يحيا معظم ذوى الإعاقة فى مصر فى ظل ظروف قاسية ومهينة جداً لحرمانهم من أبسط الحقوق التى تشعرهم بإنسانيتهم، رغم ما يمتلكون من طاقات وقدرات تؤهلهم لأن يكونوا فاعلين ومنتجين- إذا أتيحت لهم الفرص التى تتناسب وطبيعة ظروفهم- وهذا بخلاف معاقى الدول المتقدمة الذين تتوفر لهم كل سبل الراحة والأمان ومنها:
- توفير مساكن آدمية، وفرص عمل برواتب مجزية تساعدهم على العيش بكرامة وعزة، فضلاً عن تأهيل الطرق ووسائل المواصلات وخفض سعر المكالمات الهاتفية للتسهيل عليهم لشدة احتياجهم لوسائل الاتصالات كى يتمكنوا من إدارة حياتهم بشكل طبيعى، إلى جانب الدور الرائع الذى يلعبه الإعلام هناك لتثقيف وتوعية الشعوب بكيفية التعامل مع ذوى الإعاقة وتقديرهم لأنهم حقاً يستحقون التقدير.
العجيب أن نسبة المعاقين فى مصر تقدر بحوالى 8% من إجمالى عدد السكان- وربما أصبحت أكثر من ذلك بعد ثورة 25 يناير- ومع ذلك لا يوجد لهم وزير فى الحكومة ولم يخصَّص لهم أى مقعد فى كل البرلمانات السابقة لعرض مطالبهم ومساعدتهم فى حل المشكلات التى تواجههم وتؤرقهم.
إضافة إلى حرمانهم على مدار العقود الماضية من لقاء قيادات الدولة مقارنة بباقى فئات المجتمع من الفنانين ولاعبى الكرة والإعلاميين والمعلمين والعمال وغيرهم من أصحاب الحظوة المرضى عنهم!!..
يكفى ذوى الإعاقة ما يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية بسبب إعاقاتهم، فبدلاً من ظلمهم وقهرهم وظلمهم وحرمانهم من حقوقهم التى تشعرهم بآدميتهم، يجب مساندتهم ومساعدتهم كى يتمكنوا من الصبر على ما يعانون!..
أتمنى أن يأتى على مصر يوم يشعر فيه كل صاحب إعاقة بأنه إنسان سوى، شأنه فى ذلك شأن كل أفراد المجتمع بل أفضل لأن الله أنعم عليه ببلاء إذا احتسب وصبر عليه سيدخله برحمته الجنة!..
وهذا لا يمكن تحقيقه إلا إذا قامت الدولة بمختلف مؤسساتها بإنقاذ وتصحيح أوضاع ذوى الإعاقة لتلبية رغباتهم، لأن أحوالهم داخل بلدهم يرثى لها.. فهم يعانون الظلم والقهر منذ أمد بعيد، فلم تقف بجوارهم أى حكومة على مدار التاريخ لتحقق لهم ولو جزءا يسيرا مما يتمنون، وتعينهم على العيش بكرامة وعزة وتكفيهم شر الفقر والحاجة، بل كان تجاهلهم وإهمالهم وتنحيتهم جانباً باعتبارهم مواطنين من الدرجة العاشرة هو منهج كل الأنظمة والحكومات المتعاقبة فى التعامل معهم!!..
ولهذا ينبغى الالتفات إلى هذه الفئة المهمشة للعمل على حل مشكلاتها المتمثلة فى الرواتب الضئيلة المهينة التى تدفعها بعض الشركات والمصانع للعاملين منهم رغم تخفيف الضرائب المفروضة على هذه الجهات نظير ذلك!!
مشكلة السكن عند ذوى الإعاقة أيضاً من المشكلات الخطيرة خاصة مع الارتفاع الجنونى فى الأسعار والإيجار!!.
ذوو الإعاقة أيضاً محرومون من التمثيل البرلمانى رغم كثرة عددهم، ولذلك من المنطقى جداً تخصيص أكثر من مقعد لهم فى مجلس الشعب للتعبير عن قضاياهم ومشكلاتهم بدقة ووضوح.
على كل قطاعات الدولة وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى المساهمة فى تمكين وتأهيل هؤلاء لاقتحام سوق العمل خاصة وأن التكنولوجيا أصبحت متاحة ومجهزة لهم بشكل يسير جداً مما يسهل عليهم القيام بالكثير من الأعمال التى كانت شاقة ومرهقة بل ومستحيلة فى السابق.
المجتمع أيضاً يجب أن يغير وجهة نظره السطحية تجاه ذوى الإعاقة ويتعامل معهم برحمة ورقى ولا يكون سبباً فى مضاعفة آلامهم، إذا اعتبر كل منا أن هذا المعاق قريبه أو وضع نفسه مكانه، بالتأكيد ستتحسن أحوالهم وسيكونون أكثر قدرة على البذل والعطاء، لأن بداخلهم طاقات مدفونة فى أمس الحاجة إلى من يحييها ويمنحهم الأمل والرغبة فى الحياة.
الرئيس محمد مرسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رأفت
انتي طيبه اوي يا استاذة هناء
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل حسين
واللى ماتوا في القطار في رقبته
عدد الردود 0
بواسطة:
jiji
فئة مظلومة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري حر
ربنا يستر
عدد الردود 0
بواسطة:
hany
البلد بتغرق يا قبطان
البلد بتغرق يا قبطان أغثنا أغاثك الله
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد في رقبته
واحد في رقبته
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الكلام حلو ومنطقي بس اللى ينفذ
التعليق فووووووووق
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
يا عزيزتى كلنا في رقبته
ويا خوفى على رقبة سيادته
عدد الردود 0
بواسطة:
مش اخوانى ولا سلفى
الصبر يا جماعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أم مصريه
سلم قلمك