قال محللون إنه سيتعين على الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، أن يجدا وسيلة للاتفاق فى حال إعادة انتخاب نتانياهو رئيسا للوزراء ليتمكنا من مواجهة التهديدات مثل إيران، معا.
والعلاقات بين الرجلين فاترة. ولم يخصص أوباما وقتا للاجتماع مع نتانياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى.
ولم يحاول نتانياهو إخفاء حقيقة دعمه لمنافس أوباما الجمهورى ميت رومنى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى جرت فى نوفمبر الماضى.
وتوترت العلاقات مجددا هذا الأسبوع بعد أن كتب الصحفى الأمريكى المعروف جيفرى جولدبرج أخيرا مقالا نقل فيه تصريحات لأوباما مفادها أن "إسرائيل لا تعرف ما هى مصلحتها".
ورد نتانياهو على هذه التصريحات الأربعاء الماضى قائلا "أعتقد أن كل العالم يعرف أن المواطنين الإسرائيليين يقررون وحدهم من سيمثل بصدق المصالح الحيوية لدولة إسرائيل"، إلا أن المحللين يرون أن هذا الموقف جزء من حملة نتانياهو الانتخابية التى يريد أن يصور نفسه فيها محليا كالقائد القوى الذى يستطيع الدفاع عن إسرائيل حتى ضد أقرب حلفائها الولايات المتحدة قبل إجراء الانتخابات الثلاثاء.
وأكد المحللون أيضا أنه ومن سخرية القدر، لم تكن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية على المستوى المؤسساتى يوما فى حال أفضل مما هى عليه الآن.
وقال ارون ديفيد ميلر نائب رئيس مركز ويلسون للأبحاث "إنه أمر غير عادى إطلاقا إنه ليس هناك ما يسبب انقساما بين إسرائيل والولايات المتحدة غير ذلك، نظرا لتنوع الأدوار والالتزامات والرؤى العالمية".
وأضاف أن "هذا الخلل فى العلاقة يأتى لأن هناك من جهة العلاقة الأكثر اختلالا بين رئيس وزراء إسرائيلى ورئيس أمريكى شهدتها، العلاقة بحد ذاتها.. ومن جهة أخرى الدعم العام الأمريكى والتعاون العسكرى والمساعدة الأمنية وتشارك المعلومات الاستخباراتية وكل جوانب العلاقة تجرى جيدا".
ويوافق دانيال كيرتزر السفير الأمريكى السابق فى إسرائيل وخبير الشرق الأوسط فى جامعة برينستون على ذلك قائلا إن "عام 2012 كان عام إصلاح العلاقة الشخصية" مشددا على "بعض الانجازات الحقيقية".
وأشار كيرتزر إلى تكنولوجيا القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ التى تم نشرها فى نوفمبر الماضى لاعتراض الصواريخ التى تطلقها حركة حماس على جنوب إسرائيل ومعارضة الولايات المتحدة الكبيرة للمسعى الفلسطينى للحصول على وضع دولة مراقب فى الأمم المتحدة.
وحتى ظهور نتانياهو الغاضب مع رسم للقنبلة لحث أمريكا على تحديد خط أحمر واضح أمام البرنامج النووى الإيرانى اعتبره المحللون عرضا لجذب مزيد من الناخبين. فقد عاد إلى بلده بعدما عزز صورته كمدافع عن الأمن القومى.
وستكون إيران واحدا من أكبر تحديات السياسة الخارجية فى 2013 حتى تتجاهل طهران الدعوات الدولية لوقف إنتاج اليورانيوم.
وحاول أوباما إرسال إشارات قوية إلى إسرائيل بتكراره طوال العام الماضى أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة وأنه سيكون هنالك سياسة احتواء إن حصلت إيران على قنبلة نووية.
وقالت تمارا كوفمان ويتس مديرة مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط فى معهد بروكينجز "كان هناك موقف واضح حول السياسة الأمريكية فى الموضوع أكثر من ذى قبل وأعتقد أن هذا قام بتغيير حسابات الإسرائيليين بشكل ملحوظ".
وأشارت ويتس إلى أن تهديد إسرائيل بشن ضربة عسكرية أحادية الجانب ضد المنشآت النووية الإيرانية خفت العام الماضى بسبب موقف أوباما "البالغ الوضوح" والعقوبات المشددة على طهران.
وقد يؤدى خيار أوباما لشخصيات فريق الأمن القومى الجديد الخاص به مع السناتور جون كيرى الذى سيتولى منصب وزير الخارجية، بينما تم ترشيح السناتور المتقاعد تشاك هاجل لتولى حقيبة الدفاع، إلى دفع كل من إسرائيل وإيران للتوقف والتفكير.
أوباما ونتانياهو مضطران لتجاوز خلافاتهما لمواجهة التهديدات
السبت، 19 يناير 2013 04:53 م