هكذا كانت الجملة المنتشرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر قبل ذلك التاريخ.. وجاء يوم 25 يناير، وخرجنا مجموعات لا تتعدى المئات ننادى بالتغيير.. لم يكن حلمنا وقتها عزل الرئيس، وإنما كنا ننادى عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. تلك المطالب المشروعة التى كانت تنبض فى قلب كل مصرى، من خرج للميدان، وحتى من لم يخرج.
ثم جاء يوم 28 يناير، وبدأ القمع والقتل لشباب مصر، فخرج الشيوخ والأمهات والرجال والنساء.. خرج الجميع ينادى بالحرية ويطالب بإسقاط نظام فاسد.. وتصاعدت سقف المطالب، وأصبحنا لا نرضى بغير إسقاط هذا النظام بديلا.
أنا لا أكتب الآن تاريخا لأحداث الثورة... فالكل يعلمها... إنما أكتب بعد مرور عامين من الألم والأمل معا... من النضال للحق... من تحول وجهات نظر الآخرين فينا ونحن ثابتون على مبادئنا.
فتارة نكون أبطال ثورة، وتارة نكون مخربين للبلد... تارة نكون مدافعين عن الحق، وتارة نكون معطلين لعجلة الإنتاج والاستقرار.
الأمر الذى أثق فيه... إننى مع كل تغيير الآراء، لم أتغير... لم أدع شخصا أو حزبا أو فصيل أيا كان يختار لى... لم أقاطع أى استفتاء أو انتخابات... ودوما كنت أقول رأيى سواء كان من حولى مؤيد أم معارض.
الآن وبعد مرور عامين على الثورة.... أنظر وأقيم ما مضى... أستمع لنشرة الأخبار التى لم تتغير... أرى الأحداث المتكررة التى منها ما فاق ما كان أيام النظام السابق.
أنا انتخبت دكتور محمد مرسى فى جولة الإعادة، لأننى رأيت وقتها أنه الأصلح، وعلى جثتى أن يحكم مصر شخص ينتمى للنظام السابق.... هكذا ظننت وقتها.. الآن تقييمى وبمنتهى البساطة عن نتائج الثورة: أننا قمنا بالثورة، وناضلنا وسالت دماء شباب مصر من أجل أن نقوم بتغيير اسم رئيس الجمهورية من محمد حسنى مبارك إلى محمد مرسى العياط.... عدا ذلك لم يتغير أى شىء ومازلت أتمسك بالصبر ... والأمل..
