة التنفس (النهجان) عند القيام بالمجهود العادى وسرعة الشعور بالتعب وفى الحالات المتقدمة تحتقن أوردة الجسم فيتضخم الكبد وتتورم القدمان والساقان.
عدد الردود 0
بواسطة:
heba ali
معلومات رائعة