انتفضت الملايين، ملأت الآلاف الميادين، هب الشعب يدا واحدة يطالبون بالتغيير والإصلاح، يقاومون الظلم والفساد والاستبداد يواجهون القمع والتسلط ويطالبون بالكرامة والعدل والحرية.
الآن قامت الثورة وتخلى رئيس الدولة عن السلطة رضوخا لرغبة الشعب وإيثارا لسلامة الوطن، الآن الشعب يملك إرادته ويملك قراره وحريته لكنها إرادة الإصلاح وقرار التصحيح وحرية المسئولية الوطنية هى التى تحرك كل مواطن مصرى ثائرا أو غير ثائرالجميع الآن عادوا لقاعدة الجماهير الغفيرة، التى كان أول قرار لها هو التوحد والتصالح بين جميع فئات الشعب والتآلف بين جميع طبقاته التى أدركت قوتها حال التوحد.
قرر جميع الثوار أن الثورة الآن ملك كل الشعب وكل مواطن له الحق أن يقرر ما يريد، الآن لا مجال للتخوين أو الإقصاء لأى فصيل أو فريق أيا كان والفيصل الحاكم بين جميع المواطنين هو سيادة وإعلاء دولة القانون فكل من هو مدان يحاسب وكل من هو برىء هو مواطن فى المجتمع له كافة الحقوق وعليه كافة الواجبات دون فتيش فى النوايا أو تشويه أو إهانة لأحد، فالثورة تحتاج لأيدى جميع أبنائها ليعملوا ويجتهدوا ويبرهنوا على ولائهم للوطن..
الآن لا وقت نضيعه فى الكلام شمر الجميع عن سواعدهم وانتشرت فى ربوع مصرشبابها يعيدون بناء نهضتها بسواعد أبنائها، قرر جميع المصريين تبنى مشاريع قومية بالجهود الذاتية وبدأت جميع منظمات المجتمع المدنى القيام بدورها فى تهيئة الظروف وتوعية الناس وتنظيم التبرع لتلك المشروعات العملاقة التى اختارها المصريون يتقدمها مدينتان للعلوم فى القاهرة وسيناء ومشروع جامعة أهلية فى كل محافظة ومشروع تطويرالعشوائيات وممر التنمية، كل ذلك بدأ بالفعل تعبئة المجتمع له وقرر كل مصرى التخلى عن كل ما فيه رفاهية حتى الأعلام التى كانوا يرفعونها قرروا التصدق بأثمانها لصالح مشاريع الوطن.
بدأ الشباب بطاقتهم المتجددة يمرون فى كل مدينة ونجع يشجعون الناس على التبرع لاستكمال تلك المشاريع، لوضع أساساتها قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية يستوعب اختيار الشعب لخيار العلم والكرامة الإنسانية ويضع برنامجا لرعاية حقوق وإنجازات ذلك الشعب الأبى، ويضع العلم والتصنيع والزراعة أولوية وطنية، ولأن الفترة الانتقالية قصيرة جدا لا تتجاوز الستة أشهر الجميع منهمك فى البدء فى كل المشاريع تماما كما لجنة تعديل المواد الدستورية منهمكة فى تعديل صلاحيات ومدد حكم ونظام انتخاب رئيس الجمهورية للاستفتاء عليها ليكون لدينا دستور مؤقت لمدة خمس سنوات يكون نظام وتوجه الدولة بعد الثورة قد ظهرت معالمه خلاله وأصبح الشعب أكثر وعيا بأولوياته الدستورية فى الدستور المقبل، كما تقف الحكومة الانتقالية على قدم وساق للتحضير للانتخابات التشريعية ويقدم كل مرشحى البرلمان أنفسهم للشعب من خلال مدى رعايتهم ودأبهم على خدمة مشروعات الشعب القومية وتقديمهم الجهد والدعم المادى كل بحسب قناعته وحماسه لمشروع أكثر من غيره، الشباب لا ينتظرون دعوة من أحد لقيام كل منهم فى حيه ومنطقته بتجميلها وتنظيفها، الجميع يفعلون ذلك اختيارا لحين وجود مؤسسات منتخبة من قبل الشعب تحقق تطلعاته وهم لا يعولون على من يحكمهم فى الفترة الانتقالية سوى بعمل انتخابات نزيهة وتسليم البلاد لممثلين منتخبين ثم العودة لسابق عهدهم فى تأمين وحماية الوطن.
الآن بعد ستة أشهر لدينا دستور مؤقت ورئيس منتخب ونواب للشعب ومشروعات قومية على الأرض تتحقق يوما تلو الآخر، جميع المواطنين يعملون يجتهدون يحتفلون ويمرحون، لا تكاد تميز بين انتماءات أى منهم حزبيا أو دينيا سوى بزيهم وعبادتهم، إما فى الإخلاص للوطن والإحسان للآخر فالجميع سواء، الجميع ملتحمون متحابون متعاونون يحترمون بعضهم البعض ويعذر كل منهم الآخر ويكمل ما يتمناه جميع المصريين.
استيقظت فجأة من طوفان أحلامى نظرت حولى فانحدرت دموعى وعصرت قلبى أحزانى على أحلام تاهت من أيامى وأصبحت مجرد ذكرى لأوهامى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ali
مقال رائع