أعلن وزير الخارجية محمد كامل عمرو، أن تكلفة الدمار فى سوريا تصل إلى ٥٠ بليون دولار، مشيرا إلى ارتفاع أعداد القتلى والمصابين يوميا، مؤكدا أنه من الصعب التنبؤ بما سيحدث فى سوريا، لكننى أتمنى أن يستجيب النظام للمبادرات، لا تستطيع أن تقف أمام حركة التاريخ، ستكون سورية قطعاً مختلفة عن سوريا الحالية، وكل ما يهم مصر اليوم هو الوصول إلى الوضع النهائى فى أسرع وقت ممكن بدلاً من أن نصل إليه بعد ستة أشهر مع قتلى ومصابين أكثر ودمار أشمل. وعما إذا كان النظام الحالى سيظل معانداً، أو سيفكر فى الاستجابة ويدرك العقل وحركة التاريخ، فهذا متروك لدمشق. ومن هنا أيضاً يترتب على من لهم علاقات قوية بالنظام السورى توضيح الرؤية لأركانه.
أكد وزير الخارجية على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، أنه منذ بداية الأزمة السورية والموقف المصرى ثابت، وكانت هناك ملاحظات على موقفنا وأنه كان ينبغى أن يكون أكثر تقدماً، إنما أثبتت الأحداث وما وصلت إليه الأمور صحة هذا الموقف.
وأضاف أن أهم عنصر من التحرك المصرى هو ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السورى فى الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، وكنا نعتمد على النظرة إلى الحالات الثورية فى المنطقة ونقيس عليها، وهذا لا مراء فيه. أنا شخصياً قلت للمسئولين السوريين فى لقاءات على مستوى جامعة الدول العربية، وذهبت إلى دمشق فى وفد والتقينا الرئيس الأسد، فضلاً عن اتصالات هاتفية مع مساعد الرئيس السورى ووزير الخارجية وكنا نؤكد لهم موقفنا القائل استفيدوا من التجارب حولكم، مما حدث فى تونس ومصر وليبيا، وفى اليمن. توجد حالة جديدة فى بعض دول المنطقة، والمطالب المشروعة للشعوب من الصعب جداً أن يقف أمامها، تيار تاريخى ماض قد تطول الفترة فى الاستجابة لهذه المطالب إنما فى النهاية الشعب هو الذى يحقق مطالبهم كما قال الوزير.
وقال الوزير: "قلنا إن هذه المطالب تبدأ متواضعة ومشروعة، وكلما تأخر تنفيذها تزداد المطالب محددا أربعة عناصر أول عنصر يحكم موقفنا هو ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السورى، كشىء نقف بجانبه 100% من واقع تجربتنا الذاتية فى مصر.
وأضاف أن العنصر الثانى هو أن حل هذه الأزمة يجب أن يتم فى إطار سورى – عربى، ومن التجارب، فإن التدخل الأجنبى من خارج المنطقة تنجم عنه مشاكل أكثر مما ينتج حلولاً، حتى لو نجح فى أن يصل إلى ما يسمى بحل فى المستقبل القريب السريع، ولكن ينجم عنه فى الحقيقة بعد ذلك موقف صعب، العنصر الثالث أن أى حل يجب أن يحافظ على الوحدة السورية الجغرافية والترابط الاجتماعى. سوريا نسيج متعدد الأطراف والتوجهات ويجب الحفاظ على هذا النسيج ويجب أن يشعر كل خيط وعنصر أنه جزء من النسيج السورى الكامل، العنصر الرابع ضرورى وهو أنه يجب أن يكون الانتقال السياسى محكوماً ومنظماً أفضل بكثير من حل مفروض عسكرياً، والأخير لا نضمن نتائجه.
وأكد الوزير: ما قلناه منذ البداية أصبح عناصر ما يوصف بأنه شبه الاتفاق الدولى حول الحل السورى.. وهى الاستجابة لمطالب الشعب، انتقال محكوم للسلطة إلى الديمقراطية بما يحافظ على وحدة الأراضى السورية والنسيج الموحد للشعب، والجميع يتفق الآن على أن من الأفضل الانتقال السياسى السلمى. وهذه عبارة قد تراها غريبة فى ضوء ما يحصل، لكن لا نريد البكاء على اللبن المسكوب، ونلجأ إلى التعلل بـ «لو» كنا فعلنا قبل شهور ما الذى كان يمكن أن نصل إليه أو تفاديناه. وأشير إلى أكثر من 60 ألف قتيل وعشرات آلاف المصابين وملايين النازحين واللاجئين وكلفة دمار يقدره البعض بنحو 50 بليون دولار، نحن الآن نتحدث عن وضع على الأرض، والمبادئ التى طرحتها مصر منذ البداية لا تزال صالحة للحل.
"الخارجية": تكلفة الدمار فى سوريا تصل ٥٠ بليون دولار
السبت، 19 يناير 2013 06:19 م
وزير الخارجية محمد كامل عمرو