استمعت لخطبة الجمعة الماضية.. والتى ألقاها العالم السعودى الجليل الشيخ محمد العريفى من مسجد عمرو بن العاص بمدينة القاهرة.. والتى شرح ووضح فيها بالأدلة والبراهين، مستعيناً بالله تعالى وبكتابه الكريم وسنة رسولنا ونبينا وخاتم المرسلين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ومستشهداً بالأحاديث النبوية الشريفة والسيرة العطرة لصحابة رسول الله "ص".. ومسترشداً بأقوال ومواقف علماء الإسلام والمسلمين الأجلاء فى كل بقاع الأرض، وضح الشيخ الفاضل الجليل محمد العريفى "حفظه الله" مدى مكانة وحضارة وعظمة مصر وشعبها وإسلامها، مصر التى كرمها المولى عز وجل بكتابه الكريم، مصر مهد الأنبياء والرسالات السماوية، مصر الكرم والكرامة والسماحة، مصر أرض الأنبياء والصحابة، مصر منارة العلم والعلماء، مصر واحة الإسلام والمسلمين، مصر التى انطلقت منها الحضارة، وانتشر منها الإسلام إلى كل بقاع الأرض والدنيا! ثم تحدث الشيخ الجليل محمد العريفى عن هوية شعب وأبناء مصر.
وأكد على مدى وحدة وترابط وكرم وأصالة ورقى شعب مصر، مسلمين وأقباطا، منذ الخليقة وعلى مر الزمان والعصور.. وحملت خطبة العالم الجليل الشيخ العريفى رسالة قاسية ومؤلمة لمن مازال الدم يجرى فى عروقه.. رسالة لمن يعى أو يفهم من بعض شيوخ التكفير الذين خرجوا علينا مؤخراً ليبثوا سمومهم وينتقموا من مصر، ومن شعبها مسلمين وأقباطا! وينشروا الفتنة الطائفية والفرقة والبغضاء بين أبناء هذا الشعب العظيم.. ويلوثوا ويمزقوا النسيج الوطنى المصرى.. ويقسّموا ويفرقوا أبناء الشعب الواحد.. ويقسّموا هذا الشعب الحر الأصيل إلى فصائل وتيارات وقوى سياسية ودينية.. بمسميات شاذة وغريبة ما أنزل الله بها من سلطان مثل .. "علمانى / ليبرالى / إسلامى .. الخ".. أسماء ومسميات لم تكن موجودة من قبل فى القاموس الوطنى الإسلامى المصرى.
وحتى قبل أن نرى هذه الوجوه.. ونستمع لهذه الألسنة الحادة.. التى وبالقطع تفرق ولا تجمع.. وتشتت ولا توحد.. وتخرّب ولا تبنى !!.. أخيراً وليس آخراً.. أقول "ليت شيوخ الفتنة .. يتعلمون شيئاً واحداً صحيحاً من علماء الإسلام والمسلمين الأفاضل الأجلاء من أمثال الشيخ الجليل محمد العريفى "بارك الله فيه ".. ليتهم يدرسون من جديد تعاليم ومفاهيم وسماحة وعظمة الدين الإسلامى والشريعة الإسلامية! .. ليتهم يدركون معنى ومفهوم الانتماء وحب وعشق الوطن وأبنائه".
ليتهم يتعلمون شيئاً عن الإسلام الحقيقى بدلاً من المزايدة بالإسلام والمتاجرة بالمسلمين لتحقيق أهداف ومطامع سياسية ودنيوية.. وليتهم أخيراً يتوارون خجلاً . بعيداً عن مصر وأرضها وشعبها.. غير مأسوف عليهم.. بعد أن شاهدوا معنا.. وعلموا أن كل شيوخ وعلماء الإسلام والمسلمين الأجلاء، والذين لا يحملون الجنسية المصرية، أثبتوا بما لا يدع مجالاً لأى شك أنهم أكثر إسلاماً وحباً وإخلاصاً ووفاءً لمصر وترابها وأرضها وشعبها.
محمود حماد الكومى يكتب: ليتهم يتعلمون من الشيخ العريفى
الجمعة، 18 يناير 2013 05:25 م