قائد ومؤسس كتيبة "الموقعون بالدم" التى هجمت أمس الأربعاء على منشآت لإنتاج الغاز جنوب الجزائر، فقتلت اثنين وخطفت 41 أجنبياً معظمهم من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واليابان، هو الجزائرى "الأعور" مختار بلمختار، أو "مستر مارلبورو" كما يلقبونه أيضاً، لأنه امتهن تهريب السجائر ليتزود بالمال والسلاح، وربما قام بالخطف أمس ليحصل على فديات يتزود من مالها بالسلاح.
حقيبة بلمختار مملوءة بأعمال متنوعة من العنف الإرهابى منذ كان مراهقاً، لذلك حكموا عليه غيابياً بالإعدام فى الجزائر.
وولد بلمختار قبل 40 سنة بمدينة غرداية البعيدة فى شمال الصحراء الجزائرية (600 كيلومتر عن العاصمة). أما لقب "الأعور" الذى يكتبه الجزائريون "بلعوار" بعاميتهم، فليس الأحب إليه، كلقب "مستر مارلبورو" تماماً، فهو يكره اللقبين، والسبب فى لقب "الأعور" أنه حين التحق بحركة طالبان فى 1991 بأفغانستان، وكان عمره 19 سنة، انفجرت به عبوة كان يتدرب على التعامل معها فى معسكر "جهاد وال" الشهير، فتطايرت شظية منها إلى عينه وأصبح شبيهاً بالملا محمد عمر، الزعيم الروحى لطالبان، مع فارق أن الملا فقد عينه اليمنى وبلمختار خسر نظره فى اليسرى. أما اللقب المفضل لبلمختار فهو "أبو العباس خالد" وحمله بعد عودته من أفغانستان، حيث أقام 15 شهراً، تدرب خلالها فى معسكر "خلدن" على ما يرغب ويحتاج، ثم "تخرج" بعد تدريب مكثف خضع له فى معسكرات لطالبان بجلال آباد، وهناك أطل عليه جديد طرأ فى 1992 بالجزائر، وحمله سريعاً للعودة، وكان الجديد قيام الجيش الجزائرى بإلغاء نتيجة انتخابات جرت فى 1991 وحققت فيها "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" فوزها المشهود، وبإلغائها اشتعلت حرب "العشرية السوداء" بين النظام والحركات الإسلامية التى تكاتفت لقتاله 10 سنوات دامية، وفيها اشتهر "مستر مارلبورو" كمزود أكبر للإسلاميين بالسلاح من مقره القريب ذلك الوقت من الحدود مع النيجر، حيث جنوب الجزائر، ناشطاً بتهريب السجائر مع تنظيم "القاعدة" ومقره ذلك الوقت فى السودان، حيث كان بن لادن يقيم.
ثعلب الصحراء ينصب الكمائن.. وهناك من يلقب بلمختار بـ"ثعلب الصحراء"، ففيها عاش ووسع نشاطه وعملياته طوال حرب "العشرية السوداء" ليمول المعارضة الإسلامية بمال كان يجنيه من التهريب، وترقى مع الزمن بعد نهاية القتال الداخلى فى 2002 ليصبح أميراً لفرع "القاعدة" الصحراوى بعد مقتل سلفه أبو عبدالرحمن أمين، فشارك بهجمات وعمليات خطف ذاع صيتها دولياً.
إحدى عملياته كانت هجمة على ثكنة "لمغيطى" فى 2005 بموريتانيا، فقتل 15 جندياً وجرح 17 آخرين. كما نصب كميناً ضد قوات مكافحة الإرهاب النيجيرية فأردى به قتلى وجرحى، وآخر نصبه فى صحراء الجزائر حصد 13 موظفاً بجماركها. ثم اتهموه بأنه كان وراء مقتل 4 سياح فرنسيين فى 2007 بموريتانيا، وبخطف دبلوماسيين كنديين كانا يعملان فى 2008 بالأمم المتحدة، وغيرها الكثير، لذلك ففى حقيبته 3 أحكام غيابية صدرت بحقه غيابياً، وجميعها من محاكم الجزائر.
أول الأحكام صدر عن محكمة "إيليزي" التى أدانته فى 2004 بالمؤبد، لتشكيله تجمعاً إرهابياً وارتكابه أعمال سطو وحيازته واستخدامه أسلحة غير مشروعة. وبعدها فى 2007 جاءه حكم بالسجن 20 سنة من محكمة جنائية فى العاصمة، لخطفه أجانب وتهريبه ومتاجرته بالأسلحة غير المشروعة أيضاً. ثم أدانوه فى 2008 بأقصى العقوبات، وهو الإعدام، لقتله موظفى الجمرك الجزائريين بالكمين الشهير.
أزاحوه من "القاعدة" فأطل من خندق إرهابى آخر.. وفى ديسمبر الماضى عرف هرم تنظيم "القاعدة" فى دول المغرب الإسلامى بزعامة عبد المالك درودكال، الذى دخل فى خلاف حاد مع بلمختار، تغييرات أدت إلى إزاحة الأخير عن زعامة "كتيبة الملثمين" التى كان يقودها فى شمال مالى، ولم تتأكد "العربية.نت" من أسباب ذلك الخلاف، الذى ما زال غامضاً.
ولأن "مستر مارلبورو" أراد أن يثبت أنه مستمر بزعامته على ما كان فيه قبل أن يزيحه درودكال، فقد أطل من خندق آخر وأسس كتيبة "الموقعون بالدم" التى تهدف إلى "المساعدة على تعزيز حكم الشريعة فى شمال مالى" بحسب ما ورد فى بيانها الأول.
ولم يجد بلمختار وسيلة لتزويد كتيبته الجديدة بالمال والسلاح إلا بما اعتاد عليه فى الماضى، وهو التهريب والخطف مقابل المال، لذلك خطف الأجانب أمس الأربعاء، وأيضاً "انتقاماً من الجزائر التى فتحت أجواءها أمام الطيران الفرنسى" كما قال متحدث باسم "الموقعون بالدم" التى لا نعرف لماذا اختار "بلعوار" لها هذا الاسم.
الجزائرى "مستر مارلبورو الأعور" يخطف الأجانب ليتزود بالسلاح
الخميس، 17 يناير 2013 12:27 م