كشفت دراسة علمية حديثة نشرت بدورية "Practical Neurology"، وذلك على الموقع الإلكترونى للدورية فى الرابع عشر من شهر يناير الجارى عن معلومات جديدة ومثيرة بشأن تناول كميات كبيرة من الألبان ودورها فى زيادة نبوغ الإنسان وتفوقه، وأشارت الدراسة إلى أن الشعوب الأكثر تناولاً للألبان ومنتجاتها المختلفة هى الأكثر حظاً فى الفوز بجوائز نوبل مقارنة بالشعوب التى تتناول كميات صغيرة من الألبان.
القصة بدأت من خلال أحد الدراسات العلمية الحديثة التى نشرت فى العام الماضى بدورية "New England Journal of Medicine"، وقد ربطت بين استهلاك الشعوب لكميات كبيرة من الشيكولاته، وبين حصولها على العدد الأكبر من جوائز نوبل، نظراً لاحتواء الشيكولاته على كميات كبيرة من مجموعة الفلافونيد ودورها فى تعزيز القدرات العقلية ؛؛ ومن هنا طرح العلماء تساؤلاً هاماً: هل يمكن أن يكون اللبن، والذى يتم مزجه فى معظم أنواع الشيكولاته، هو المسئول عن تطوير المخ وإطلاق وتعزيز قدراته والمساهمة فى نبوغ الإنسان وتفوقه وحصوله على جوائز نوبل.
ومن هنا قام الباحثون بمراجعة قاعد البيانات الخاصة بمنظمة الغذاء والزراعة وبحثوا مدى استهلاك الشعوب للألبان فى 22 دولة، وبالفعل وجد العلماء علاقة وطيدة بين تناول اللبن وبين زيادة معدلات الذكاء وأثر ذلك على زيادة حظوظ الفوز بجائزة نوبل.
وكانت السويد المثال الأفضل لتطبيق هذه النظرية، حيث تعتبر الدولة الأولى فى الفوز بنوبل وحصلت على 33 جائزة دفعة واحدة، وكشفت البيانات بالفعل ارتفاع متوسط استهلاك الفرد الواحد فيها للألبان والذى بلغ 340 كجم سنوياً، وهى من أكبر كميات الألبان التى يتم تناولها فى العالم كله، ولكن قد يشكك البعض فى هذه النتائج نظراً لما يثار حول انحياز اللجنة المانحة للجائزة والتى تتخذ من السويد مقراً لها، إلا أن دولة سويسرا بددت هذه الشكوك والمخاوف تماماً، حيث تعد الدولة الثانية الاكثر حظاً فى الفوز بنوبل بمعدل 32 جائزة، وبالفعل هناك ارتفاع كبير فى معدل استهلاك الفرد فيها للألبان والذى يصل إلى 300 كجم سنوياً.
وأكدت جمهورية الصين الشعبية أيضاً صحة هذه النتائج، حيث تعد أقل دولة بين الخاضعين للدراسة حصولاً على جائزة نوبل، وبالفعل فمعدل استهلاك شعبها للألبان قليل للغاية وهو الأقل مقارنة بالشعوب التى تفوقها فى الحصول على جائزة نوبل، وبلغ المتوسط السنوى لتناول الألبان فيها حوالى 25 كجم فقط للفرد الواحد، وكانت فنلندا هى الدولة الوحيدة التى خرقت هذه القاعدة، فعلى الرغم من ارتفاع متوسط استهلاك الموطن فيها للألبان بمعدل 350 كجم سنوياً إلا أنها حصدت عددا صغيرا جداً من جوائز نوبل.
وفسر الباحثون هذه النتائج، مشيرين إلى أن السبب فى ذلك قد يرجع إلى احتواء اللبن على مستويات عالية من فيتامين "د"، والذى يعرف عنه دوره فى تعزيز القدرات الدماغية للإنسان ورفع كفاءة قواه العقلية وبالتالى يساهم فى نبوغ الإنسان وخصوصاً عندما يبدأ تناول الألبان بكميات كبيرة فى سن صغيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة