نحن والشعب نعرف ومتأكدون أن النظام السابق كان فاشلا وفاسدا ومهلكا وعاجزا وظالما. وأنه المسؤول الأول والأخير عن إهدار المال العام، وتهالك البنية الأساسية، وانقلاب القطارات وغرق العبارات، وانهيار العمارات. ونعرف أن نظام مبارك أفسد الحياة السياسية، وشوه الحياة الاجتماعية، ودمر البنية التحتية.
وطالما نعرف هذا، والنظام يعرف هذا والرئيس والحكومة يعلمون، يفترض على أى نظام سياسى- حالى أو قادم- أن يبتعد ويتحاشى تكرار ما كان يفعله النظام السابق. وأن يعيد بناء نظام أكثر عدالة وديمقراطية، يسمح بتداول السلطة، ويغلق الأبواب التى يدخل منها الفساد.
لكننا فى الواقع، نرى اتهامات وهجمات على النظام السابق، مع خطوات تكرر ما كان يفعله فى السياسة والاقتصاد والمناصب. فقد كان الحزب الوطنى يستعين بأهل الثقة، ويستبعد أهل الخبرة، وهو ما يفعله نظام الرئيس مرسى وجماعة الإخوان حتى الآن، حيث تنشغل الجماعة بالتمكين، والسيطرة على مفاصل الدولة أكثر مما تنشغل بالدولة. ويتم وضع وزراء ومحافظين كل خبراتهم أنهم من كوادر الجماعة، حتى لو كانوا غير كفء للمسؤولية.
كانت وزارة الإعلام أيام مبارك تعمل لخدمة الحزب الوطنى ورئيسه وقياداته، وها هو الإعلام المصرى يفعل نفس الشىء، ويكرر صلاح عبد المقصود ما كان يفعله أنس الفقى. وكان الحزب الوطنى يحاصر الإعلام ويتهمه بالتجاوز والمبالغة، ونفس ما يفعله النظام فى عهد الرئيس مرسى، حيث يتهم الإعلام بالمبالغة.
كان نظام مبارك يصر على التمكن من كل المناصب، ويجمع التنفيذى والتشريعى، وهاهى جماعة الإخوان مع مرسى تفعل نفس الشىء.
كان الحزب الوطنى يخلط بين الحزب الوطنى والدولة والحكومة، ويرفض الانصياع للقانون، ويستغل الإمكانات الحكومية فى دعم مرشحيه فى الانتخابات، وهاهى جماعة الإخوان تتجاوز الحزب الوطنى فى الخلط، فبعد أن أصبح للإخوان حزبا لاتزال الجماعة ترفض تقنين أوضاعها، ونرى الخلط بين الجماعة والحزب والتشريعى والتنفيذى.
أيضا كان الحزب الوطنى يتلاعب فى التشريعات والدستور لصالح مبارك وأعضاء الحزب الحاكم، وسمح بأن يترشح أعضاء الوطنى كمستقلين، وبعد فوزهم ينضمون للحزب «على مبادئ الحزب الوطنى»، وطالبت المعارضة ومنها الإخوان بمنع هذه الحيل، لكننا وجدنا أنهم ألغوا اقتراحات بفصل العضو الذى يترشح وينتقل بين الأحزاب ليكرروا ماكان يفعله الحزب الوطنى ونظام مبارك. الذين كانوا يسعون لاحتكار أغلبية مقاعد مجلسى الشعب والشورى، بل ووصلوا لاحتكار كل المقاعد تقريبا فى آخر انتخابات، وهانحن نرى الجماعة تسعى للاحتكار.
كان الحزب الوطنى يدعو المعارضة لحوار وطنى، ينتهى بحوار من طرف واحد، يتجاهل فيه المطالب ويفعل ما يشاء، كما كان يحرص على إضعاف المعارضة. وهو نفس مانراه الآن من الجماعة وحزبها، حيث يدعون لحوار لايلتزمون به فى شىء.
هم يفعلون ما كان يفعله الحزب الوطنى، خطوة للأمام، وعشر خطوات للخلف، خطوة للإخوان، وخطوات للحزب الوطنى. ولا يمكن انتظار نتائج تختلف عن نتائج نظام مبارك.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
عزيزى مكين - طائر النهضه عندنا مخستك حبتين - نلاقى عندكم نتايه جاهزه للنهضه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الى جبهة الانقاذ - على كل واحد نازل الميدان ان يقنع كنبه تنزل معاه - هو ده الحل الامثل
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
زياد عبد الرحمن
حقيقة متوقعة